الشابان لا تربطهما بالقاتل أي علاقة وقتلهما أثناء سيرهما بالتوك توك.. والدة أحد المجني عليهما: "الجريمة مش بغرض السرقة وشوفت دم ابني كله متصفي على الأرض"
شابان جمعتهما صداقة وعمل، رغم صغر سنهما إلا أنهما كانا كبارا في نظر أهلهما، أحدهما ضحى بتعليمه من أجل لقمة العيش، والآخر لم يفرح بخطبته التي تمت منذ شهرين، بعدما سلب منهما "خفافيش الليل" حياتهما وماتا معًا في ليلة واحدة بعد أن أطلق عليهما شاب النار، لم يعرفاه من قبل ولم يجمعهما به أي لقاء، ولكن شاء قدرهما المرور في طريقه أثناء توصيل "زبون" بطريق المعدية بالرشاح في منطقة جبلية بالخانكة تفصل بين «الخانكة والسلام» لم يترك الشابان لأهلهما سوى الحسرة والدموع وقلة الحيلة ومرار الفراق.
"حمدي".. شاب لم يتجاوز الـ18 عاما، ضحى بالتعليم من أجل مساعدة أسرته ورفع عبء مصاريفه عن كاهل والده الذي يعمل "ميكانيكي" في ورشة صغيرة بمنطقة إسبيكو بالسلام، إذ يعمل على توك توك مع صديقه "عبدالرحمن" صاحب الـ20 عاما، صداقة جمعت بين الشابين لم تفرقهما الحياة، ويبدو أن الموت كذلك، حيث ماتا معًا داخل التوك
"حمدي".. شاب لم يتجاوز الـ18 عاما، ضحى بالتعليم من أجل مساعدة أسرته ورفع عبء مصاريفه عن كاهل والده الذي يعمل "ميكانيكي" في ورشة صغيرة بمنطقة إسبيكو بالسلام، إذ يعمل على توك توك مع صديقه "عبدالرحمن" صاحب الـ20 عاما، صداقة جمعت بين الشابين لم تفرقهما الحياة، ويبدو أن الموت كذلك، حيث ماتا معًا داخل التوك توك الذي يعملان عليه في ليلة حزينة بعد "المشوار" الأخير.
قبل عيد الأضحى بأيام خرج حمدي وصديقه كعادتهما للعمل، وفي نحو العاشرة والنصف مساء وأثناء توصيلهما أحد الزبائن بالمعدية التي تمر فوق رشاح الخانكة وأثناء عودتهما فوجئا بإطلاق نار عليهما؛ ما أدى لوفاة حمدي في الحال بعدما أصابته طلقة بالظهر اخترقت القلب ولحق به عبدالرحمن بعد ساعات قبل أن يصل للمستشفى.
داخل منزلها بمنطقة إسبيكو تجلس والدة "حمدي" أحد الضحايا لا تملك سوى دموعها على فراق نجلها وقتله بطريقة بشعة، وقصت لـ"التحرير" كواليس الواقعة حيث قالت إن ابنها يعمل على توك توك مع صديقه عبدالرحمن وأثناء عودتهما بعد توصيل أحد الزبائن في طريق المعدية بطريق الرشاح بالخانكة "طريق الموت" كما وصفته، إذ إن الطريق لا توجد به أعمدة إنارة ويخيم عليه ظلام حالك، ويستغله البعض في بيع وتعاطي المخدرات، "لما روحت هناك بعد قتل ابني وصاحبه لقيت كمية سرنجات بيضربوها المتعاطين مرمية على الأرض".

واستطردت والدة المجني عليه: "المنطقة دي مش أول مرة يحصل فيها جريمة قتل قبلها بيومين ناس مسكوا طفل وغرقوه في الرشاح وسرقوا التوك توك بتاعه أنا مش بتكلم علشان حق ابني وصاحبه لوحدهم إحنا عايزين ننقذ ضحايا تانية من القتل والمخدرات الموجودة في المكان ده".

وعن يوم الواقعة قالت والدة المجني عليه: "بعد ما نزلوا الزبون اللي كان راكب معاهم وهما راجعين اتضرب عليهم نار من سلاح آلي وخرطوش من واحد اسمه "حماد" ومش بغرض السرقة لأن التوك توك لقيناه واقف مكانه وشوفت ابني دمه متصفي على الأرض والكاب اللي كان لابسه عليهم دم خد طلقة دخلت من الضهر وخرجت من الصدر ومات في الحال جوا التوك توك وعبدالرحمن مات بعده قبل ما يوصل المستشفى".

وأضافت: "المباحث لقيت الفلوس في جيوبهم والتوك توك موجود في موقع الجريمة يبقى دي جريمة مش بغرض السرقة أنا مش عارفة ضربوا عليهم نار ليه وقتلوهم في عز شبابهم وقبضوا على المتهم واسمه "حماد" 17 سنة، من عرب الخانكة ومعروف عنه الاتجار في المخدرات والبلطجة، وإحنا منعرفوش ولا نعرف أهله دول عاملين زي "خفافيش الليل" محدش بيشوفهم ولما بيظهروا بيبقوا ملثمين وعيشتهم كلها في الضلمة ممكن يكون قتلهم لأنه افتكرهم شرطة".

وبنبرة حزينة قالت: "حمدي كان هيروح أولى ثانوي ومن صغره بيحب يشتغل ويساعدنا ويصرف على نفسه وضحى بتعليمه علشان الشغل الناس كلها بتحبه لأنه مكنش بيعمل مشاكل مع حد وبيحب يساعد الناس ويقف معاهم أبوه كان عايزه يشتغل معاه في الورشة بتاعته وقبل الواقعة بأيام قاله متشغلش على توك توك تاني أنا خايف عليك يا بني من السرقة بس قدره يموت في التوك توك".
وأضافت: "إحنا عايزين القصاص من القاتل لعيالنا ولو سكتنا فيه غيرهم هيموت في طريق الموت، نفسي حقه يرجع هو وصاحبه".

وتذكرت آخر لقاء جمعها بنجلها قبل واقعة مقتله قائلة: "قبل الواقعة بيوم كنت زعلانة منه ويوم ما مات لقيته الصبح جاي بيهزر معايا وبيصالحني وعايز يكسب رضايا بأي طريقة وقالي أنا نازل ونزل مرجعش وماشوفتوش تاني غير وهو غرقان في دمه".