عارض ستيفن هوكينج، العالم الفيزيائي الفلكي الشهير، قبل أربعين عامًا، الامتصاص التام للطاقة عن طريق الثقب الأسود، وذلك اعتمادًا على واحد من أكثر المفاهيم الأساسية في الفيزياء، والتي تنص على أن مادة في الكون لا يمكن أن تضيع أو يتم تدميرها دون ترك أي أثر.
وأكد هوكينغ قدرة الطاقة على الهروب
عارض ستيفن هوكينج، العالم الفيزيائي الفلكي الشهير، قبل أربعين عامًا، الامتصاص التام للطاقة عن طريق الثقب الأسود، وذلك اعتمادًا على واحد من أكثر المفاهيم الأساسية في الفيزياء، والتي تنص على أن مادة في الكون لا يمكن أن تضيع أو يتم تدميرها دون ترك أي أثر.
وأكد هوكينغ قدرة الطاقة على الهروب من محيط جاذبية الثقب، لكن بحثًا جديدًا قام به فريق في جامعة ولاية أوهايو، وتم نشره فى مجلة العلوم، أثبت إمكانية هروب كتلة من الطاقة من داخل إطار الثقب الأسود نفسه.
واستطاع العلماء لأول مرة رصد ابتلاع ثقب أسود لنجم عملاق في أثناء مروره في محيطه، وبعد مرور الوقت وجدوا بقايا النجم تعود خارج إطار الثقب مرة أخرى، لكن قدرات التليسكوبات المراقبة للحدث لم تكن بالسرعة الكافية للربط بين الحدثين.
وكان الفريق قد رصد في ديسمبر من العام الماضي، تحطم النجم داخل ثقب أسود يبعد عن الأرض بنحو 300 مليون سنة ضوئية، وذلك عن طريق تلسكوب بصري في هاواي، وعلى الفور بدأ العلماء فى متابعة التطورات بالأقمار الصناعية والتلسكوبات، فى محاولة لالتقاط هذا الحدث بالأشعة السينية، وهو ما لم تستطع اللحاق به بسبب النقص فى القدرات التقنية.
وقال فان فيلزن، الباحث فى جامعة جونز هوبكنز، ورئيس الفريق البحثي، "إن هذه الأحداث نادرة للغاية، حيث تمكنا من مشاهدة انفجار ضخم تلاه خروج بقايا النجم على شكل نافورة هائلة، وهذا نتاج شهور من المتابعة المستمرة".
وأضاف فيلزن أن ما حدث يعتبر مساهمة قيمة في محاولة لبناء نظرية متكاملة، وما زال لدينا الكثير من العمل لمعرفة كيفية عمل الثقوب السوداء، لكننا حققنا تقدمًا كبيرًا، وهو شيء رائع.
والثقب الأسود حسب آخر التعريفات العلمية هو آخر مراحل حياة نجم عظيم الكتلة، بعد فقدانه لكامل وقوده من الهيدروجين والهيليوم، ما يؤدي إلى توقف اندماجه النووي، فيتوقف إنتاجه للطاقة، ويصبح ثقبًا أسود لا يشع ضوءًا، ومن أهم الصعوبات التي واجهت العلماء في أثناء دراسة الثقب الأسود هو عدم تمكنهم من التفريق بين الثقب الأسود وأي نجم عادي تغلفه طبقات غازية كثيفة.
ويعول علماء الفلك على دراسة الثقوب السوداء لتحقيق مجموعة من الأهداف، أهمها على الأطلاق الوصول للمراحل التي مر بها التكوين، بداية من تأكيد نظرية الانفجار العظيم، وكذلك معرفة مزيد من الأسرار عن واحد من القوى الأساسية في الكون وهو الجاذبية، ومحاولة استخدام موجات التجاذب القوية التي تصدر من الثقوب في خدمة البشرية، وفي النهاية وضع حد لبحث الفلكيين المستمر عن سر أكثر الأجرام السماوية غموضًا في الكون.