ذنب «فارس».. عشماوي ينهي رحلة تعذيب «ملاك التبين»
تعدى زوج الأم بواسطة «خرطوم» على «فارس» بسبب بكائه المستمر وطلبه رعاية أمه، ففارق الصغير الحياة متأثرا بإصابته.. والجنايات تعاقب القاتل بالإعدام
تحرير:تهامى البندارى
٢٥ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٢:١٨ م
جثة طفل- صورة أرشيفية
ماذا اقترف «فارس» ليلحق بتعداد الضحايا في جرائم أزواج الأمهات؟ ماذا فعل هذا الطفل الصغير ليصبح جثة هامدة؟ ما الجرم الذي ارتكبه ليلقى مصيره بهذه الطريقة البشعة؟ أسئلة كثيرة وعلامات تعجب أزاحت عنها محكمة جنايات القاهرة الستار خلال حكمها بالإعدام على عاطل بمنطقة التبين والمؤبد لزوجته، إذ كشفت المحكمة في حيثيات حكمها أن زوج الأم الجاني هو من قتل الصغير، صاحب الخمس سنوات، بدم بارد، بعد وصلة من الضرب المستمر والتعذيب، إلا أن قضاء الله في الأرض اقتص لدماء «فارس».
تخلى زوج الأم "أيمن. خ. م"، 47 سنة، عن أقل مشاعر الرحمة والإنسانية، ليرحل «فارس» عن دنيانا غير آسف على أمه ورغبتها في الزواج والارتباط بزوجها الجديد، بعد انفصالها عن زوجها الأول، والد فارس، غير مراعية حقوق طفلها والعناية به، وهو واجبها المقدس.
كل ما اقترفه الصغير هو البكاء ليس أكثر، فـ«فارس»
تخلى زوج الأم "أيمن. خ. م"، 47 سنة، عن أقل مشاعر الرحمة والإنسانية، ليرحل «فارس» عن دنيانا غير آسف على أمه ورغبتها في الزواج والارتباط بزوجها الجديد، بعد انفصالها عن زوجها الأول، والد فارس، غير مراعية حقوق طفلها والعناية به، وهو واجبها المقدس.
كل ما اقترفه الصغير هو البكاء ليس أكثر، فـ«فارس» لم يتخط عامه الخامس، كان كأى طفل يفرح ويحزن، وأحيانا يبكي إشارة لكونه في احتياج إلى أمه، التي تقوم على رعايته وتوفير الحنان الذي باتت تفتقده بعض الأمهات والآباء هذه الأيام.
لم يتخيل «فارس» أن دموعه ستكون سببا في كتابة المشهد الأخير من حياته على يد زوج أمه، الذي استبدل بقلبه قطعة حجر غليظة، فلم يتحمل زوج الأم أن يسمع صراخ ابن زوجته، التي تركت طفلها لحال سبيله يجوب في جنبات الشقة، وأغلقت عليها غرفة النوم مع زوجها، تاركةً طفلها يبكي ويصارع دموعه التي حبسها لبعض الوقت، فلم تبالِ ببكائه. يطرق عليها غرفتها فلا تجيبه، ينادي عليها فلا تشعر به وكأنه قطعة من الأثاث بالبيت.

ولما اشتد بكاء الطفل لم يعد زوج أمه يتحمل سماع صراخه، وبدلا من إرسال أمه إليه وتمكينها من الاطمئنان على نجلها، خرج هو إليه ليؤدبه على حزنه وبكائه وأنهى حياته في لحظات معدودات.
وأمام نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، وقف المتهم زوج الأم منكرا جريمته البشعة في بادئ الأمر، لتأمر النيابة بعدها بندب الطب الشرعي؛ لتشريح جثة الطفل لمعرفة سبب الوفاة، وحبس الأم وزوجها، حتى أكدت التحريات أن الأخير اعتاد ضرب الطفل منذ زواجه بوالدته.
أشارت التحقيقات إلى أنه في يوم الواقعة سمع المتهم صراخ الطفل خلال لقاء جمعه بزوجته، فحاول إسكاته إلا أنه زاد في الصراخ فاندفع نحوه وتعدى عليه بالضرب، بواسطة خرطوم، وجد فيه ضالته، فأمسك به وانهال به على جسد الصغير الذي صمت تماما بين يديه، فاعتقد زوج الأم أنه التزم السكون، ليتبين لاحقا وفاته.

ولما كان صمت الصغير مخيفا، قرر الزوجان اصطحابه إلى مستشفى خاص، بعيدا عن استجوابات أسئلة المستشفى العام الحكومي، وادعيا على خلاف الحقيقة إصابته بغيبوبة دون معرفة السبب، وهناك أمر الطبيب المناوب بتوقيع الكشف الطبي عليه، فكشفت المناظرة الأولية للطفل عن وجود كدمة في منطقة الرأس وآثار «زرقان» على رقبة وصدر الطفل، ما أثار وجود شبهة جنائية حول الواقعة، استدعى على أثرها الطبيب شرطة النجدة، التي حضرت واصطحبت الأم وزوجها إلى قسم الشرطة لتحرير محضر.
تلقى مأمور قسم شرطة التبين إخطارًا من مستشفى خاص بوصول طفل يبلغ من العمر 5 سنوات، جثة هامدة، مصابا بكدمات متفرقة في جسده، ودلت التحريات الأولية على أن والدة الطفل وزوجها أحضراه إلى المستشفى لعلاجه بداعي إصابته بغيبوبة غير معلومة السبب، إلا أن أطباء قسم الاستقبال اشتبهوا في إصابات الطفل، حتى انكشف المستور وتبين أن زوج أمه وراء الواقعة بالاشتراك مع والدة فارس.

تمكنت قوة أمنية من رجال المباحث من القبض على الأم وزوجها، وخلال التحقيقات واجهت النيابة العامة المتهمين بتحريات المباحث وأقوال الشهود الذين أقروا بتكرار تعدي زوج الأم على الطفل الصغير «فارس»، وأنه دائم الشجار مع والدته بسبب بكاء الصغير، ليأمر المحامي العام لنيابات شرق القاهرة بإحالتهما إلى محكمة الجنايات، بعد استلام تقرير الصفة التشريحية، الذي أكد وجود شبهة جنائية في الجريمة، وتبين أن الصغير لقي مصرعه بعد إصابته بكدمات وتعرضه للضرب، وتداولت القضية على مدار عدة جلسات، لتعاقب محكمة الجنايات زوج الأم بالإعدام، والسجن المؤبد لوالدة الطفل.