حالات الانتحار التي يشهدها لبنان أثارت موجة غضب عارمة على مواقع التواصل وانهالت التعليقات التي تؤكد ضرورة اتخاذ السلطة الخطوات اللازمة للحد من حوادث الانتحار
شهد لبنان في الآونة الأخيرة العديد من حالات الانتحار، هذا البلد الذي يعيش أزمة حادة نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية وتراكم الديون، أدت إلى حركة احتجاجات ضد الطبقة السياسية، مستمرة منذ ما يقرب من شهرين.
ويواجه لبنان انهيارا اقتصاديا مرشحا للتفاقم في ظل أزمة سيولة حادة مع وجود سعرين لصرف الدولار وارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية، وبات آلاف اللبنانيين يجدون أنفسهم مهددين بخسارة وظائفهم أو الاقتطاع من رواتبهم وهو ما يهدد حياتهم المعيشية.
دفعت هذه الأوضاع هذا الشعب الذي يعيش ثلثه تحت خط الفقر، بعض الأشخاص إلى وضع حد لحياتهم.
وكثرت حوادث الانتحار مؤخرًا في لبنان، وأصبحت قصة الانتحار تتكرر بسيناريوهات مختلفة بلبنان.
أحدث حوادث الانتحار التي شهدها لبنان، محاول شخص مساء أمس السبت، إحراق نفسه خلال تظاهرة وسط العاصمة اللبنانية بيروت، قبل أن يتدخل متظاهرون لإخماد الحريق، الذي نشب في قدميه، وفق ما أفاده الصليب الأحمر اللبناني.
وفي
وكثرت حوادث الانتحار مؤخرًا في لبنان، وأصبحت قصة الانتحار تتكرر بسيناريوهات مختلفة بلبنان.
أحدث حوادث الانتحار التي شهدها لبنان، محاول شخص مساء أمس السبت، إحراق نفسه خلال تظاهرة وسط العاصمة اللبنانية بيروت، قبل أن يتدخل متظاهرون لإخماد الحريق، الذي نشب في قدميه، وفق ما أفاده الصليب الأحمر اللبناني.
وفي ساحة رياض الصلح أمام السرايا الحكومية في بيروت، شوهد الرجل ملقى على الأرض وقد بدت آثار الحروق على قدميه، حيث وضع المتظاهرون عليه شرشفا قبل أن تنقله سيارة تابعة للصليب الأحمر اللبناني وهو في كامل وعيه.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن الشخص المعني في منتصف العقد الخامس من العمر، وقد أقدم على سكب مادة البنزين على جسده قبل أن يضرم فيه النيران، ولم تتضح أسباب إقدامه على محاولة حرق نفسه.
حادث آخر وقع في الرابع من الشهر الجاري، بعد أن وضع الشاب اللبناني داني أبي حيدر، حدا لحياته بسبب عدم قدرته على تأمين احتياجات عائلته، وسوء أوضاعه المعيشية .
وداني أب لثلاثة أطفال، ويقول أحد أقربائه إن تراكم الديون وسوء الأحوال المعيشية دفعاه إلى إنهاء معاناته ووضع حد لحياته.
وذكرت بعض المعلومات أن داني أبلغ، صباح الأربعاء، بقرار الفصل من عمله، فعاد إلى المنزل واستخدم سلاح الصيد للانتحار.
الأزمة اللبنانية بين تفاؤل عون وضبابية المشهد
مقتل داني جاء بعد 4 أيام فقط من إقدام رب أسرة الأحد الماضي على الانتحار شنقا في منطقة عرسال الفقيرة والتي تقع على الحدود السورية.

بعد أن وجد ناجي الفليطي نفسه عاجزا عن تأمين الدواء لمعالجة زوجته المصابة بمرض السرطان، وتراكم ديونه التي وصلت إلى نحو 500 دولار أمريكي إضافة إلى أصعبها وعدم قدرته على تلبية طلب ابنته، وإعطائها ما يوازي نصف دولار أمريكي خلص إلى ضرورة قتل نفسه والهرب بدلا من الوقوف عاجزا ومكبلا أمام أوجاع زوجته.
وخلال الأسبوع الماضي أيضا تم العثور على المواطن أنطونيو طنوس (عنصر في قوى الأمن الداخلي) جثة هامدة داخل حقل في خراج بلدة سفينة الدريب في قضاء عكار وإلى جانبه مسدسه الحربي، وبحسب المعلومات الأولية، يرجح أن يكون طنوس قد أقدم على الانتحار.
وفي شهر فبراير الماضي، أقدم لبناني في منطقة الكورة شمالًا على حرق نفسه داخل باحة مدرسة، لعجزه عن دفع تكاليف تعليم ابنته.
حالات الانتحار التي يشهدها لبنان في الأيام الأخيرة، أثارت موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي وانهالت التعليقات التي تؤكد ضرورة اتخاذ السلطة الخطوات اللازمة للحد مما يخاف البعض من تحوله إلى ظاهرة، وحماية أرواح الناس.
واحتل هاشتاج "#لبنان_ينتحر" منصات وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تزايد معدل حالات الانتحار.

وفي محاولة للحد من الانتحار خرجت دعوات من قبل مجموعات رفضت الإفصاح عن هويتها تؤكد جاهزيتها لدعم المحتاجين ومساندتهم من خلال تأمين الدواء والغذاء.
الخاسر الأكبر.. كيف تأثر السوريون بالأزمة اللبنانية؟
وكشف رئيس الدولية للمعلومات جواد عدرا في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، أن "متوسط عدد حالات الانتحار سنويا من 2004 إلى 2007 بلغ 60 حالة، في حين ارتفع إلى 103 حالات في 2008 وتابع الارتفاع فوصل إلى: 111 حالة في 2013، 128 حالة في 2016، 143 حالة في 2017، 155 حالة في 2018، وحتى سبتمبر 2019 بلغ 105 حالات وفي أيام من ديسمبر 3 حالات".
ومع هذه الأرقام المخيفة هناك حالة من القلق أن يتحول الانتحار في لبنان إلى ظاهرة تتفاقم يوما تلو الآخر، وذلك بالتزامن مع احتجاجات شعبية متواصلة ضد تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد الحكومي.