• متوقع كارثة في مسلسلات رمضان.. والدراما «من سيئ إلى أسوأ»
• يسرا مسلسلاتها أجنبية.. وآثار الحكيم «مابحبهاش».. وماشُفتش زى نادية الجندى
• ممدوح الليثى أفضل منتج.. لا يوجد كوميديان بعد نجيب الريحانى
• الأفلام أصبحت «رقاصة ومطرب وبلطجى».. والدراما «من سيئ إلى أسوأ»
• المسلسلات المأخوذة عن فورمات أجنبية «كلام فارغ».. وورش السيناريو ليست بدعة
• ساندت أحمد زكى ورشحته فى «الراقصة والطبال» بديلًا عن عادل إمام
• بشير الديك ليس له علاقة بفيلم «الهروب».. ومحظوظ لأنى اشتغلت مع كبار أدباء مصر
• «حتى لا يطير الدخان» من إبداعى والشخصيات ملكى.. وهذا سر عدم تعاون عادل إمام معى
فى البداية.. كيف جاءت موهبتك وحبك للكتابة؟
البداية نبعت من اهتمامى أن أكون كاتب قصة قصيرة ورواية، وساعدتنى الظروف بالعمل فى شركة إنتاج يرأسها المخرج صلاح أبو سيف، وعملت فى قسم القراءة والإعداد، ومن خلال عملى حصلت على فرصة كتابة أول أول فيلم سينمائى وهو
"وداعًا أيها الليل".
أنا خريج قسم لغة إنجليزية بكلية الآداب، وفى العادة كان خريجو هذا القسم يعملون فى التدريس، خاصة صعوبة العثور على الوظائف التى يطمحون إليها، وحالفنى الحظ وصديقى رأفت الميهى بالعمل فى التدريس لفترة حتى أتيحت الفرصة لـ"الميهى" فى الالتحاق بمعهد السيناريو الذى كان يرأسه صلاح أبو سيف، واختاره للعمل فى قسم القراءة والإعداد، ورشحنى له رأفت الميهى "قاله لى صديقى مثقف وغاوى سينما.. قاله هاته"، وعملت مع صلاح أبو سيف فى الشركة، وجاءت انطلاقتى فى الكتابة، وأعتبر
"أبو سيف" هو من اكتشفنى.
بالطبع، السيدة زينب نشأ فيها أعظم أدباء مصر منهم توفيق الحكيم ويحيى حقى، ومن الفنانين عبد الحليم حافظ وكمال الشناوى وشكرى سرحان، لذا أعتبرها مصنعًا للمشاهير والفنانين والأدباء، والمنطقة ذات طبيعة شعبية لها تأثير كبير للمقيمين فيها خاصة محبى الفن.
لم أحصل على تلك الفرصة بسرعة، بل جاءت بفضل تدريب صلاح أبو سيف لى ولرأفت الميهى، لأنه توسم فينا خيرًا، وكان يعطينا درسًا خصوصيًّا، ويمنحنا ساعة قبل ساعات العمل فى الشركة لتدريبنا على كتابة السيناريو حتى أيقن بجاهزيتنا للكتابة، منحنى فيلم "وداعًا أيها الليل" الذى حقق نجاحًا جيدًا، وأيضًا منح "الميهى" فيلمًا آخر.
كتبت هذا الفيلم و"ليل وقضبان" فى عام واحد، واشتهر فى ذلك الوقت مجموعة من شباب سينما الجيل الجديد تحت مسمى "جماعة السينما الجديدة"، وكان الفيلم يتكون من ثلاثة أجزاء يتم إسناده للكتاب الشباب، وشاء الله أن تسند إلىَّ مهمة كتابة الفيلم كاملًا، ولاقى تقديرًا كبيرًا من الجمهور والدولة، وشارك فى مهرجانات دولية وحصل على جوائز عدة، الأمر نفسه مع فيلم "ليل وقضبان"، اللذان أثبتا أن هناك سيناريستا جديدًا على مستوى جيد.
كان رئيسى فى العمل، ويشغل منصب رئيس مؤسسة السينما، وكنت موظفًا فى المؤسسة، ولكن لم أتعامل معه إلا بعد خروجه على المعاش، فى ذلك الوقت قدمت أفلامًا كثيرة أصبحت معها معروفًا، وقدمنا معًا "الحب فوق هضبة الهرم"، و"أهل القمة"، وكان من شدة إعجابه بى يقول لأى حد بيشترى منه قصة "يا ريت تديها لمصطفى محرم يكتب لها السيناريو"، ومنذ ذلك الوقت أصبحنا أصدقاء حتى إننى قدمت فيلمًا تسجيليًّا عنه من كتابتى وإخراجى.
جمعتنى صداقة مع المخرجين أشرف فهمى ومحمد خان وعلى عبد الخالق قبل العمل، بينما سعى عاطف الطيب للعمل معى، وتحولت علاقة العمل لصداقة، وكان متحمسًا لى أن أقدم "الحب فوق هضبة الهرم".
قدمت فيلم "الحب وحده لا يكفى" الذى تناول مشكلة الشباب فى إيجاد فرصة عمل، وعرض عاطف الطيب آنذاك فيلم "الحب فوق هضبة الهرم" على أكثر من سيناريست إلا أنه لم يكن راضيًا، وفى النهاية طلب منى المنتج "مافيش حد يعمله غيرك لأنك مش هتكرر نفسك، وهيكون لك تفكير مختلف"، وقدرت أوصل للمعادلة المطلوبة، وعُرض الفيلم فى مهرجان "كان".
وأتذكر فى ليلة العرض "كانت السينما مليانة على آخرها لدرجة طلبنا من المصريين يسيبوا الكراسى للأجانب"، وبالفعل افترشوا الأرض من شدة الزحام وكان التصفيق شديدًا جدًّا، وطلبوا عرضه فى قصور الثقافة وكانوا معجبين به، لأنه فيلم مصرى حقيقى، ويقدم مشكلة حقيقية عن الشباب غير القادر على الزواج.
أنا حريص على تلك المسألة، ولكن لم أختر آثار الحكيم فى فيلم "الحب فوق هضبة الهرم"، وندمت على ذلك؛ لأنها تثير المشكلات والغيرة لدرجة اعتراضها على أن
"مهرجان "كان" عزمنى وهى لأ، وإزاى هى نجمة وأنا مش نجم"، وأخبرها رئيس المؤسسة أن المهرجان هو من أرسل الدعوة له وليست المؤسسة من اختارته للسفر، وطلبت حضوره؛ لأن هناك مناقشات ومؤتمرات وأسئلة يتولى الإجابة عنها المخرج والسيناريست "وعلى العموم أنا مابحبهاش"، ولم أعمل معها منذ هذا الفيلم.
كل شخصياتى لها ظل من الواقع، لأنى تربيت فى بيئة حيوية جدًّا ودرامية ومليئة بالشخصيات ولدى القدرة على تخزينها وإظهارها فى الوقت المناسب.
لم أساند أى نجم مثلما ساندته، وفى فيلم "الباطنية" اعترض عليه مخرج ومنتج الفيلم
"كانوا عايزين يجيبوا ممثل تانى وقولتلهم يا أحمد زكى يا بلاش"، وفيلم "الراقصة والطبال" كان مكتوبًا لعادل إمام، وحدثت بينه وبين المخرج مشكلات "قلت للمخرج فيه ولد رشحته فى الباطنية ونجح وهو أنسب واحد لدور الطبال" لم يكن متحمسًا له فى البداية حتى أقنعته، وبالفعل نجح الفيلم وما زال يعيش حتى الآن.
فى بداية القصة عرضنا عليه دور الطبال ووافق، وبعد انتهائى من كتابة السيناريو فوجئت أنه يريد تقديم دور "ناجح" وهو الدور الذى لعبه الفنان عادل أدهم، والمخرج رفض.
ليس له علاقة بالفيلم، وعمل معى فى أفلام أخرى، وكتبت اسمه معى "إشمعنا الفيلم ده اللى مش هكتب اسمه.. لو كان عمل حاجة كنت كتبته لكن مافيش.. ومش بحب أتكلم فى السيرة دى".
كان أول أفلامه معى فى "الباطنية"، وقدم دور "عبدون" بإتقان شديد لدرجة "العظمة" ودوره فى فيلمى "أبناء وقتلة" هو الدور الخالد الذى قدمه فى السينما.
إطلاقًا لم أتوقع هذا النجاح الذى استمر 20 عامًا حتى الآن، كتبت المسلسل بطلب من المنتجة ناهد فريد شوقى، وكانت الترشيحات فى البداية لأبطال العمل محمود عبد العزيز، وكان مشغولًا حينها، ومعالى زايد التى لم يتحمس لها المخرج، وفى النهاية قدم نور الشريف وعبلة كامل ثنائيًّا رائعًا، وفوجئت بنجاح غير مسبوق للمسلسل الذى يعتبر من أيقونات الدراما المصرية.
البداية عام 1961، وكان المسلسل عبارة عن 13 حلقة بنظام "تمثيلية السهرة" التى تذاع يوم الأربعاء، وكانت تقترب من الفيلم حتى إن الجمهور كان ينتظرها أسبوعيًّا، ولم أرَ منتجًا محبًّا ومتحمسًا للأعمال التى يقدمها مثل ممدوح الليثى، ولذلك لا يعوض وهو أفضل منتج فى التليفزيون.
بالطبع لأنى عملت مع نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس، وثروت أباظة، وتوفيق الحكيم، كل هؤلاء الأدباء فى تلك الفترة كانوا أصدقائى، وكل واحد يتمنى العمل معهم.
نفس الجهد؛ لأنى عندما أكتب عملًا من تأليفى يأخذ جهدًا حتى تتبلور الفكرة، كذلك عند تحويل العمل الأدبى إلى قالب سينمائى، وفى النهاية إبداع هنا وهناك.
العمل الأدبى ممكن تقديمه لوجهات نظر مختلفة، لكن "حتى لا يطير الدخان" القصة الأصلية التى كتبها إحسان عبد القدوس تختلف عن القصة التى قدمتها سينمائيًّا، إذ تعتبر من إبداعى "ماينفعش حد ياخد اللى عملته وينسبه لنفسه.. والشخصيات فى الفيلم ملكى"؛ لأن قانون حماية المؤلف يدين ذلك، حتى فى رد القائمين على العمل وجدت تمسكهم بما قدمته.
عندما قدمت مسلسل "الباطنية" بدأت من نهاية أحداث الفيلم رغم أنه وأحداثه ملكى "لو أخدت منه حاجة ماحدش يقدر يلومنى"، لكن لا بد للعمل الأدبى أن يكون مختلفًا عن غيره، وهذا موجود فى الدول الأجنبية، لكن "عندنا بيحصل تشويه".
مش باعترف بيها، مافيهاش إبداع" لأن الإبداع معاناة وصعوبات رهيبة، وتوفيق الأحداث بالنسبة للجو العام، لأن مفهوم العمل نفسه أحيانًا يكون أكبر من مدركات السيناريست الذى يتولى عملية التمصير، غير كده"كلام فارغ".
مش بدعة، غالبية السينما الأمريكية قائمة على الورش الاستوديو، وتتولى أقسام الخطوات العملية للفيلم أو المسلسل منها للمعالجة، وآخر للحوار، وثالث للسيناريو، لكن يوجد مشرف مبدع كبير تكون مهمته الإشراف على العملية، لذلك يُنسب العمل له.
أنا لست معترضًا على الورش بشرط العمل تحت إشراف كاتب كبير "لكن اللى بشوفه أسماء عمرهم ما عملوا حاجة، وقال إيه رئيس ورشة يجمع شوية ولاد وكل واحد يقول اللى عنده"، لذلك تجد فى المسلسلات أخطاء ومناطق غير مبررة، وسرعة فى الحدث "كل اللى بيعملوه بيكتبوا حوارا يتماشى مع الحوار السائد".
مافيش حد.
من سيئ إلى أسوأ، ومتوقع كارثة فى مسلسلات رمضان المقبل من خلال "البروموهات" التى شاهدتها "ما يبقاش العمل كله ممثلين شباب جدد الناس عايزة تستمتع بالناس اللى عندهم خبرة"، فضلًا عن الدوران فى حلقة مفرغة ما بين موضوعات مكررة وأخرى لا تمت لنا بصلة.
هل يسرا وعادل إمام بيجيدوا الاختيار؟! يسرا بتقدم أعمالا أجنبية، وعادل إمام على مدار الثمانى سنوات الماضية "بيقدملنا مصيبة.. أعماله السابقة مش حلوة" لكن الحكم على مسلسله هذا العام "فلانتينو" سابق لأوانه.
تحدثت معه، لكن "فى ناس مسيطرين عليه كأنهم بيقولوا له مصطفى محرم راجل كبير خليك مع الشباب" رغم أن الإنسان تزداد درجة نضجه مع تقدمه فى العمر، وكبار المؤلفين قدموا أعمالهم العظيمة فى سن متأخرة.
"شُفته ومافهمتوش مش ده اللى يتقدم هنا فى مصر، وده بيبقى الطموح أكبر من القدرات"، العمل الدرامى يجب أن يتميز بالوضوح والبساطة ويسهل استيعابه من الجمهور، ويكون فيه تعاطف مثل "لن أعيش فى جلباب أبى" الملايين أعجبوا به لأنه بسيط وليس معقدًا، حتى إنه استوعب جميع الأنظمة الموجودة فى العالم خاصة الاقتصادية والرأسمالية والاشتراكية ببساطة شديدة.
ومن الحاجات السيئة اللى حصلت إنهم نقلوا مساوئ السينما للتليفزيون من ناحية الجرأة والحوار والموضوعات"، لأن التلفاز وسيط مختلف عن السينما، كُلٌّ منها له إمكاناته وأهدافه.
إنه يبطل تمثيل.
أرى أنه "موضة"، فى أى وقت لو طلع واحد "موضة تانية" هينيمه.
لا.
هن من أعز الفنانات بالنسبة إلىّ، وأتمنى نجاحهن، ويجب أن تهتم نبيلة عبيد بعودتها، أما نادية الجندى فلم أجد مثلها فى حبها لعملها والاهتمام الشديد والحماس وتبنى الفيلم.
لا أرى السينما منذ مدة، وكل ما أشاهده "برومات وتريلر" على الشاشة "عبارة عن حروب وناس ماسكين أسلحة بيطلقوها على بعض أو واحدة بترقص وجنبها واحد بيغنى وواحد بلطجى.. دى السينما!" حتى إن أفلام "الأكشن" فى السينما الأمريكية تهدف إلى تطهير النفس وإعلاء القيم.
نجيب الريحانى، وفى الجيل الحالى لا يوجد.