محمد جلال، شاب في العشرينات من عمره تعرض لموقف كثيرًا ما يتكرر، إلا أن الظروف السيئة كانت كفيلة بتحويل يومه الروتيني في أروقة المستشفى إلى يوم كارثي سيتوقف عنده كثيرًا من الوقت؛ سيتذكره كلما خلد إلى النوم، يوم وإن مر فيما بعد سيترك بنفسه ألما لا بأس به.
يوم رمضاني وقعت فيه مشاجرة بين طبيب الامتياز
محمد جلال، شاب في العشرينات من عمره تعرض لموقف كثيرًا ما يتكرر، إلا أن الظروف السيئة كانت كفيلة بتحويل يومه الروتيني في أروقة المستشفى إلى يوم كارثي سيتوقف عنده كثيرًا من الوقت؛ سيتذكره كلما خلد إلى النوم، يوم وإن مر فيما بعد سيترك بنفسه ألما لا بأس به.
يوم رمضاني وقعت فيه مشاجرة بين طبيب الامتياز وموظف الاستقبال بالمستشفى، ومن المعروف أن المشاجرات الرمضانية غالبا ما تنتهي بـ"كل سنة وأنت طيب"، ولكن هذه المشاجرة المشئومة لم تنتهِ كالمعتاد.
بعد ان انتهت المشادة بين الطبيبين والموظف.. ذهب كل منهما ليشكو إلى الجهة المسئولة، فاتجه محمد جلال بصحبة الدكتور محمد أحمد نائب الجراحة بالمستشفى وشريك الإتهام بالتعد على الموظف، إلى الإدارة، واتجه "عم نادي" بدوره إلى نقطة شرطة المستشفى، ولعب القدر أسوأ أدواره..
بمجرد أن وصل "عم نادي" إلى نقطة الشرطة أصيب بأزمة قلبية وسقط ميتا، ونقله الأطباء إلى غرفة الانعاش القلبي الرئوي وبذلوا قصارى جهدهم لإنقاذه إلى أنه فارق الحياة ليوجه ردًا قاسيًا إلى "الطبيبين" ويذهب إلى مسواه الأخير، ليترك جلال ونائب الجراحة يواجهان مصير مجهول.

تداولت بعض الصحف والمواقع الإخبارية خطأ أن "محمد جلال" هو قاتل موظف الاستقبال، على الرغم من أنه لم يلمسه بيده مراعيا ظروف الرجل الخمسيني ومحترما أنه كبيرا في السن، كما أن تقرير الطب الشرعى المبدأي والتحريات برأت جلال من هذا الحادث، ومع ذلك أدلى بعض الأشخاص الذين ليسوا أهل للثقة بأن "جلال" تطاول عليه وتسبب في وفاته، على الرغم من أنه لم يكونوا حاضري الواقعة من الأساس.
من جانبها، قامت نيابة مركز المنيا بحبس الطبيبين "محمد جلال" و"محمد أحمد" أربعة أيام على ذمة التحقيق، وبالأمس، السبت، توجه المستشار القانوني لنقابة الأطباء برفقة السيد الدكتور "الزعيم حسن"، نقيب الأطباء، والدكتور سمير تونى عضو النقابة العامة، إلى النيابة، والتي قررت إخلاء سبيل الدكتور "محمد أحمد" بكفالة فى وقت سابق، وتجديد حبس الدكتور "محمد حلال" خمسة عشر يومًا أخرى حتى يصدر تقرير الطب الشرعي النهائي.
قضية تحكمت فيها الظروف السيئة بالدرجة الأولى، "محمد جلال" وجد نفسه متهما في جريمة قتل دون حول منه ولا قوة، اختاره الحظ السيء دون غيره ليوقعه في الحبس، حتى وإن كان مؤقتا.

وعلى الرغم من أن الاجراءات الحالية روتينية؛ إلا أن جميع أطباء امتياز جامعة المنيا قاموا بالاضراب عن العمل تضامنا مع زميلهم الذي تم تشويه صورته وسمعته حتى تثبت براءته.
#محمد_جلال_ بريء؛ هاشتاج أطلقه أصدقاءه لتصحيح الصورة الذهنية السلبية التي صدرتها بعض المواقع الإخبارية عن الطبيب الشاب، كما أطلقوا صفحة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" تحمل اسم "محمد جلال برئ" للتنويه بشهادة الآخرين لصالحه وأنه ليس بقاتل على الإطلاق.. خصوصاً بعد تخاذل إدارة المستشفى عن مساندة الطبيبين حتى على سبيل الدعم المعنوي .
"رحم الله عم نادي"، جملة يقولها من شهد الواقعة، ولكنهم يتبوعنها بـ"لكن محمد جلال بريء"، فمشيئة القدر هي من أودت بحياة الرجل الخمسيني وجلال بريء من دمه.
تقرير الطب الشرعي النهائي.. هو ما ينتظره "محمد جلال" ليستطيع مواكبة حياته بطريقة قد لا تصبح طبيعية بعد الآن، فمجرد الاتهام في حد ذاته شبح ظالم قد يؤرقه كثيرا.