إى نعم استمرار العمليات الإرهابية جعل الدولة وأجهزتها فى حالة غضب.. وحالة الغضب هذه صنعت حالة من العصبية، ومن ثمّ كانت التحركات على مستوى استعجال التشريعات، وكان الحل فى القوانين الخاصة بمحاربة الإرهاب والمواد الاستثنائية.
ويبدو أن هناك فهما خاطئا فى هذا الأمر، فلم تمنع الأحكام القاسية الإرهاب، ولم
إى نعم استمرار العمليات الإرهابية جعل الدولة وأجهزتها فى حالة غضب.. وحالة الغضب هذه صنعت حالة من العصبية، ومن ثمّ كانت التحركات على مستوى استعجال التشريعات، وكان الحل فى القوانين الخاصة بمحاربة الإرهاب والمواد الاستثنائية.
ويبدو أن هناك فهما خاطئا فى هذا الأمر، فلم تمنع الأحكام القاسية الإرهاب، ولم تمنع أى قوانين استثنائية الإرهاب، بل بالعكس هناك من يتصورون أنهم مطلوبون وستتم تصفيتهم.. فلا يهمهم من الأمر شىء.
كما لم تمنح القوانين الاستثنائية المناعة والبقاء الأبدى.. ولعلنا نذكر جميعا أن طوال فترة مبارك فى الحكم كانت البلاد تحكم بالطوارئ.
فلم يمنع قانون الطوارئ والقوانين سيئة السمعة حسنى مبارك من أن تخرج الناس عليه فى ثورة أطاحت به، فالحل فى مكافحة الإرهاب هو استعادة العلاقة القوية بين مؤسسات الدولة والشعب.
فلا بد من تعامل الشرطة على سبيل المثال باحترام مع المواطن، أى مواطن.. ولا بد من إعلاء حقوق الإنسان.
ولا بد من السعى إلى إجراء الانتخابات واستكمال مؤسسات الدولة الدستورية وفقا لخطة طريق ثورة 30 يونيو.
ولا بد من السعى إلى بناء المجتمع المدنى والدولة المدنية.
ويجب استعادة ثقة الشعب فى السلطة واستعادة تحالف 30 يونيو مرة أخرى.
ولنؤكد مرة أخرى أن الشعب هو الذى تصدى للإرهاب قبل أى من مؤسسات الدولة، والشعب هو الذى يقدم أولاده للخدمة فى الشرطة والجيش.
لقد كنت أتوقع أن يدعو الرئيس السيسى بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة التى جعلته غاضبا -كما غضب الشعب- القوى السياسية للتحاور والوصول إلى قرارات مجتمعية.
وكنت أعتقد أن الرئيس السيسى سيدعو كل النقابات للتحاور.
وكنت أعتقد أن الرئيس السيسى سيوفى بوعده ويفرج عن الشباب الذين قال عنهم إنهم مظلومون.
وكنت أعتقد أن يعيد الرئيس السيسى التفكير فى إدارة البلاد بشكل آخر.
وكنت أعتقد أن يكون الرئيس السيسى حريصا على دولة القانون التى وعد بها.
وكنت أعتقد أن الرئيس السيسى يعلن على الملأ تمسكه بالدستور الذى وافق عليه الشعب وقد انتخب رئيسا للبلاد بمقتضاه.
لكن للأسف لم يحدث أى من ذلك.
بل هناك من يدعو إلى عكس ذلك ويستغل العمليات الإرهابية، وما جرى فى سيناء خلال الأسبوع الماضى لعودة الدولة القمعية ومصادرة الحريات والعداء للصحافة والإعلام.. وكل ذلك بمزاعم واهية.
فيا أيها الناس دولة القانون هى التى تستطيع أن تبنى هذا البلد.
ودولة القانون هى التى تجعل العالم ينظر إلينا باحترام.
ودولة القانون هى التى يمكن أن تواجه الإرهاب.
ودولة القانون التى تستعيد التماسك بين الشعب ومؤسسات الدولة.