التعليم: 6 سنوات للصيدلة وبكالوريوس دكتور صيدلى «PharmD» المسمى الجديد.. شاكر: الزيادة تخدم المهنة وتقليل العدد ضرورة.. كمال: لم يؤخذ رأينا فى الزيادة
تغييرات كبيرة تشهدها خريطة كليات القمة هذا العام، لتتوافق مع توجه الدولة ورغبتها فى عمل موازنة بين احتياجات سوق العمل وخريجي الكليات، والتغييرات بدأت بإعلان وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات عن زيادة عدد سنوات الدراسة بكليات الصيدلة لتصبح 6 سنوات بدلا من 5 بداية من هذا العام، وتغيير كامل فى نظام الدراسة ليحتوى على مقررات اختيارية، ويكون فى نهايته مشروع تخرج يتضمن مشروعا بحثيا تعليميا بإشراف مشترك بين الكلية وجهة التدريب، والنظام الجديد ينص على ضرورة اجتياز الطالب اختبارا قوميا للحصول على ترخيص مزاولة المهنة «Pre- Licensure Exam».
أسباب الزيادة
التغييرات
الجديدة أصبحت محل انقسام فى الشارع
المصري بين مؤيد يرى أن هذا القرار جاء
متأخرا، خاصة أن مهنة الصيدلة أصبحت تعاني
من الترهل وأن أعداد الخريجين فيها أصبحت كبيرة للغاية، وأنها خطوة من أجل تحسين
الدراسة فى هذه الكليات وتخريج صيدلي
مؤهل للعمل، ومعارض يرى أن هذا القرار
يأتى من أجل
أسباب الزيادة
التغييرات
الجديدة أصبحت محل انقسام فى الشارع
المصري بين مؤيد يرى أن هذا القرار جاء
متأخرا، خاصة أن مهنة الصيدلة أصبحت تعاني
من الترهل وأن أعداد الخريجين فيها أصبحت كبيرة للغاية، وأنها خطوة من أجل تحسين
الدراسة فى هذه الكليات وتخريج صيدلي
مؤهل للعمل، ومعارض يرى أن هذا القرار
يأتى من أجل تطفيش طلاب الثانوية العامة
الراغبين فى دخول الصيدلة لتقليل عددهم. (اقرأ أيضا: الطب 95%.. اعرف حدود القبول بالجامعات الخاصة والأهلية)
ثورة
التغيير فى نظام دراسة كليات الصيدلة تأتى
نتيجة زيادة أعداد خريجي الكليات على المعدلات
العالمية بـ4 أضعاف، ولرغبة الحكومة فى
تقليص عدد المقبولين بهذه الكليات، وزيادة
أعداد الطلاب فى كليات الطب بواقع 15 ألف
طالب وطالبة، من أجل سد العجز فى عدد
الأطباء نتيجة هجرتهم للخارج، وتأتي
لمواكبة التغييرات العالمية في مجال
التعليم الصيدلي ومراعاة نصوص الاتحاد
الفيدرالى الصيدلاني الدولي «FIP» ومنظمة
الصحة العالمية، التي تنص على ضرورة
إكساب الصيدلي المهارات اللازمة، من خلال
نظام محكم للتدريب في مؤسسات العمل
المختلفة.
يبلغ
عدد كليات الصيدلة في مصر نحو 43 كلية
صيدلة، منها 22 كلية
تابعة لجامعات حكومية «3 تابعة
لجامعة الأزهر»، و21 كلية
تابعة لجامعات خاصة، وبلغ إجمالي أعداد
خريجي كليات الصيدلة في مصر نحو 14 ألفا
و573 خريجا
في عام 2017،
مع مراعاة استحداث 14 كلية
تم بدء الدراسة بها منذ سنوات قليلة ستضيف
المزيد من أعداد الخريجين.
كثرة
عدد الصيدليات فى مصر بطريقة هائلة ومنح
كل طبيب صيدلي الحق فى إنشاء أكثر من صيدلية
وتعيين غير المتخصصين وأصحاب الدبلومات
الفنية بها، وقيام بعض الأطباء ببيع الاسم
الخاص بهم لسلاسل الصيدليات التى غزت
السوق مؤخرا مقابل الحصول على راتب شهري،
وقلة فرص العمل، وتكرار أزمة التكليفات
بين الخريجين ووزارة الصحة كل عام، أسباب
تجعل من زيادة عدد سنوات الدراسة وتقليل
المقبولين ضرورة ملحة.
يبلغ
عدد الصيادلة في مصر 216 ألفا
و72 صيدليا
بمعدل صيدلي لكل 438 مواطنا،
بزيادة 4 أضعاف
على المعدل العالمي، ويزيد عدد الصيدليات
فى مصر على 75 ألفا
و165 صيدلية
بمعدل صيدلية واحدة لكل 1261 مواطنا
بما يقترب من 3 أضعاف
المعدلات العالمية. (اقرأ أيضا: ضبط 20 ألف عبوة دواء «محظورة» في صيدلية بالشرقية)
تفاصيل النظام الجديد
وفقا للنظام الجديد تكون درجة بكالوريوس
دكتور صيدلى «PharmD» هى
الدرجة الجامعية الأولى المؤهلة لممارسة
مهنة الصيدلة بعد اجتياز الاختبار القومي،
لتكون عوضًا عن درجة بكالوريوس الصيدلة
الحالية «B
Pharm»،
وتشمل 5 سنوات
دراسية وسنة تدريب كاملة «امتياز» في
مواقع العمل «5+1»،
واستبدال برنامج بكالوريوس دكتور صيدلي «صيدلة إكلينيكية» ببرنامج بكالوريوس الصيدلة «صيدلة
إكلينيكية» الحالي.
خطوة للتحسين
الدكتورة
إليزابيث شاكر، عضو لجنة الصحة بمجلس
النواب، قالت إن زيادة عدد السنوات بكلية
الصيدلة قرار ليس سيئا؛ لأن السنوات
الماضية شهدت إقبالا كبيرا على كليات الصيدلة
أكثر من كليات الطب لأن عدد السنوات بها
أقل من الطب، ومن شأنه تحسين مهنة الصيدلة
وتخريج صيدلي فاهم لديه معلومة يقدمها
للمرضى، لأن النظام الجديد قائم على وجود
تدريب واجتياز اختبار قومي قبل أن يحصل
على ترخيص مزاولة المهنة.
وأضافت "شاكر" فى تصريحات خاصة لـ"التحرير": "فكرة
وقف قبول الطلاب بكليات الصيدلة لمدة 5 سنوات،
أمر مرفوض تماما فى الوقت الراهن، وإنما
من الممكن أن يتم تقليل عدد الطلاب
المقبولين بكليات الصيدلة حتى يتناسب
عدد الخريجين مع حاجة سوق العمل، حيث بلغ
عدد خريجي كليات الصيدلة 4 أضعاف
المعدل العالمى".
وشددت
شاكر على أن أجر الصيدلي فى دول الخليج
تراجع بنسبة كبيرة نتيجة زيادة عدد المعروض
منهم، مشيرة إلى أن
الحل الأمثل يكمن فى وقف إصدار تراخيص
جديدة لافتتاح كليات الصيدلة الخاصة
والاكتفاء بالموجود.
الزيادة مرفوضة
مصطفى كمال عضو لجنة التعليم والبحث العلمي
بمجلس النواب، أكد أن هذا النظام لم
يعرض على مجلس النواب قبل أن يتم الإعلان
عنه، ولا بد أن يوافق عليه المجلس وأن تعلن
وزارة التعليم العالي عن الأسباب
التى جعلتها تقوم بزيادة عدد السنوات إلى 6 سنوات
لعدم وجود أسباب مقنعة لهذه الزيادة.
وأضاف كمال فى حديثه لـ"التحرير": "إذا
كان السبب في زيادة عدد السنوات هو تقليل عدد الطلاب
المقبولين نتيجة زيادة عدد الخريجين فهو أمر غير مقبول تماما، فمن الممكن أن تقوم
برفع نسبة القبول فى التنسيق عوضًا عن
هذا القرار". (اقرأ أيضا: «صيدلة وإعلام».. لماذا يحذر المسؤولون من كليات القمة؟)
وشدد
كمال على رفضه التام للتصريحات التى
طالب فيها نقيب صيادلة القاهرة طلاب
الثانوية العامة بالابتعاد عن كلية
الصيدلة بحجة أنهم سوف يصبحون عاطلين
عن العمل، وأن فرص العمل بهذه المهنة
منعدمة، قائلا: «إذا
كان خريجو كليات القمة عاطلين عن العمل، فما
مصير خريجي كليات الحقوق والتجارة والآداب
الذين يجلسون على المقاهي ليل نهار».
شبح البطالة
قبل
صدو القرار بشكل رسمي خرجت تحذيرات من
كليات الصيدلة بشكل فردي، وامتدت لتصبح
ذات صبغة رسمية، لا سيما بعد أن خرج نقيب
صيادلة القاهرة الدكتور محمد الشيخ
يحذر طلاب الثانوية العامة من كليات
الصيدلة: «ماتدخلوش
صيدلة هتبقوا عاطلين» خاصة أن مصر تعاني
من زيادة في عدد العاملين بالصيدلة، نتيجة
أعداد الخريجين الكبيرة فى السنوات
الأخيرة، وانخفاض فرص
العمل بالمهنة واتجاه وزارة الصحة لإلغاء التكليف.
نقابة
الصيادلة استندت فى تحذيراتها إلى مجموعة
أسباب من الناحية العملية، أهمها أن فتح
صيدليات جديدة يمثل مخاطرة كبيرة، فى ظل
ما تواجهه الصيدليات الصغيرة والمتوسطة
من منافسة غير عادلة وغير شريفة مع سلاسل
الصيدليات، وارتفاع تكلفة إنشاء الصيدلية الواحدة
على أقل تقدير بـ400 ألف
جنيه، وقد تكون دون جدوى.