وفد برلماني يزور قصر عابدين.. وصدقي: فتح القصور أمام حركة السياحة لتغيير الصورة الذهنية فى الخارج.. عبد العزيز: تحويل 54 قصرًا لمزارات.. وعبد العظيم: التسويق على مستويين
تتنوع مقاصد السياح الوافدين إلى مصر نحو أكثر من مقصد، فمنهم من يتجه نحو الآثار "القاهرة – الجيزة – الأقصر - أسوان"، ومنهم من يتجه نحو السياحة الشاطئية كما هو الحال في" شرم الشيخ – الغردقة – مرسى علم"، كما يوجد السياحة العلاجية والتي تسعى مصر للخوض فيها خلال الفترة الحالية، وبالتوازي مع التوسع في السياحة العلاجية، فُتح الباب أمام قطاع السياحة لجذب السياح إلى زيارة القصور الرئاسية.
وكان النشاط السياحي قد تراجع عقب ثورة 25 يناير، حيث سجلت أعداد السياح في 2010 قرابة الـ 14.7 مليون سائح، بينما سجلت الأعداد خلال عام 2017 قرابة 8.3 مليون سائح.
وبداية استغلال القصور الرئاسية لجذب السياح، كانت مع قصر عابدين، وتلك الخطوة وصفها، النائب عمرو صدقي، رئيس لجنة السياحة والطيران المدنى، بـأنها بداية "حلم" لفتح القصور أمام حركة السياحة، لتغيير الصورة الذهنية فى الخارج، خصوصًا الشعوب التى لم تطلع على تاريخنا من الأجيال الجديدة فى الخارج، لكى يروا أن
وبداية استغلال القصور الرئاسية لجذب السياح، كانت مع قصر عابدين، وتلك الخطوة وصفها، النائب عمرو صدقي، رئيس لجنة السياحة والطيران المدنى، بـأنها بداية "حلم" لفتح القصور أمام حركة السياحة، لتغيير الصورة الذهنية فى الخارج، خصوصًا الشعوب التى لم تطلع على تاريخنا من الأجيال الجديدة فى الخارج، لكى يروا أن عراقة الشعب المصرى ليست فقط من العصر الفرعونى، أو الرومانى، أو الإغريقى، أو القبطى، أو الإسلامى، بل فى العصر الحديث أيضًا.
تسويق المزارات
ويعود تاريخ قصر "عابدين" إلى القرن التاسع عشر، حيث افتتح رسميا عام 1874، وظل قصر حكم مصر حتى ثورة 1952، وتعاقب عليه الخديو إسماعيل، ثم الخديو توفيق، والخديو عباس حلمي الثاني، وبعده السلطان حسين كامل، ثم الملك فؤاد، ومن بعده ابنه الملك فاروق آخر ملوك مصر.
وأوضح صدقي أن مصر لا تحتاج إلى جودة، بل تحتاج إلى تسويق، فنحن الدولة الوحيدة، التى لها اسم تجارى، حينما تقال الضيافة، تذكر الضيافة المصرية، فليس هناك دولة أخرى تمتلك ما لدينا، مضيفًا أن مصر أمضت وقتا فى تقليد أحياء وعمارة أجنبية فى وقت يتعجب فيه السائحون من حضارتنا، لدينا ما يكفى لإعادة تراثنا مرة أخرى.. اقرأ أيضًا.. (بـ60 دولارا.. إطلاق موقع للحصول على تأشيرة دخول مصر).
القصور الأثرية
وفي السياق ذاته، كشف الدكتور محمد عبد العزيز، مدير مشروع "القاهرة التاريخية" في وزارة الآثار، عن خطة الحكومة المصرية لترميم القصور الرئاسية والتاريخية والأثرية تمهيدا لتحويلها إلى متاحف ومزارات سياحية مفتوحة أمام الزوار،منوهًا بأنه يوجد 54 قصرًا أثريا وتاريخيا كانت مقرا للحكم في مصر، سيتم تحويلها لمتاحف بعد ترميمها، تتوزع بين القاهرة والإسكندرية وبعض محافظات الوجه البحري والقبلي.
وأضاف عبد العزيز أن من أبرز هذه القصور قصر محمد علي بالمنيل، واستراحة الملك فاروق في حلوان، وقصر المانسترلي في الروضة، وقصر الأمير عمر طوسون في شبرا، وقصر الأمير طاز وقصر السكاكيني وقصر البارون في القاهرة، وقصر السلاملك في الإسكندرية.
حماية القصور
وأكد مدير مشروع "القاهرة التاريخية" أن الهدف من ترميم تلك القصور التاريخية والأثرية هو حمايتها من الضياع وعمل الصيانة اللازمة لها بشكل دوري منعا لتدهورها، خاصة أنها شيدت منذ عشرات ومئات السنين، فضلا عن تعريف المصريين والزوار بتاريخ مصر.
وأشار عبد العزيز إلى أنه سيتم استغلال هذه القصور اقتصاديا من خلال الحصول على أموال من عائد ورسوم مقابل زيارتها، والاستفادة من هذه الأموال في إجراء الصيانة الدورية لها، وستساهم هذه القصور بالترويج السياحي لمصر، وخلق معالم ومزارات جديدة تضع مصر في ترتيب متقدم بقائمة الدول التي تمتلك مقاصد سياحية وأثرية كبيرة.
تسويق القصور
بدوره، قال عماري عبد العظيم، رئيس شعبة السياحة السابق، إن تسويق القصور الأثرية يحتاج أولا لخلق دافع لدي السائح لزيارة ذلك المقصد، وبالتالي يجب التدقيق في اختيار الأسواق السياحية التي يتم فيها تسويق المنتج السياحي، موضحا أنه على سبيل المثال تم بناء قصور أسرة محمد علي، على النمط الأوروبي، وبالتالي لا بد من إيجاد أسواق مختلفة تكون تلك القصور جاذبة لها، أو على سبيل المثال فتحها للمؤتمرات الكبرى، وهي تجربة بالفعل موجودة في بلاد مثل الهند.. اقرأ أيضًا.. (منها حمام فرعون.. أشهر أماكن السياحة العلاجية في مصر).
وأضاف عبد العظيم في حديثه لـ"التحرير"، أن التسويق لا بد أن يتم على مستويين، الأول بالطرق التقليدية من خلال الأفلام التسجيلية التي يتم عرضها في المؤتمرات المعارض الدولية، ووضعها في برامج شركات السياحة مثل ما يحدث في تسويق الأهرامات والمعابد، والثاني من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
حدائق القصور والمؤتمرات الكبرى
ولفت رئيس شعبة السياحة والطيران السابق إلى ضرورة التفكير في فتح القصور، خاصة الحدائق للمؤتمرات الكبرى، وبأسعار تناسب القيمة الفنية والجمالية للقصر، مشيرًا إلى ضرورة إعداد العنصر البشري المتخصص في تقديم الخدمات للمشاركين في تلك الزيارات، بحيث يتمكن من الحفاظ علي المقاصد السياحية ومحتوياته، ووجود متخصصين في صيانة القصور الأثرية، ولديهم قدرة على التصرف السريع والمحترف لمواجهة أي طارئ ناتج عن تلك الزيارة، خاصة في حالة فتحها لحفلات مثل عقد القران.
وقال ناجي عريان، عضو اتحاد الغرف السياحية، إن سياحة القصور تعد من أهم أنواع السياحة غالية الثمن، ولها عشاق بأعداد كبيرة على مستوى العالم، ومصر من أهم الدول التي تمتلك قصورا تاريخية، تروي أحداثا مختلفة من التاريخ المرتبط بالعالم.
أسعار زيارة القصور
وأضاف العريان أن سياحة القصور تعد من الناحية الاقتصادية قيمة مضافة إلى إيرادات القطاع السياحي، حيث إن أسعار الدخول دائما إلى ذلك النوع من المزارات السياحة مرتفع الثمن حول العالم، وأبرز الدول التي تجذب ذلك النوع من السياحة ألمانيا.
أوضح عضو اتحاد الغرف السياحية، أنه يمكن أن نعتمد على شركات إدارة عالمية ومحترفة في إدارة ذلك النوع من المزارات خلال المرحلة الأولى، على أن تدرب العمالة المصرية بشكل جيد، حتى نتمكن من إعداد العنصر البشري، منوهًا بأنه قبل الإعداد لزيارة القصور، يجب أن يسبقها دراسة لإعداد المناطق المحيطة بها، بحيث يتم إضافة منطقة خدمات بها كافيهات ومطاعم، ومحال لبيع الهدايا التي يقبل على شرائها السائحون، لإضافة عائد اقتصادي، وخلق العديد من فرص العمل للشباب.