أحمد البرماوي يكتب: حتى لا يطير كارت «ميزة» كالبنزين
٠٣ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٢:١١ م
أحمد البرماوي
لأنك تقوم بنفس المقدمات والخطوات كل مرة فلا بد أن تحصل على نفس النتائج، حينما تسمع تلك الكلمات تستشعر أننى بصدد انتقاد فعل ما، أو حدث سلبى، لكننى هنا أتحدث عن مقدمات متميزة وجهد عظيم لخلية نحل تنعقد كل عام قبل الحدث الأبرز فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى، معرض CAIRO ICT، ونصل إلى نفس النتائج السنوية بنجاح باهر، وليس فى ذلك دلالة أكبر من إصرار الرئيس عبد الفتاح السيسى على رعاية وحضور افتتاح المعرض منذ خمس سنوات، ما يكلل جهود المئات من العاملين فى هذا المعرض بالنجاح، ويمنح العاملين فى القطاع، وهم عشرات الآلاف، مزيدا من الدعم لما يقومون به من أجل بلدهم.
وكما ذكرنا أن المقدمات تؤدى إلى نفس النتائج، دعونا نأمل فى هذه المرة أن تختلف المقدمات فى كارت "ميزة" حتى لا نصل إلى نفس النتائج فى كارت البنزين، وأعتقد أنه ليس هناك من لم يشاهد الحملة الإعلانية الضخمة لكارت ميزة، سواء فى الشوارع أو التليفزيون أو الراديو أو الإنترنت بمختلف تطبيقاته، وأرى بهذه المناسبة
وكما ذكرنا أن المقدمات تؤدى إلى نفس النتائج، دعونا نأمل فى هذه المرة أن تختلف المقدمات فى كارت "ميزة" حتى لا نصل إلى نفس النتائج فى كارت البنزين، وأعتقد أنه ليس هناك من لم يشاهد الحملة الإعلانية الضخمة لكارت ميزة، سواء فى الشوارع أو التليفزيون أو الراديو أو الإنترنت بمختلف تطبيقاته، وأرى بهذه المناسبة أنها حملة متميزة ومؤثرة، لا سيما مع حسن اختيار النجم أحمد مكى.
لكننى اليوم لست بصدد تقييم الحملة و"خفة دمها" على المشاهدين، بل إننى أحاول التذكير بتجربة لا يمكن وصفها سوى بالفاشلة لتطبيق منظومة كارت ذكى للبنزين، وبالمناسبة هذا اعتراف رسمى من الحكومة فى شهر يوليو 2018 حينما أعلن وزير البترول المهندس طارق الملا، بمجلس الوزراء، التراجع عن تطبيق منظومة الكارت الذكى فى صرف وقود السيارات لوجود ثغرات بها.
فشل تجربة ليس عيبًا ولكن إدراك الفشل لا ينبغى أن يستغرق 5 سنوات منذ إعلان الحكومة نيتها تطبيق كارت البنزين فى 2013 وحتى إعلان إلغائه رسميا فى 2018، ناهيك بتكلفة -غير معلنة رسميا- تجاوزت 2 مليار جنيه فى طباعة كروت وتطبيق نظام فى النهاية لم يستفِد منه مواطن واحد.
لا أريد أن أبدو متشائمًا وأتنبأ بفشل كارت ميزة، بالعكس أرى أنه فرصة هائلة لتعظيم الشمول المالى وتقليل الاعتماد على الكاش ودعم المواطنين فى التعامل مع البنوك، خاصة مَن لا يمتلكون أى حسابات مصرفية، وأرى أن للكارت فوائد هائلة حال تطبيق منظومة متكاملة بالفعل، بدايةً من كشك عم محمد، وصولا إلى مصلحة الجوازات، لا بد أن تكون لديهم أجهزة الدفع بكروت ميزة حتى لا نصل إلى أن يكون كارت ميزة فى جيب المواطن، لكن "مافيش ماكينة يشتغل عليها مثل كارت البنزين -الله يرحمه-".
وإن كنت أثق تمام الثقة بأن الحكومة الحالية لديها خبرات عظيمة فنية فى القطاع المصرفى وقطاع التكنولوجيا، أريد لفت نظرهم إلى تجارب دول مثل الصين وغيرها التى أنهت الاعتماد على الكروت وأصبحت كل المعاملات اليومية للمواطن تتم عبر تطبيق واحد، فأصبح "الموبايل" بديلا حتميا للكروت، وأعتقد أنه أكثر أمانا وأكثر انتشارًا.
وأرى أن شركات المحمول الأربع لديها رغبة قوية ومُلحة فى المشاركة فى عملية التحول الرقمى، ما قد يعظم من إيراداتهم، خاصة أنه بعد انخفاض العائدات من الخدمات الصوتية، باتت الشركات تبحث عن كيفية إفادة العميل بخدمات الإنترنت، ليس فقط بالولوج إلى الشبكة العنكبوتية، بل بطرح وابتكار تطبيقات تمنحهم قيمة مضافة فى حياتهم اليومية.