بعد لحظات من تغريدة ترامب، لجأ بولتون إلى «تويتر» لتقديم رواية مختلفة للأحداث، حيث أكد أنه قدم استقالته بالفعل، لكن ترامب أخبره: «دعنا نتحدث عنها غدًا»
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أنه قرر إقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون، قائلا إنه لا يتفق معه "بشدة".
وقال ترامب: "طلبت من جون تقديم استقالته، التي قُدمت لي هذا الصباح"، مضيفًا أنه سيعين بديلا لمستشار الأمن القومي الأسبوع المقبل.
إلا أن بولتون أصر على أنه استقال وتعهد بأن يكون له رأي "في الوقت المناسب"، ونشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية صورة لخطاب بولتون للرئيس الأمريكي يتقدم فيه باستقالته.
واختلف مستشار الأمن القومي السابق مع الرئيس حول عدد من تحديات السياسة الخارجية، بداية من أفغانستان إلى إيران.
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أن بولتون، الذي تولى منصبه في أبريل 2018، كان مستشار ترامب الثالث للأمن القومي بعد مايكل فلين وهربرت مكماستر.
ماذا قال بولتون؟
بعد لحظات من تغريدة ترامب، لجأ بولتون إلى "تويتر" لتقديم رواية مختلفة من الأحداث، حيث أكد أنه قدم استقالته بالفعل، لكن ترامب أخبره:
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أن بولتون، الذي تولى منصبه في أبريل 2018، كان مستشار ترامب الثالث للأمن القومي بعد مايكل فلين وهربرت مكماستر.
ماذا قال بولتون؟
بعد لحظات من تغريدة ترامب، لجأ بولتون إلى "تويتر" لتقديم رواية مختلفة من الأحداث، حيث أكد أنه قدم استقالته بالفعل، لكن ترامب أخبره: "دعنا نتحدث عنها غدًا".
وعندما اندلعت الأخبار عن إقالته، أرسل بولتون رسالة إلى قناة "فوكس نيوز" وأصر فيها على أنه استقال من منصبه كمستشار للأمن القومي.
كما أرسل رسالة لروبرت كوستا مراسل صحيفة "واشنطن بوست"، قال فيها: "سأكشف عن الحقيقة في الوقت المناسب، اهتمامي الوحيد هو الأمن القومي الأمريكي".
وجاءت الإقالة بشكل مفاجئ، فقبل ساعتين فقط من إعلان مغادرته، كان من المقرر أن يحضر بولتون لقاءً في البيت الأبيض مع وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيفن منوشين.
وأكد البيت الأبيض لهيئة الإذاعة البريطانية أنه تقرر اختيار تشارلز كوبرمان، نائب بولتون، ليكون القائم بأعمال مستشار الأمن القومي.
ماذا تقول مصادر البيت الأبيض؟
كشفت عدد من المصادر داخل البيت الأبيض عن أن مجلس الأمن القومي، الذي يقدم النصح للرئيس في قضايا الأمن القومي، أصبح كيانا منفصلا داخل البيت الأبيض تحت رئاسة بولتون.
وقال مسؤول كبير سابق في إدارة ترامب، لم يرِد الكشف عن هويته: "إن بولتون يعمل بشكل منفصل عن بقية البيت الأبيض"، وأضاف أن بولتون لم يكن يحضر الاجتماعات، واتبع مساره الخاص.
ترامب يهمّش بولتون في الملفات السياسية الكبرى

وصرح مسؤول بالبيت الأبيض لشبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، بأن "بولتون لديه أولوياته، فهو لم يسأل الرئيس عن أولوياته، وسار وفقا لما يريد هو".
ومن جانبه، قال مسؤول كبير سابق بالإدارة للشبكة الأمريكية، إن أسلوب بولتون القائم على فكرة "كل شيء أو لا شيء" أغضب الكثير من الناس داخل البيت الأبيض، بمن فيهم الرئيس.
وأشارت عدد من التقارير التي نشرتها شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، إلى أنه في الفترة التي سبقت إقالة بولتون، اتصل ترامب بهربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي السابق.
وأخبر ترامب، الجنرال المتقاعد بأنه افتقده، وطلب مشورته بشأن قضايا الأمن القومي، وفقا لما قاله مصدران مجهولان، على دراية بالمحادثات لشبكة "إن بي سي".
وضع لا يحتمل
يرى أنتوني زورشر، مراسل "بي بي سي" في أمريكا الشمالية، أن وجود جون بولتون في بيت ترامب الأبيض، كان أمرا غير عادي، فبينما كان شخصية دائمة الظهور على شبكة "فوكس نيوز" المحببة للرئيس، فقد كان أيضا أحد صقور السياسة الخارجية الصرحاء الذين يعملون لصالح ترامب الذي كان إنهاء حروب أمريكا الخارجية أحد أبرز أعمدة حملته الانتخابية.
فعلى سبيل المثال؛ كان بولتون مؤيدا قويا لحرب العراق، في حين وصف الرئيس الصراع بأنه أحد أكبر الأخطاء العسكرية الأمريكية.
وفي ما يتعلق بموضوعات مثل كوريا الشمالية وروسيا، قال زورشر إن موقف الرئيس التصالحي كان واضحا عندما تولى بولتون منصبه في أبريل 2018، وهو يتعارض بوضوح مع اتجاهات بولتون في السياسة الخارجية، أضف إلى ذلك خلافات حول مفاوضات أفغانستان والمواجهة الإيرانية، وهو ما خلق وضعا لا يحتمل.
ويضيف المراسل أن مستشار ترامب الثالث للأمن القومي كان بعيدا عن الرئيس، حيث لم ينضم إلى ترامب في اجتماع رئيسي مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، وأفصح عن اعتراضه على استضافة طالبان في كامب ديفيد، في أثناء وجوده في بولندا الأسبوع الماضي.
كيف اختلف ترامب وبولتون؟
تقول "بي بي سي" إن بولتون، أحد صقور السياسة الخارجية البارزين، هو المهندس الرئيسي لموقف ترامب المتشدد من إيران، وبحسب ما ورد عارض اقتراح الرئيس الأخير بأنه مستعد للتحدث مع زعماء طهران.
خلافات ترامب وبولتون تهدي إيران أغلى مكاسبها

وكان مستشار الأمن القومي السابق قد دافع أيضا عن الآراء القائلة إنه يجب تبني موقف أكثر تشددا تجاه كوريا الشمالية وروسيا وأفغانستان.
وألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم على بولتون في انهيار قمة في فبراير بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في فيتنام، من خلال تقديم قائمة من المطالب التي لا تقبل المساومة والتي رفضتها بيونج يانج.
وعارض بولتون محادثات السلام مع طالبان، والتي ألغى ترامب اتفاق السلام الناتج عنها، في نهاية الأسبوع، بعد دعوة المجموعة إلى الولايات المتحدة.
ووفقا لمجلة فورين بوليسي، رأى بولتون أن دعوة حركة تصنفها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، إلى كامب ديفيد "ستشكل سابقة فظيعة".
وكان بولتون يتمتع بسمعة أنه من دعاة الحرب، وأشارت تقارير إلى أن ترامب مازحه ذات مرة في اجتماع في المكتب البيضاوي، قائلا إن "جون لم يرَ حربا لا يحبها".
وفي وقت سابق من هذا العام، قيل إن ترامب كان غاضبا من فشل السياسة الأمريكية في فنزويلا، حيث اشتكى من أن بولتون قد ضلله بشأن مدى سهولة إسقاط نظام الرئيس نيكولاس مادورو، الذي ما زال في السلطة حتى الآن.