آلاف العراقيين تحدوا حظر التجول الذي أعلنته الحكومة، وارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات في البلاد، خلال مواجهات مع قوات الأمن في بغداد وكربلاء، بحسب مفوضية حقوق الإنسان
تتوسع الاحتجاجات العراقية يوما تلو الآخر وتصاعدت إلى أن تحولت إلى تظاهرات دامية وأصبحت رائحة الجثث تملأ الشوارع بعد سقوط عشرات القتلى خلال المظاهرات التي بدأت منذ عدة أيام، وربما تتزايد أعداد الضحايا خلال الأيام المقبلة، مع تمدد شرارة انتفاضة العراقيين.
مع اتساع الاحتجاجات ضد الحكومة والفساد، في مختلف مدن وسط العراق تحاول السلطات العراقية تحجيم تلك التظاهرات، وفي هذا الإطار أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس فرض حظر التجول في العاصمة العراقية لست ساعات يوميا، من منتصف الليل وحتى الساعة السادسة صباحًا.
الحظر يشمل الأشخاص، وسير المركبات، والدراجات النارية والهوائية، والعربات بمختلف أنواعها، والذي سيستمر حتى إشعار آخر.
واعتبر مراقبون أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي يقدم على "مغامرة كبيرة"، بمحاولته الزج بقوات خاصة في عمليات قمع التظاهرات الشعبية السلمية، بعد أن نقلت وسائل إعلامية أن عبدالمهدي
الحظر يشمل الأشخاص، وسير المركبات، والدراجات النارية والهوائية، والعربات بمختلف أنواعها، والذي سيستمر حتى إشعار آخر.
واعتبر مراقبون أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي يقدم على "مغامرة كبيرة"، بمحاولته الزج بقوات خاصة في عمليات قمع التظاهرات الشعبية السلمية، بعد أن نقلت وسائل إعلامية أن عبدالمهدي أمر بإنهاء التظاهرات.
تحدي الحظر
تحدى آلاف العراقيين في العاصمة بغداد حظر التجول أعلنته الحكومة، وارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات في البلاد، خلال مواجهات مع قوات الأمن في بغداد وكربلاء، بحسب مفوضية حقوق الإنسان.

شهود عيان ومصادر طبية أكدوا سقوط نحو 13 عراقيًّا على الأقل برصاص الأمن في كربلاء، أثر استخدام الشرطة الذخيرة الحية لتفريق المحتجين، فيما سقط 6 قتلى في بغداد خلال المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، لكن قيادة شرطة المحافظة نفت سقوط أي قتلى في المظاهرات التي تشهدها المحافظة.
تطورات تظاهرات العراق.. 21 قتيلا و1779 مصابا وحرق 27 مبنى حكوميا
وطالب مجلس الأمن الوطني العراقي، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق من وصفهم بالمحرضين والمخربين، الذين يعتدون على قوات الأمن والمواطنين والممتلكات والمؤسسات الحكومية ومقرات الأحزاب، وفقا لـ"سكاي نيوز".
"لا مدارس، لا دوام"
"لا مدارس، لا دوام، حتى يسقط النظام" و"اعتصام حتى يسقط النظام"، كان هذا شعار الطلاب الذين أعلنوا انضمامهم لصفوف المحتجين، فللمرة الأولى منذ انطلاق الحراك المطلبي، انضم الطلاب إلى الاحتجاجات، حيث نزل آلاف الطلاب إلى الشارع أمس الإثنين في مدن عدة في العراق من بغداد إلى البصرة في جنوب البلاد مرورًا بالديوانية والناصرية.
ونتيجة لذلك انتشرت قوات مكافحة الشغب في محيط الجامعات، غداة إعلان القوات المسلحة اتخاذ إجراءات عقابية شديدة إذا تم رصد أي حالة تعطيل متعمد في المدارس والجامعات ومؤسسات الدولة.
فيما دعا وزير التعليم العالي قصي السهيل إلى إبعاد الجامعات عن الاحتجاجات.
ونقلت "فرانس برس" عن أحد الطلاب خلال مشاركته في تظاهرة بساحة التحرير وسط بغداد: "ماكو (لا يوجد) وطن، ماكو دوام".
نقابة المعلمين العراقيين أعلنت الإضراب العام لمدة أربعة أيام، تضامنًا مع المتظاهرين، واحتجاجًا على ما قالت إنه "عنف غير مبرر" ضدهم.
وقالت النقابة في بيان، إن المجلس المركزي لنقابة المعلمين العراقيين عقد اجتماعًا طارئًا برئاسة نقيب المعلمين العراقيين عباس كاظم السوداني، وبحضور المعلمين رؤساء الفروع وأعضاء الهيئة الإدارية المركزية، لمناقشة الوضع الراهن في العراق.

وانطلقت شرارة التظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات ذات الغالبية الشيعية وسط وجنوب البلاد، احتجاجًا على تردي الأوضاع الخدمية والاقتصادية، وتزايد أعداد العاطلين عن العمل في صفوف فئة الشباب، وتفشي الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة ودوائرها.
محاولات للتهدئة واستقالات
ومن المنتظر أن تعقد الحكومة العراقية اليوم اجتماعها الأسبوعي الذي سيكرس لمناقشة حزمة القرارات التي اتخذها البرلمان العراقي بهدف تلبية مطالب المتظاهرين، كما سيعقد البرلمان العراقي جلسة ثانية اليوم لمناقشة تداعيات المظاهرات الاحتجاجية والقوانين المدرجة على جدول أعماله.
الحكومة العراقية تفشل في احتواء موجة تظاهرات جديدة
وفي محاولة للتهدئة وفي خطوة تهدف إلى امتصاص غضب الشارع العراقي واحتواء التظاهرات الشعبية ضد الفساد، صوت البرلمان العراقي الإثنين، على تشكيل لجنة لتعديل الدستور، كما صوت على إلغاء امتيازات الرئاسات الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان).

وإلى جانب إلغاء جميع امتيازات ومخصصات الرئاسات الثلاث، أقر إلغاء امتيازات أعضاء مجلس النواب وكبار المسؤولين والمستشارين ووكلاء الوزراء والمديرين العامين والهيئات المستقلة والسلطة القضائية وهيئة النزاهة والمحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى والمحافظين ومن هم بدرجتهم ابتداء من تاريخ اليوم.
جاء تصويت النواب خلال جلسة خاصة لمناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء وتنفيذ حزم الإصلاحات، حضرها 222 نائبًا للوقوف على مطالب المتظاهرين وإمكانية تنفيذيها.
وأعلن أربعة نواب، استقالتهم من البرلمان رفضًا لأداء الطبقة السياسية التي يتهمونها بـ"الفشل" في الاستجابة لمطالب الحركة الاحتجاجية.
واستقال النائبان الشيوعيان الوحيدان اللذان حصلا على مقعديهما ضمن ائتلاف "سائرون" الذي يتزعمه الزعيم الديني مقتدى الصدر بسبب التظاهرات وأساليب قمعها، بحسب ما قال أحدهما، وهو رائد فهمي، كما أعلنت زميلته هيفاء الأمين أيضًا استقالتها.
العراق.. حرق ومواجهات دموية في كربلاء ومخاوف من ميليشيات إيران
وأعلن نائبان آخران، هما طه الدفاعي ومزاحم التميمي، من قائمة "النصر" التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي المعارض حاليًّا، الاستقالة أيضًا.
انتخابات مبكرة
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي إلى إجراء انتخابات مبكرة في العراق بإشراف أممي وبهيئة انتخابية جديدة.

وقال الصدر في تغريدة، "على الأخ عادل عبدالمهدي الحضور تحت قبة البرلمان للإعلان عن انتخابات مبكرة بإشراف أممي وبمدد قانونية غير طويلة"، مضيفا: "نتخذ خلال هذه الفترة كل التدابير اللازمة لتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها وعرضه على الشعب، كما ندعو أن تكون الانتخابات المبكرة من دون مشاركة الأحزاب الحالية إلا من ارتضاه الشعب".