كوميديان المستطيل الأخضر فتح قلبه للتحرير وتحدث عن ذكرياته وأسراره في الملاعب.. بدا مبتسمًا خلال حديثه عن مواقفه التي لاتنسى ولا تخلو من الضحكات
«على أغنية وحياة عنيكى للراحل فريد الأطرش، الذى يعشقه، استقبلنا فى منزله الصغير، بمنطقة الشروق، القريبة من النادى الأهلى بمدينة نصر، بضحكته الساطعة،ونكاته الجميلة، على الرغم من إصابته بمرض السرطان الذى يداهمه، بعدما أجرى عملية جراحية فى القلب، فلم يستسلم وقاوم ومارس حياته بصورة طبيعية».. هو الكابتن مدحت فقوسة، الذى ولد فى الأول من شهر أبريل عام 1946 بمدينة بورسعيد، وكتب اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ كرة القدم المصرية، حيث يتمتع بشعبية جارفة بين جماهير بورسعيد بسبب موهبته الكبيرة، وأهدافه الرائعة خلال فترة وجوده بالملاعب.
«التحرير» التقت أحد نجوم الكرة المصرية، للحديث عن ذكريات الماضى، ومواقفه التى لا تُنسى وفترة المرض التى تعرض لها، وإلى نص الحوار..
بدايته مع الكرة
«بدأت لعب الكرة فى ناشئى المصرى، وكنت هدافًا لفريقى، وفى موسم (1964-1965) كنت فى الثانوية العامة، ولعبت بطولة المدارس الثانوية
«التحرير» التقت أحد نجوم الكرة المصرية، للحديث عن ذكريات الماضى، ومواقفه التى لا تُنسى وفترة المرض التى تعرض لها، وإلى نص الحوار..
بدايته مع الكرة
«بدأت لعب الكرة فى ناشئى المصرى، وكنت هدافًا لفريقى، وفى موسم (1964-1965) كنت فى الثانوية العامة، ولعبت بطولة المدارس الثانوية مع فريق المدرسة، وحصلت على 10% إضافية فى المجموع، بعدما توجت بالبطولة، وحصلت على لقب الهداف، ما جعلنى أحصل على 41 %».
الطيران
«أنهيت دراستى فى الثانوية، وقررت الالتحاق بكلية الطيران، واشترطوا حينها أن أكون لاعبا فى نادى الطيران، وانتقلت إلى الطيران، وشاهدنى عبده صالح الوحش، وقرر ضمى إلى الأهلى، بعدما رفضنى الزمالك، عندما عرضت نفسى عليهم».

الأهلى
«انتقلت للأهلى، لكن كرة القدم كانت متوقفة فى تلك الفترة فى مصر بسبب الحرب، (عشان أنا غاوى فقر)، ولعبت أربع سنوات، لكن الدورى لم يستأنف إلا فى السنة الأخيرة، ورحلت إلى الاحتراف الخارجى".
الفرق بين الأهلى والأندية الأخرى
«الأهلى هو الأهلى، من يلعب فى الأهلى أو الزمالك يصبح فى مكانة أخرى.. أنا أتشرف باللعب للقلعة الحمراء، وعندما كنت فى المصرى كنت دائمًا أقوم بمصافحة لاعبى الفريق الأحمر قبل بداية كل مباراة، كنت أحلم باللحظة التى ألعب فيها للأهلى وعندما انتقلت له، لاحظت ذلك فى لاعبى الفرق الأخرى التى تتمنى اللعب لأكبر الأندية المصرية».

إنجاز تاريخى
«توليت قيادة المنتخب العسكرى فى بطولة المغرب عام 1993، وكان المشير طنطاوى أحد أسباب فوزنا بالبطولة، بعدما رفض أن يمنحنى اللاعبين الذين انتهت فترتهم العسكرية أمثال حسام وإبراهيم حسن وحمادة عبداللطيف، وطلب منى المشير وقتها الاعتماد على اللاعبين المجندين فقط، لكى يكون إنجازا لى إن حققت شيئا معهم)».
«ذهبنا للبطولة، ورشحونا للحصول على المركز الخامس، لكننا تأهلنا لمواجهة المغرب أصحاب الأرض فى النهائى، بحضور جماهيرى رائع، وحصدنا اللقب لأول مرة فى تاريخ مصر، وقررت إنهاء مسيرتى الكروية وأنا على القمة».
فقدان الذاكرة
«كنت فى أحد تدريبات الأهلى، وأنا أحب ألعاب الهواء، قمت بخلفية مزدوجة، وأحد اللاعبين يدعى ناجى خليل دفعنى فى الهواء وسقط على رأسى، ركضوا نحوى للاطئمنان على ويقولون (كويس؟) قلت لهم تمام لا تقلقوا.. ثم مرروا الكرة لى وأنا لم أحرك ساكنا.. بعدها جاء مدير العلاج الطبيعى، فقلت له: ما الذى حل بى؟ بعدها اتضح أننى أصبت بارتجاج فى المخ وفقدان للذاكرة لـ15 يومًا».
«فى المساء قابلت محمد التابعى الشهير بالضظوى، فى مكتب محامٍ صديقنا، قبلها بيوم كان قد طلب منى شيئًا فقابلنى وسألنى ما الأخبار؟ هل فعلت ما طلبته منك أمس؟ فقلت له: أخبار إيه؟ هو أنا أعرفك!».
خدعة محمد لطيف
«فى عام 1963، كان المصرى يلعب مباراة ودية مع الأهلى، وحينها كابتن محمد لطيف كان يسجل أسماء اللاعبين، وعندما جاء الدور علىَّ سألنى: أنت ابن الكابتن سيد فقوسة؟ قلت له: نعم، وسألنى عنه، قلت له: تعبان شوية، وهو بيعلق على الكرة كانت معايا، فقال الكرة مع مدحت فقوسة ابن كابتن مدحت فقوسة، ربنا يشفيه من الوعكة الصحية اللى بيمر بيها.
بعد عودتى إلى بورسعيد، شاهدت عددا كبيرا من الأشخاص موجودين تحت منزلى، اتخضيت، وسألتهم: فيه ايه؟ قالوا لى: كابتن سيد تعبان شوية، دخلت مخضوض لقيته نايم بملابس الخروج بقوله: مالك؟ قال لى: تعبان شوية، كابتن لطيف لسه قايل من شوية على التليفزيون».

الحباية
«كنت مدربًا للمريخ، وكنا نواجه الزمالك فى الدورى، نزلت الملعب، وأتوقع حضور 3 آلاف متفرج على الأكثر، فنحن المريخ الضعيف، وهم الزمالك متصدر الدورى، والمباراة فى استاد القاهرة، لكن المفاجأة أننى وجدت 80 ألفا فى مدرجات الاستاد.
كتبوا أن المباراة غير مذاعة تليفزيونيا، والجمهور حضر لمشاهدة الزمالك، فتوترت.. حضر إلى الإدارى ومنحنى حباية كمساعدة لكى أهدأ وشربتها على أنها مهدئ مع كوب شاى لأجد نفسى فى عالم آخر".
دخلت للاعبين وقلت لهم نحن أقوى منهم 100 مرة وسنفوز عليهم، ثم خرجت للجماهير، وأشرت لهم بعلامة النصر، الجمهور يسبنى، وأنا لا أتوقف عن الإشارة بعلامة النصر (بحاول أنزل إيدى مش عارف).. بدأت المباراة، وشعرت بأن لدى قدمين على الأرض ومثلهما فى الهواء، أخرجت السيجار وأشرب كأننى ملك، وأنا لم أكن فى وعيى أساسا.
بعد مرور 10 دقائق استقبلنا ثلاثة أهداف، ومع كل هدف أقوم أصفق مع الجماهير واللاعبون يقولون لى (إنت بتعمل إيه؟). فقلت لهم: (أنتوا شوية حثالة عايزينى أزعل 80 ألف وأفرحكم؟) وهم يموتون من الضحك.
بين الشوطين أخبرونى أن الحارس وحش، قلت لهم: حارس مين؟ خرجوه أنا مالى، وخرج وشارك حارس آخر فى الشوط الثانى استقبل هدفا وحيدا، بعد المباراة يسألنى الصحفيون ما الذى حدث؟ قلت لهم: إيه اللى حصل؟ قالوا لى: خسرت برباعية، فقلت لهم: ده بجد؟ وسألونى: لماذا لم يلعب الحارس الثانى من بداية اللقاء؟ قلت لهم: كيف أعلم أنه جيد، إلا إذا أشركت حارسا غير جيد فى البداية يستقبل الأهداف، ثم يشارك هذا الحارس فتلاحظون مستواه.
ميمى عبد الرازق
«كنا نلاعب الترسانة على ملعبهم، والجمهور كان متواجدا بعدد كثيف، ويصيحون بصوت عال، استغللت الفرصة، وشتمت الحكم بصوت عالٍ، وهنا تحدث المفاجأة التى لا يتوقعها أحد، صمت الجمهور، وسمع الحكم السباب، فأوقف المباراة، وجاء إلى دكة البدلاء ليطردنى.. نظرت للجهة اليمنى فوجدت مسعد نور، قالى بلاش أنا ياكابتن، نظرت للجهة الأخرى، فوجدت ميمى عبد الرازق، وقلت له: حكم عظيم زى ده تشتمه؟ وهو يرد أنا يا كابتن؟!) فأرد عليه أومال أنا؟ الحكم طرده، وتم إيقافه لمدة ستة أشهر من اتحاد الكرة.

مدحت الحوفى
«كنت لاعبا وقتها، وكان مدحت صغيرًا، وأذناه كبيرتان، فكنت أقول له: "أنت جاى من فرقة التنصت، فى اليوم التالى جاء ووضع لصقا على أذنيه، كان جميلًا وأحبه بشدة، كانت أياما جميلة، وكانوا يحبوننى وأحبهم، وإلى الآن يتحاكون بتلك الفترة التى قضوها معى».
الشعراوي
الشعراوى، رحمة الله عليه، كان فى زيارة إلى بورسعيد لافتتاح أحد المساجد كان الجميع يلتف حوله ويقبل يده حتى فوجئ الجميع بأن الشعراوى يقبل يدى، فالداعية بيسأله ليه قبلت يد الكابتن ياشيخنا؟، رد عليه قائلًا:"انت تعرف ده مين يا ابني؟، فظننت أنني لعبت معه كرة في الأهلي، فضحك الشيخ ضحك هستيري.
وأخبرني أنه يريد مقابلتي في القاهرة، وذهبت إليه ذات يوم، ورأيت الجميع يلتفت حوله، وجلست بجواره وتناولت الأكل معه، ثم طردني لعدم معرفتي سبب تقبيله يدي، ولم أعرف السر إلا بعد وفاته، اكتشفت أننى من نسب آل البيت، وهذا الذي جعل الشيخ الشعراوي يقبل يدي.
السرطان
«أنا مريض بالسرطان الآن، هذه المرة الثانية التى أصاب فيها بهذا المرض، بعدما أجريت عملية جراحية فى القلب بأسوان.. أقابل المرض بالضحك، كنت أسخر من السرطان، وأقول لهم يبدو أنه أحبنى لذلك يحب زيارتي».
دعوات الناس هى ما تبقت لى الآن، حين يموت الإنسان يذكرونه بالخير، ويسردون مواقفهم الجميلة معه، أنا سعيد الآن، لأننى سمعت تلك الأحاديث عنى فى حياتى»؟