وتقود اليابان القمة، وتشترك في تنظيمه الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي ومفوضية الاتحاد الإفريقي، بحضور جميع رؤساء الدول والحكومات الإفريقية
اليوم الثلاثاء، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مدينة يوكوهاما اليابانية، فى مستهل زيارته للبلاد، التي تستمر على مدى 3 أيام، وذلك للمشاركة فى قمة مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الإفريقية «تيكاد 7»، والذي يعقد في خلال الفترة من 28 إلى 30 أغسطس الجارى.
وتعقد القمة تحت رئاسة مشتركة يابانية - مصرية، وذلك على خلفية الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقى، وهو الأمر الذي يدعم عملية التعاون الثلاثى ما بين مصر واليابان فى إفريقيا بما يسهم فى تحقيق التطلعات التنموية للقارة السمراء، فما هي قمة "تيكاد"؟
ما هي "تيكاد"؟
عندما انتهت الحرب الباردة بدأ اهتمام البلدان المتقدمة بتقديم المساعدة لإفريقيا يتضاءل، وفي ظل هذه الظروف، كانت اليابان هي التي دافعت عن أهمية إفريقيا، وكان مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية "تيكاد" دليلا على ذلك.
حيث تشير وزارة الخارجية اليابانية عبر موقعها على شبكة الإنترنت، إلى أنه
ما هي "تيكاد"؟
عندما انتهت الحرب الباردة بدأ اهتمام البلدان المتقدمة بتقديم المساعدة لإفريقيا يتضاءل، وفي ظل هذه الظروف، كانت اليابان هي التي دافعت عن أهمية إفريقيا، وكان مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية "تيكاد" دليلا على ذلك.
حيث تشير وزارة الخارجية اليابانية عبر موقعها على شبكة الإنترنت، إلى أنه هناك، في الوقت الحاضر، العديد من المنتديات التي تتفاعل البلدان من خلالها مع إفريقيا، لكن مؤتمر "تيكاد" الذي أطلقته اليابان كان هو المنتدى الرائد من بين هذه المنتديات من أجل التنمية الإفريقية.
فعلى مدار أكثر من 25 عاما منذ مؤتمر النسخة الأولى من المؤتمر الذي استضافته العاصمة اليابانية طوكيو في عام 1993، يتمتع المنتدى بسجل حافل في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في إفريقيا من خلال المساعدات والمنح التقنية بشكل أساسي.
ففي السنوات الخمس التي بدأت من السنة المالية 2008، أنشأت حكومة اليابان 1321 مدرسة ابتدائية ومتوسطة، وحسّنت 4778 من مرافق الرعاية الصحية والطبية، وقدمت المياه النظيفة لنحو 10.79 مليون شخص آخر.
وتقود اليابان القمة وتشترك في تنظيمه الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي ومفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث يتم توجيه الدعوة لحضور "تيكاد" لتشمل جميع رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، وكذلك المنظمات الدولية والبلدان المانحة والشركات الخاصة الدعوات ومنظمات المجتمع المدني.
وحتى النسخة الخامسة من المؤتمر، عقدت الاجتماعات على مستوى القمة كل خمس سنوات في اليابان، وبداية من عام 2016، سيعقد مؤتمر "تيكاد" كل ثلاث سنوات، على أن تتم استضافته بالتناوب بين الدول الإفريقية واليابان.
ماذا عن القمة السابعة؟
أشار عدد من الدبلوماسيين والخبراء اليابانيين إلى أن بلادهم في طريقها لتحويل تركيزها في المساعدة الاقتصادية إلى الجودة وليس الكم.
حيث قال شيجيرو أوشيو المدير العام لوزارة الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية اليابانية لصحيفة "ذا جابان تايمز" اليابانية إن "تيكاد 7" سيكون أكثر توجها نحو الأعمال التجارية من القمم السابقة لأن "القطاع الخاص الياباني أصبح جادا" بشأن الاقتصاد الإفريقي.
الرئيس السيسي يصل اليابان للمشاركة في قمة «تيكاد 7»

وأضاف: "طلبت شركات القطاع الخاص اليابانية، من الحكومة اليابانية، السماح لهم بقيادة هذه المهمة، والتحدث خلال جلسة عامة في تيكاد للمرة الأولى".
نتيجة لذلك ستعقد "تيكاد 7" جلسة حوار الأعمال من قبل ممثلي القطاعين الخاص والحكومي في 29 أغسطس، وهو الحدث الذي كان يتم تنظيمه على هامش القمة، لكن هذه المرة سيتم ترقيتها لتصبح جلسة عامة لأول مرة.
وتقول الصحيفة اليابانية إن هناك أسبابا واضحة جعلت الشركات اليابانية أكثر جدية بشأن الأعمال التجارية في إفريقيا، حيث بدأ الاقتصاد الإفريقي، الذي كان يعاني من النزاعات الإقليمية والفقر والأزمات الغذائية، في التمتع بفوائد كبيرة من ارتفاع أسعار مختلف الموارد الطبيعية، مثل النفط والمعادن والسلع الأخرى في العقد الأول من القرن العشرين.
ففي الفترة من عام 2000 حتى عام 2017، حافظت البلدان الإفريقية على نمو اقتصادي حقيقي مرتفع، بمعدل 4.3%، وفقًا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
وفي الوقت نفسه من المتوقع أن يستمر عدد سكان القارة في النمو إلى 4.28 مليار في عام 2100، وسيبلغ عدد سكان آسيا ذروته في عام 2055 ليبدأ في التقلص بعد ذلك، وفقًا للأمم المتحدة.
وقال شيجيرو أوشيو: "في نهاية هذا القرن، سيكون واحدا من بين كل أربعة أشخاص في العالم إفريقيا"، وتابع: "لذلك ستكون إفريقيا مهمة للغاية كسوق، يُعتبر الحد الأخير في القرن الحادي والعشرين".
وأشارت "ذا جبان تايمز" إلى أن الاتحاد الياباني للمنظمات الاقتصادية "كيدانرين"، الإمكانات الكبيرة للقارة الإفريقية، حيث حققت إفريقيا نموا اقتصاديا عاليا بفضل مواردها الطبيعية الغنية وعوامل أخرى.
وقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي من 632 مليار دولار في عام 2001 إلى 2.1 تريليون دولار في عام 2016، حيث توسع الاقتصاد 3.4 مرات، وفقا لتقرير "كيدانرين" عن إفريقيا في سبتمبر الماضي.
وقال التقرير إن "إفريقيا تتمتع بإمكانيات أكبر بكثير حيث من المتوقع أن يستمر النمو الاقتصادي وستتوسع الطبقة المتوسطة الدخل".
السيسي: قمة «تيكاد 7» منصة مهمة لدعم إفريقيا

ومع ذلك فإن مستقبل إفريقيا ربما لا يكون ورديا كما يرى بعض المتفائلين.
حيث حذر كاتسومي هيرانو نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة التجارة الخارجية اليابانية، من أن النمو السريع لسكان الحضر في إفريقيا يمكن أن يتسبب في نقص هائل في الغذاء، لأن إنتاجية الأراضي للزراعة الإفريقية أقل بكثير من المتوسط العالمي، وما زالت إفريقيا بحاجة إلى استيراد كميات هائلة من الأغذية الأساسية.
وقال هيرانو الخبير في الشؤون الأفريقية إنه بدون تحسن كبير في إنتاجية الأراضي، فإن الزيادة السريعة في عدد السكان ستشكل عبئًا خطيرًا على مستقبل إفريقيا، مضيفا "أنه قد يقول الأفارقة أنهم لم يعودوا بحاجة إلى المساعدة، لكنهم في حاجة إليها لزيادة إنتاجية الحبوب".
ولهذا السبب يجب على كل من القطاعين الخاص والحكومي التعاون ومعالجة هذه المشكلة، ولن تتأصل هذه الجهود ما لم تصبح الزراعة عملا مربحا، على حد تعبير هيرانو، مشددا على الحاجة إلى زيادة تشجيع الأعمال التجارية الزراعية في إفريقيا.