شككت بعض التقارير الأمريكية في امتلاك الرئيس دونالد ترامب استراتيجية واضحة للتعامل مع التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط، والتي كان أحدثها استهداف أرامكو
بدا من الواضح أن حالة التردد والازدواجية السياسية، لا تزال تسيطر على أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الساعات القليلة الماضية، وبالتحديد تجاه التهديدات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي بدوره يرسم معالم التخبط في الإدارة الأمريكية.
الرئيس الأمريكي وضع نفسه في موقف سياسي مزدوج الأفكار والرؤية بشأن إيران، بدا من الصعب الخروج منه، وهو الأمر الذي وصفه بعض الخبراء بأنه مأزق يصبح أكثر صعوبة مع كل جولة من التصعيد مع طهران، بما ينذر بخطر شديد في المنطقة.
وفي أعقاب الهجوم الذي استهدف حقل نفط سعودي تابعا لشركة أرامكو، مما أدى إلى توقف ضخ كمية من إمدادات الخام تقدر بنحو 5 ملايين و700 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل قرابة 6 % من إمدادات الخام العالمية، بدا ترامب في حيرة من أمره بشأن اتباع أي من السمات الرئيسية له على مستوى السياسة الخارجية.
ترامب يصطدم بخسائر
وفي أعقاب الهجوم الذي استهدف حقل نفط سعودي تابعا لشركة أرامكو، مما أدى إلى توقف ضخ كمية من إمدادات الخام تقدر بنحو 5 ملايين و700 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل قرابة 6 % من إمدادات الخام العالمية، بدا ترامب في حيرة من أمره بشأن اتباع أي من السمات الرئيسية له على مستوى السياسة الخارجية.
ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين
وفي هذا السياق، أشارت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إلى أن الرئيس ترامب بدا يائسا في محاولاته لتفادي الدخول في مستنقع جديد بمنطقة الشرق الأوسط، لكنه أيضًا لا يرغب في أن يظهر ضعيفًا.
وقال ترامب، أمس الإثنين، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "لا أريد الحرب مع أي شخص.. لدينا أقوى جيش في العالم ونحن مستعدون أكثر من أي شخص آخر."

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الصراع الدائر داخل الرئيس بدا ظاهرًا عندما شرح التقلبات المتناقضة في جلسة مع المراسلين بالمكتب البيضاوي، حيث أظهرت تصريحاته أن الاستراتيجية الأمريكية المستقبلية في هذا الملف غامضة، كما استشعر المراسلون أن هناك حالة من القلق الواضح لدى الرئيس الأمريكي من نتائج خياراته السياسية.
وقالت "سي إن إن" الأمريكية، إن ترامب كان فخورًا برسائله السياسية، كما أنه بدا للعالم وكأنه يراهن على عامل الوقت في إنهاء التهديدات الإيرانية، ومن ثم التقليل من الأزمة التي هزت أسواق النفط، بما يمكن أن يعيق النمو العالمي ويؤذي الاقتصاد الذي ينظر إليه على أنه الرهان الرئيسي له للفوز بولاية رئاسية جديدة في العام المقبل.
هل فقدت إيران دعم أوروبا بعد واقعة ناقلة بريطانيا؟
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على حسابه في تويتر: إنه سمح بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي إذا لزم الأمر، على أن تكون الكمية التي سيتم تحديدها كافية للحفاظ على إمدادات السوق للمحافظة على استقرار الأسعار.
وهذه ليست المرة الأولى، التي يتم فيها استهداف البنية التحتية السعودية في قطاع الطاقة، إلا أن الهجوم الإرهابي الأخير يختلف في طبيعته وحجمه، خاصة بعد أن أثر على عدد من المواقع الإنتاجية الرئيسية للشركة النفطية العملاقة.

وبحسب آخر الأرقام الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فقد أنتجت السعودية الشهر الماضي وحده 9 ملايين و850 ألف برميل، بواقع 4 ملايين برميل يوميا من صادرات النفط السعودية تذهب إلى آسيا، في حين تستورد الولايات المتحدة حوالي 600 ألف برميل.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن نفس القوى التي دفعت الرئيس إلى إلغاء الهجوم على أهداف إيرانية فجأة في يونيو الماضي للانتقام من إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار فوق خليج عُمان، هي نفسها التي تتحكم في موقفه الآن.
ترامب يواصل دعم أوكرانيا عسكريًا رغم العلاقات الجيدة مع بوتين
وفي ظل الظروف الحالية، يراهن الرئيس الأمريكي على أن تكون محاولة التهدئة التي يتبعها الآن مثار اهتمام عالمي، وأن يتم الإشادة بالمسار الحكيم المتمثل في الدبلوماسية، وذلك قبل أن يلجأ إلى الخيارات العسكرية.