مشروع الإخوان هو المحرك الحقيقي للتدخل التركي في ليبيا بالإضافة إلى عوامل اقتصادية تحرك تركيا في هذا المسار من خلال بسط نفوذها ودعم الميليشيات
لم يعد التدخل التركي في ليبيا يتم في الخفاء، بل أصبح على مرأى ومسمع من الجميع، فيوما تلو الآخر يتزايد تورط أنقرة من خلال دعم ميليشيات حكومة الوفاق، حيث تصر تركيا على مد نفوذها إلى العديد من البلدان عبر جماعات الإسلام السياسي، حيث تمثل الخلفية الأيديولوجية مساحة مشتركة تسهل لها تنفيذ سياساتها بتدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول أخرى.
وتفرض تركيا نفسها على الملف الليبي بعد التقارب مع حكومة الوفاق الليبية، التي زار رئيسها فايز السراج أنقرة عدة مرات، منذ بداية قيام الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر بمعركته لتحرير العاصمة الليبية طرابلس.
تسليح وتدريب
لم يعد الدعم التركي لميليشيات الوفاق مقتصرا على التسليح فقط، فقد كشفت العديد من الأدلة بشكل ملموس أن تركيا قررت اللعب بشكل علني داخل ليبيا، سواء من خلال دعم الميليشيات بإمدادهم بالسلاح رغم الحظر أو تدريب وإرسال المقاتلين المتطرفين إلى ليبيا.
فقد اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا
تسليح وتدريب
لم يعد الدعم التركي لميليشيات الوفاق مقتصرا على التسليح فقط، فقد كشفت العديد من الأدلة بشكل ملموس أن تركيا قررت اللعب بشكل علني داخل ليبيا، سواء من خلال دعم الميليشيات بإمدادهم بالسلاح رغم الحظر أو تدريب وإرسال المقاتلين المتطرفين إلى ليبيا.
فقد اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا بتزويد حكومة فايز السراج بتجهيزات عسكرية تركية، مما يعد انتهاكا للحظر الدولي المفروض على إرسال الأسلحة إلى ليبيا.

وبعد ذلك تم الكشف عن وصول عدد من ضباط الجيش التركي لتدريب الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس.
وأعلن الجيش الليبي أن عناصر الجيش التركي ستتولى تدريب أفراد ميليشيات طرابلس والمجموعات الإرهابية المتحالفة معهم، والتي أتت من خارج البلاد عن طريق تركيا.
بالإجماع.. مجلس الأمن يمدد حظر بيع الأسلحة في ليبيا
وكشف الجيش عن أن الضباط المرتزقة الأتراك سيتولون تدريب الميليشيات على الأسلحة والمدرعات التي تم تسليمها لهم من قبل الحكومة التركية مؤخرا، وتم الكشف أيضا عن تورط أنقرة في جلب المقاتلين إلى العاصمة طرابلس، حسب "العين الإخبارية".
كما أعلن عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي النائب طارق الجروشي، أن النظام التركي يدرب عناصر من الميليشيات المسلحة في أنقرة، مشيراً إلى أن المسلحين يتم تدريبهم على استخدام الطائرات من دون طيار وطرق استعمال الأسلحة الحديثة.

المحرك الحقيقي
المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، أكد أن الجيش يخوض "معركة حقيقية مع تركيا على الأرض"، مؤكدا أنها "تقاتل منذ عام 2014 مع الجماعات الإرهابية في بنغازي ودرنة وغيرها من المدن".
ورأى الناطق باسم مجلس النواب الليبي عبد الله بليحق أن "مشروع الإخوان هو المحرك الحقيقي لأردوغان". مضيفا: "الهدف من تدخل تركيا في الشأن السوري، هو نفسه الذي يحركها للتدخل في ليبيا، وهو دعم مشروع الإخوان والميليشيات المسلحة".
كما أشار بليحق إلى عوامل اقتصادية تحرك تركيا في هذا المسار، قائلا: "هناك مصالح تركية في ليبيا متمثلة بعقود تم توقيعها منذ عام 2010، في مجالات اقتصادية وتنموية، وبالتالي فإن تركيا تخشى على مصالحها في ليبيا، دون أن تدرك أن ما تقوم به يضر بعلاقاتها مع ليبيا، وبالتالي فإنه سيضر باقتصادها المتضرر أصلا"، حسب ما نقلت "سكاي نيوز".
ويرى متابعون أن أحد الأسباب التي تدفع أردوغان للتوغل في ليبيا، هو القدرة على الضغط على أوروبا بورقة المهاجرين، كون ليبيا تشكل بوابة رئيسية للوصول إلى أوروبا، وهي ورقة لطالما لعبتها أنقرة في سوريا.
ويقول الخبير في الشأن التركي محمد عبد القادر: "إن تركيا تستخدم أدوات عديدة لدعم سلطة الحكم الأردوغاني، ومنها دعم جماعة الإخوان، التي تستضيف أنقرة الكثير من عناصرها وقياداتها، وترتبط معها بروابط أيديولوجية وعلاقات تاريخية".
«النواب الليبي» يعلن النفير العام ردا على تهديدات تركية
كما تنظر تركيا إلى هذه العلاقة بحسبانها إحدى أدوات مراكمة النفوذ وتعظيم دورها الإقليمي. لذلك فإن التحرك على الساحة الليبية يأتي في وقت تعاني فيه جماعة الإخوان بسبب عمليات الجيش الوطني الليبي في طرابلس.
وعلى مدى الأشهر الماضية، انكشفت التدخلات التركية في ليبيا شيئا فشيئا، إذ تم ضبط شحنات أسلحة تركية محملة على متن سفن، كان آخرها السفينة التي تحمل اسم "أمازون"، التي خرجت من ميناء سامسون في مايو الماضي، محملة بآليات عسكرية، قبل الوصول لطرابلس.