ربة منزل تقيم دعوى نفقة ضد زوجها بتمويل من والده
الأب طرد نجله من مسكنه وسجل الشقة باسم زوجة ابنه وأطفالها ورفض مساعدته للزواج مرة أخرى، ومع إصرار ابنه على مخالفته أقام دعوى نفقة لزوجة ابنه الأولى وأطفالها
تحرير:سماح عوض الله
١٣ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠١:٢٥ م
خلافات زوجية- أرشيفية
جعبة محكمة الأسرة عامرة دائمًا بكثير من القضايا الغنية بالتفاصيل الإنسانية، كان من بينها دعوى نفقة أقامتها ربة منزل ضد زوجها، بعد مغادرته مسكن الزوجية ورحيله عنه للزواج بأخرى، وامتناعه بعد ذلك عن رؤية أبنائه والإنفاق عليهم، حتى فوجئت الزوجة بوالد زوجها يطالبها بعمل توكيل لمحامٍ، وبسؤالها له عن السبب فوجئت بأنه يريد إقامة دعوى نفقة لها ولأطفالها ضد ابنه، إذ يراه ابنا عاقا لوالديه، وظالما لزوجته وأبنائه الذين يمتنع عن رؤيتهم والإنفاق عليهم رغم أنه حي يُرزق، ولديه عمل ثابت وقدرة مالية لتأسيس أسرة جديدة والإنفاق عليها.
وبخلاف عموم السيدات البائسات فى محكمة الأسرة، اللاتي يعانين من شعورهن بالقهر والظلم وتكبد العناء من أجل المطالبة بحقوقهن، كانت صاحبة دعوى النفقة المشار إليها "سميرة. أ"، مشرقة ومتألقة داخل رواق المحكمة، فى حضرة من يصلب ظهرها ويدعمها، ألا وهو حماها الذى جلب مقرمشات لها ولأطفالها، وكانت تجلس فى انتظار
وبخلاف عموم السيدات البائسات فى محكمة الأسرة، اللاتي يعانين من شعورهن بالقهر والظلم وتكبد العناء من أجل المطالبة بحقوقهن، كانت صاحبة دعوى النفقة المشار إليها "سميرة. أ"، مشرقة ومتألقة داخل رواق المحكمة، فى حضرة من يصلب ظهرها ويدعمها، ألا وهو حماها الذى جلب مقرمشات لها ولأطفالها، وكانت تجلس فى انتظار جلستها باسمة ترتدي ملابس زاهية وكأنها فى نزهة هى وأطفالها الثلاثة.
للزوجة وأطفالها الثلاثة صورة مشرقة تشد الانتباه إليهم، وبالحديث مع الأم عن سبب حضورها فى محكمة الأسرة، قالت إنها أقامت دعاوى نفقة لها ولأطفالها ضد زوجها، ثم أشارت إلى الرجل الذى برفقتهم وقالت: "دا حمايا اللى جاي معايا ورافعلي الدعوى مش أبويا"، ورفع والد الزوج حرج الموقف بتأكيد أنه مَن سعى لإلزام ابنه بدفع نفقة لزوجته وأطفاله، وأنه سيظل ينصفهم ما دام على قيد الحياة.
وقال الرجل: "دى غلطتى أنا ولازم أصلحها، أنا اللى معرفتش أربي ابني ولازم أربيه وأحفظ حق أحفادي وأصونهم رغمًا عن أبيهم. لو راجل بصحيح المفروض يكفى أهل بيته بل ويسعدهم ويهنيهم، وبعد ذلك يبحث عن سعادته كيفما شاء، لكنه للأسف منساق وراء نزواته ويريد امتلاك الدنيا كلها دون أن يعطي الحقوق لأصحابها".
واعتذر الجد لزوجة ابنه، وقال لها: "والله أنتِ أحسن منه 100 مرة، أنا آسف ليكِ"، وأوضح أن لديه ثلاثة أبناء، يقيمون جميعًا فى بيت تمليك أسسه لهم، ويقيم هو وزوجته فى الطابق الثاني، ولكل ابن من أبنائه شقة واسعة على طابق كامل، ترك لأبنائه حرية اختيار مجال الدراسة والعمل وشريكة الحياة، وكان يساعد أي من يتعثر منهم، معتبرًا حياتهم مستقرة لولا عقوق ابنه الأصغر على حد قوله.
وتابع الأب حديثه: "فيه حاجة غلط معرفتش أضبطها معاه وأربيه صح، فدائمًا كان ينظر إلى ما فى أيدي شقيقيه رغم أن عنده مثلهما، واعتاد أن يطلب كل شيء دون أن يراعي ظروف الحياة أو ضغوطها، وكنت أعطيه كما أعطي شقيقيه عدلًا مني رغم علمي بسوء سلوكه ورؤيتي أنه لا يستحق الكثير ويحتاج إلى تعلم دروس قاسية، ولأنه ابني ساعدته حتى حصل على عمل فى شركة دولية، وأحسن شيء عمله فى حياته هو اختياره (سميرة) اللى بعتبرها بنتي كشريكة حياته".
وأخذ الرجل يعدد فى محاسن زوجة ابنه، وكيف أنه فخور بأنها خريجة كلية «تجارة إنجلش» و"تعلم أبناءها لغات وتذاكر لهم دروسهم بنفسها دون الحاجة إلى دروس خصوصية، كما أنها طباخة ماهرة، يعشق البيت كله أكلها حتى أنه وأطفال ابنيه الآخرين يقصدون شقتها باستمرار للأكل من صنع يديها، كما أنها جميلة ونظيفة ومرحة، وأكثر ما أعجبني بها حين طلب ابني خطبتها هو ضحكتها الصافية التى تشرح قلوب من أمامها".
وقبل 6 أشهر، حضر الابن الأصغر ليخبر والده بأنه يريد الزواج بزميلة له فى العمل، وسمع منه ما لم يرتَح له قلبه، وطلب منه الذهاب لخطبتها وإقناع أسرتها بتمكينهما من الإقامة فى بيت الأسرة، وهنا توقف الأب لسؤال ابنه عن أى بيت يتحدث، وعلم منه أنه يريد اقتسام شقته على جزأين، جزء لـ"سميرة" وأولاده منها، والجزء الثاني لعروسه الجديدة، ويؤكد الأب: "طبعًا رفضت وقلت له إن دا بيت سميرة وعيالها وإنه هو اللى ضيف عندهم"، وقرر الرجل تسجيل الشقة باسمها وأسماء أحفاده، ووجه نجله إلى الاعتماد على نفسه وتأسيس شقة لعروسه الجديدة بعيدًا عن منزلهم إن كان يصر على الأمر.
وفوجئ الأب بنجله يعقد قرانه، ويتجاهل إخبار والده بذلك، بل إنه أقام حفل عرس ضخما لعروسه الجديدة ولم يعزمه فيه أو يُعلمه بشأنه، وبعد زيجته الجديدة امتنع عن زيارة زوجته الأولى وأبنائه لعدة أشهر، ما دفعه إلى الاتصال به وتوبيخه على ظلم زوجته الأولى وأبنائه، فلما لم يجد منه إلا الجحود والتنصل منهم بحجة أنه يقوم بالواجب كجدهم، قرر الجد تلقين ابنه درسًا، وأخذ زوجته لإقامة دعوى نفقة ضد ابنه، وقدم إلى المحكمة أذونات قبض الراتب التى كانت فى منزله قبل زواج ابنه لأول مرة، وأكد للمحكمة أن هذا الراتب تضاعف، وقدم كذلك صورًا من حفل عرسه الفخم، مؤكدًا للمحكمة أن ابنه ميسور الحال وطالبه بدفع 10 آلاف جنيه نفقة شهرية لزوجته وأطفاله الثلاثة، وما زالت دعوى النفقة متداولة.