الجانب الإيراني استبعد إمكانية عقد قمة إيرانية أمريكية، كما اعتبر روحاني أن الولايات المتحدة ستفشل في سياساتها القائمة على التهديد "بشن الحرب" على بلاده
في الوقت الذي تمارس فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطا قصوى للحد من الأنشطة الإيرانية الرامية إلى تطوير أسلحة نووية، كشفت واشنطن عن استعداد ترامب لعقد لقاء مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ففي ظل الأجواء التي يسودها التوتر بين البلدين، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن الرئيس دونالد ترامب قد يجتمع "دون شروط مسبقة" مع الرئيس الإيراني خلال اجتماع الأمم المتحدة المقبل في نيويورك.
كما أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أن ترامب مستعد للقاء حسن روحاني دون شروط مسبقة مع استمرار حملة الضغوط على طهران.
وأضاف منوتشين "الآن أوضح الرئيس أنه سيكون مسرورا بعقد اجتماع دون شروط مسبقة، ولكننا سنواصل حملة الضغوط القصوى" على إيران، وذلك بعد أيام من إعلان طهران تركيب أجهزة طرد مركزي لزيادة مخزوناتها من اليورانيوم المخصب، بحسب "فرانس 24".
وتفاقمت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ أن انسحبت واشنطن في 2018
وأضاف منوتشين "الآن أوضح الرئيس أنه سيكون مسرورا بعقد اجتماع دون شروط مسبقة، ولكننا سنواصل حملة الضغوط القصوى" على إيران، وذلك بعد أيام من إعلان طهران تركيب أجهزة طرد مركزي لزيادة مخزوناتها من اليورانيوم المخصب، بحسب "فرانس 24".
وتفاقمت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ أن انسحبت واشنطن في 2018 من الاتفاق الدولي الذي أبرمته القوى الكبرى مع طهران في 2015 بهدف منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، في اتفاق اعتبره ترامب متساهلا للغاية.
نتنياهو يرفع رايات الحرب.. نصيحة لماكرون وتهديد للبنان
ويحاط هذا اللقاء بحالة من الغموض، فالجانب الإيراني استبعد إمكانية عقد قمة إيرانية أمريكية، كما اعتبر روحاني أن الولايات المتحدة ستفشل في سياساتها القائمة على التهديد "بشن الحرب" على بلاده، وحذر من أن طهران مستعدة لخفض مزيد من التزاماتها النووية ردا على ذلك.

وقال روحاني خلال اجتماع لمجلس وزرائه نقله التليفزيون الحكومي "يتعين على الأمريكيين أن يفهموا أن سياسات الحرب والوعيد لا طائل منها وأن عليهم التخلي عنها".
وأضاف روحاني "لقد فرض العدو علينا أقصى قدر من الضغوط وردنا هو مقاومة ذلك والتصدي له"، مشيرا إلى الحملة التي تشنها الولايات المتحدة ضد إيران.
كما قال ممثل إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي "ما لم تكف أمريكا عن إرهابها الاقتصادي ضد إيران فإن مسألة التفاوض معها غير واردة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية.

من جانبه يرى محمد عبادي مركز جدار للدراسات الإيرانية، أن الجانبين الأمريكي والإيراني يرغبان في العودة إلى التفاوض، لكن العقدة في شروط كلا الطرفين، فطهران ترغب في رفع العقوبات ولو جزئيا، كما تريد واشنطن إجراء مفاوضاتٍ على وقعِ خطة أقصى ضغط.
«الخزانة الأمريكية»: مستمرون في الضغط على إيران
وفي وتصريحات خاصة لـ"التحرير" أوضح عبادي أن واشنطن تفسح مساحةً أوسع للوساطة الفرنسية بقيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتقبل بتفعيل حقيقي للآلية المالية "إنستكس"، أو غض الطرف لتمرير اقتراح "خط الائتمان" برصيد 15 مليار دولار.
وأضاف مدير مدكز "جدار" أنه على النقيض من الموقف الأوروبي، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التصعيد، والضغط على الإدارة الأمريكية، للقفز على أي جهود للتهدئة، وفرض مزيد من العقوبات، والعزلة على النظام الإيراني.
كما أكد أنه سيساعد في مساعي الحوار بين واشنطن وطهران هو إقالة أحد أكبر الصقور البارزة في الإدارة الأمريكية وهو جون بولتون الذي كان يسعى على الدوام لفرض عقوبات على إيران وليس الأمر يتوقف على ذلك بل كان أبرز المعارضين لإجراء حوار بين ترامب وروحاني، لذا تمهد استقالته بإجراء حوار بين الطرفين على أمل رفع العقوبات جزئيا وعودة العلاقات على اتفاق نووي جديد بين طهران وواشنطن.

وكتب مستشار لروحاني على "تويتر": إن إقالة ترامب المفاجئة لمستشاره للأمن القومي جون بولتون توضح أن استراتيجية الضغط لم تفلح.
وكان بولتون قد قال في أواخر أغسطس الماضي "فكرة أن إيران ستحصل على فوائد اقتصادية ملموسة، فقط لكي تتوقف عن القيام بما لم يكن عليها القيام به أصلا هي فكرة غير واردة على الإطلاق". غير أن هذا الصوت المعادي بشدة لإيران لن يسمع بعد اليوم في البيت الأبيض.
إيران تحدد موعد انطلاق الخطوة الثالثة من البرنامج النووي
ومن ثم قد يساهم رحيل بولتون في تعزيز فرضية انعقاد قمة أمريكية - إيرانية على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك في نهاية سبتمبر، في لقاء لطالما اعتبر ضربا من الخيال.