ينص الاتفاق على أنه في مقابل انسحاب القوات الأمريكية تتعهد طالبان ألا تستخدم أفغانستان مرة أخرى كقاعدة للجماعات المسلحة التي تسعى لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها
في الوقت الذي كان يستمع فيه المواطنون الأفغان لمقابلة تليفزيونية، تم الكشف خلالها عن الخطوط العريضة لاتفاق سلام الذي توصل له قادة حركة "طالبان" مع الولايات المتحدة، يمهد لإنهاء الحرب الأفغانية التي اندلعت منذ نحو 18 عاما، هز انفجار ضخم العاصمة الأفغانية كابول.
وتبنت "طالبان" الهجوم الذي استخدم فيه جرار مفخخ بقنبلة، واستهدف مجمعا سكنيا يضم مواطنين أجانب، خارج المنطقة الخضراء شديدة التحصين في المدينة، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصا وجرح 119 آخرين على الأقل.
الهجوم الذي استهدف الأجانب حصد أرواح المدنيين الأفغان، وهو ما دفع السلطات إلى اصطحاب نحو 400 أجنبي إلى خارج المنطقة مع تصاعد الغضب في الشوارع، حيث أشعل السكان المحليون النار في الإطارات وسدوا طريقا رئيسيا مطالبين الأجانب بمغادرة المنطقة إلى الأبد.
ويبرز الهجوم، وهو الثالث خلال عدة أيام، المخاوف من أن
الهجوم الذي استهدف الأجانب حصد أرواح المدنيين الأفغان، وهو ما دفع السلطات إلى اصطحاب نحو 400 أجنبي إلى خارج المنطقة مع تصاعد الغضب في الشوارع، حيث أشعل السكان المحليون النار في الإطارات وسدوا طريقا رئيسيا مطالبين الأجانب بمغادرة المنطقة إلى الأبد.
ويبرز الهجوم، وهو الثالث خلال عدة أيام، المخاوف من أن المفاوضات الأمريكية مع طالبان لن تنهي العنف المستمر بشكل يومي في أفغانستان، وما يترتب عليه من خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن المقابلة التليفزيونية التي كانت مع زلماي خليل زادة، كبير المفاوضين الأمريكيين، كشفت عن تفاصيل الاتفاق التي طال انتظارها، بعد إطلاع القادة الأفغان عليه.
وصرح خليل زادة أن الولايات المتحدة ستسحب 5400 جندي من أفغانستان في غضون 20 أسبوعا كجزء من اتفاق "مبدئي" مع مقاتلي طالبان.
إلا أنه أشار إلى أن الموافقة النهائية على الاتفاق، لا تزال تقع على عاتق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويسيطر المتشددون الآن على مساحة أكبر من أي وقت مضى منذ الغزو الأمريكي عام 2001، ورفضوا حتى الآن الدخول في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية، التي يسخرون منها ويعتبرونها دمية أمريكية.
16 قتيلا و119 جريحًا حصيلة ضحايا انفجار أفغانستان

وقال إعجاز مالك زادة الباحث في المعهد الأفغاني للدراسات الاستراتيجية في كابول، لهيئة الإذاعة البريطانية إنه ليس لديه أمل كبير في التغيير.
وقال مالك زادة: "فيما يتعلق بطالبان، يمكننا سماعهم في الدوحة، ويمكننا سماعهم في فيسبوك، ويمكننا سماعهم في وسائل الإعلام، لم يتغيروا، وسوف يستمرون في هجماتهم".
وأضاف: "إنهم يقولون سنقاتل حتى لو وقعنا اتفاقا مع الأمريكيين، سنواصل القتال وسنقتل، بغض النظر عن الأمر، لذا فإن طالبان لم تتغير، التغيير الوحيد الذي يمكنني رؤيته هو أن قنابلهم أصبحت أكبر".
الاتفاق الذي حدد خليل زادة خطوطه العريضة في مقابلته مع شبكة "تولو نيوز" الأفغانية، كان نتاج تسع جولات من محادثات السلام التي عقدت في قطر.
وينص الاتفاق على أنه في مقابل انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، تتعهد طالبان ألا تستخدم أفغانستان مرة أخرى كقاعدة للجماعات المسلحة التي تسعى لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها.
وقال خليل زادة: "لقد اتفقنا على أنه إذا تم الوفاء بالشروط الواردة في الاتفاق، فسوف نغادر في غضون 135 يوما من خمس قواعد نوجد فيها الآن".
يذكر أن الولايات المتحدة لديها حاليا نحو 14 ألف جندي في أفغانستان، ويعتمد انسحاب القوات الباقية على الوضع في البلاد، بما في ذلك بدء محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان بالإضافة إلى وقف لإطلاق النار، حسب "ليس دوسيت" مراسل "بي بي سي" في كابول.
روسيا تعلن مشاركتها ضامنا للاتفاق بين واشنطن وطالبان

من جانبه أكد متحدث باسم طالبان أن تفاصيل انسحاب القوات الأمريكية التي أوضحها خليل زادة، صحيحة.
وفي وقت سابق أمس الإثنين، قال باسم صديق صديقي، المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غاني، إن الأخير سيدرس الاتفاق قبل إبداء أي رأي، وأضاف أن الحكومة لا تزال بحاجة لإثبات أن طالبان ملتزمة بالسلام.
ويخشى الكثيرون في أفغانستان من أن يؤدي الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في التأثير على الحقوق والحريات التي تم ضمانها للمواطنين الأفغان بشق الأنفس.
ويذكر أن المتشددين كانوا قد فرضوا قوانين دينية صارمة، وعاملوا النساء بوحشية، خلال حكمهم لأفغانستان في الفترة بين عامي 1996 و2001.