تنص الخطة البديلة على استمرار بريطانيا في الالتزام بقوانين جمارك الاتحاد الأوروبي، والعديد من قواعد التجارة الأخرى إلى أجل غير مسمى ما لم يتم استبدالها باتفاقية تجارية
يحاول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، البحث عن حلول جديدة لتجنب الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، بعد التقارير التي تحذر من تأثير ذلك على اقتصاد البلاد.
حيث قام جونسون بأول محاولة علنية لإعادة التفاوض بشأن اتفاق "البريكست"، وأرسل رسالة إلى دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي، قال فيها إنه يريد استبدال أحكام الخطة البديلة للحدود الأيرلندية في اتفاقية "البريكست"، "بالتزام قانوني" بعدم بناء حدود صلبة أو إجراء عمليات تفتيش بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، وهي الحدود الجديدة لبريطانيا مع الاتحاد الأوروبي.
وقالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إن جونسون تحدث أيضا مع ليو فارادكار رئيس الوزراء الأيرلندي لمدة ساعة تقريبا أمس الإثنين، ووافق على مقابلته في دبلن الشهر المقبل.
إلا أن فارادكار أكد مجددا أن الاتحاد الأوروبي لن يعيد فتح موضوع اتفاق البريكست، أو سيتخلى عن بنود الخطة البديلة، وهي إشارة إلى أن المأزق من
وقالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إن جونسون تحدث أيضا مع ليو فارادكار رئيس الوزراء الأيرلندي لمدة ساعة تقريبا أمس الإثنين، ووافق على مقابلته في دبلن الشهر المقبل.
إلا أن فارادكار أكد مجددا أن الاتحاد الأوروبي لن يعيد فتح موضوع اتفاق البريكست، أو سيتخلى عن بنود الخطة البديلة، وهي إشارة إلى أن المأزق من المحتمل أن يستمر.
وتعد الخطة البديلة للحدود الأيرلندية، هي الجزء الأكثر إثارة للجدل في اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي تم الاتفاق عليه بين سلف جونسون، تيريزا ماي، وحكومات الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين الأخرى في نوفمبر الماضي.
وتنص الخطة البديلة على استمرار بريطانيا في الالتزام بقوانين جمارك الاتحاد الأوروبي، والعديد من قواعد التجارة الأخرى إلى أجل غير مسمى ما لم يتم استبدالها باتفاقية تجارية، تزيل الحاجة إلى إجراء عمليات تفتيش على طول الحدود الأيرلندية، وهي البنود التي أكد الاتحاد الأوروبي أنها ضرورية كضمان دائم وغير قابلة للتفاوض.
وقال جونسون إنه يجب على الجانبين النظر في طرق أخرى للحفاظ على انسيابية الحدود وعدم إجراء عمليات تفتيش، وأنه يريد "وضع مثل هذه الترتيبات قبل نهاية الفترة الانتقالية"، والتي قد تكون في نهاية عام 2020 في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باتفاق.
لا توجد تفاصيل
إلا أن الشبكة الأمريكية، أشارت إلى أن جونسون لم يحدد ما يجب أن تكون عليه هذه الترتيبات، واعترف بأنه "يحتاج إلى الشعور بالثقة" بشأن ما يمكن أن يحدث إذا لم تكن هذه الترتيبات "جاهزة تماما" في نهاية الفترة الانتقالية، وهو ما يشير إلى أنه مستعد لاستبدال الخطة البديلة بضمانات أخرى.
وقام جونسون بالاعتماد على فكرة إزالة بنود الخطة البديلة للحدود الأيرلندية من اتفاق البريكست، التي لم يوافق عليها البرلمان البريطاني، في الدعاية لنفسه في انتخابات رئاسة الوزراء الشهر الماضي، مؤكدا في أكثر من موقف أنه إذا لم يوافق الاتحاد الأوروبي، فستترك بريطانيا الكتلة في 31 أكتوبر دون اتفاق.
وفي حالة نجاح جونسون في ذلك، فقد لا يكون ذلك كافيا بالنسبة لبعض المتشددين ضد الاتحاد الأوروبي، حيث قال نايجل فاراج زعيم حزب "البريكست": "إنه حتى بدون الخطة البديلة، لا يزال هذا هو أسوأ اتفاق في التاريخ".
ضغط الوقت
وقال جونسون في رسالته التي نشرت مساء الإثنين: "الوقت قصير للغاية، لكن المملكة المتحدة مستعدة للتحرك بسرعة، وبالنظر إلى الأرضية المشتركة بالفعل، آمل أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعدا للقيام بالمثل".
في نواح كثيرة، يعكس موقف جونسون سعي ماي في تجنب الحدود الصلبة في أيرلندا، الناتجة عن اختلاف اللوائح بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وأرادت إيجاد "ترتيبات" بديلة لتحقيق ذلك.
شبح الكوارث يسيطر على رحلة جونسون الخارجية الأولى

صفقة الأمل
وفي وقت سابق يوم الإثنين، قال جونسون إنه في الوقت الذي يفضل فيه التفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإنه مصمم على إخراج البلاد من الكتلة، وإنه مستعدا لأي "مطبات في الطريق".
ويرى أن التحدث عن استعداد بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، من المرجح أن يقتنع الاتحاد الأوروبي بتقديم تنازلات.
ومن المقرر أن يسافر رئيس الوزراء إلى برلين وباريس هذا الأسبوع لمناقشة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال إن زعماء الاتحاد الأوروبي "يبدون بعض التردد" لتغيير موقفهم، لكنه كان "واثقًا" من أنهم سيتراجعون في النهاية وسيوافقون على تعديل الاتفاق.
وذكر كير ستارمر المتحدث باسم حزب العمال البريطاني المعارض الرئيس، إن خطة جونسون لا تحتوي على أي حلول، قائلا إن "هذه الرسالة تؤكد أن جونسون ليس لديه إستراتيجية تفاوضية"، مضيفا: "أنه يقترح بدائل غير محددة للخطة البديلة، وإذا فشلت، سيقدم بدائل أخرى غير معروفة، لماذا لم يفكر أحد في ذلك من قبل؟".
خلافات حول الخروج دون اتفاق
مع عدم إبداء جونسون أي إشارة للتراجع عن استعداده لمغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، طالب زعيم حزب العمل جيريمي كوربين رئيس الوزراء بالكشف عن أحدث تقييم لتأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن قالت الحكومة إن نسخة مسربة من هذه التقييمات لم تعد سارية.
حيث ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" أن "عملية المطرقة الصفراء"، التي تضم خطط الحكومة لمغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، حذرت من "انهيار" لمدة ثلاثة أشهر في الموانئ، إلى جانب نقص الغذاء والدواء.
إلا أن مايكل جوف الوزير المسؤول عن استعدادات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أكد، يوم الأحد، أن هذه معلومات قديمة تستند إلى "تخطيط أسوأ الحالات".
وقال كوربين في بيان "إذا أرادت الحكومة أن نصدق أن هذه التقييمات لا تمثل التأثير الحقيقي، فعليها أن تنشر أحدث تقييماتها اليوم بالكامل"، وأضاف "أن نفي بوريس جونسون لا يمكن الوثوق به، وسيكون من الجيد طمأنة الشركات أو المستهلكين بأن الحالة الأليمة الموصوفة في هذه الوثائق ليست وشيكة الحدوث".
وفي الوقت نفسه، فإن الحكومة على وشك إطلاق حملة دعاية تهدف إلى تهيئة الجمهور للخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، وفقًا لمسؤول حكومي.
في حين أن الحملات الإعلامية السابقة كانت تستهدف الشركات، وشملت معلومات تقنية حول كيفية إعداد القطاعات المختلفة لاحتمال مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي دون اتفاق، قال المسؤول، إن الحملة الجديدة ستكون أسهل في الفهم بالنسبة للعامة.
تسريب جديد يكشف مخاطر «البريكست» دون اتفاق

ويتم حث مواطني دول الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في بريطانيا على التقدم بطلب للحصول على إقامة دائمة قبل الموعد النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من تحذير الحكومة من أن اتفاقية حرية التنقل مع الاتحاد الأوروبي ستنتهي في 31 أكتوبر، إلا أن المسؤول قال إن معظم التغييرات من المرجح أن تكون رمزية على المدى القصير.
وقالت وزارة الداخلية في إحدى المدونات إن مواطني الاتحاد الأوروبي لا يزالون أمامهم حتى ديسمبر 2020 لتقديم طلبات التسوية.