مئات الآلاف من الزوجات يتعرضن للاعتداء والضرب في حياتهن اليومية، يحاولن التستر خلف مساحيق التجميل لمواصلة حياتهن عاجزات عن الكلام تحت تأثير الخوف، فاتحات الباب أمام فرصة جديدة كل يوم لإعادة حلقات الضرب من أزواجهن وذويهن، فتتحول قصص الحب بين العاشقين إلى قصص من التعذيب الصامت.
وقد خرج إعلان جديد ضمن
مئات الآلاف من الزوجات يتعرضن للاعتداء والضرب في حياتهن اليومية، يحاولن التستر خلف مساحيق التجميل لمواصلة حياتهن عاجزات عن الكلام تحت تأثير الخوف، فاتحات الباب أمام فرصة جديدة كل يوم لإعادة حلقات الضرب من أزواجهن وذويهن، فتتحول قصص الحب بين العاشقين إلى قصص من التعذيب الصامت.
وقد خرج إعلان جديد ضمن مبادرة "ما تسكتوش" على كوبري أكتوبر، استطاع إثارة العديد من المارة حول فكرته، ففي الصباح تنخدع للوهلة الأولى أنه يتحدث عن قصة حب مثل قصص الأميرة والفارس الذي يعشقها، لكن مع اقتراب الليل وإضاءة الإعلان تجد قصة الحب انتهت وتحول وجه الفتاة ليتلطخ بالدماء إثر التعرض للعنف والضرب.
صرح مروان يونس، عضو فريق تصميم الحملة وصاحب الفكرة، لـ"التحرير"، قائلا: "إن فكرة الإعلان هي رمز بسيط لحياة المرأة وكيف تبدأ بقصة حب جميلة بين أميرة وأمير وتنقلب بعد ذلك إلى رحلة عذاب ناتجة عن دخول العنف بيتهما، وكيف يوثر صمت المرأة على حياتها وتكرار الضرب والعنف ضدها كل يوم وصمتها أمام ذلك العنف".
وتتبلور فكرة الإعلان في تأثير الإضاءة مساءً، فتظهر ما يوجد بظهر الإعلان، والذي يعكس تأثير تشوهات العنف على جسد المرأة مع "لوجو" المبادرة والقائمين عليها، وجاءت الفكرة للفريق المنفذ حين صادفهم مشهد انعكاس إضاءة اللون الأحمر مع الإضاءة، ليستغلوها على الفور في تنفيذ الفكرة.
وقد أثمر التعاون بين المجلس القومي للمرأة والأمم المتحدة عن ذلك الإعلان في محاولة للتوعية بالعنف ضد المرأة، وشارك في تنفيذ الإعلان فريق عمل أساسي من مروان يونس وساندرا رياض ومريم إبراهيم، تساندهم مايرز سامي وعلا العدلي.

وما جعل ذلك الإعلان لافتا دون غيره من إعلانات الطرق الموجودة على طول الكوبري هو الهدف الذي وضعه مروان وفريقه بعد جهد 5 أشهر متواصلة للخروج بحالة مختلفة، فيقول "إن الإعلان روح حية لحياة المرأة، تجدها في الصباح امرأة طبيعية تعيش حياتها اليومية، أما في المساء فتجدها تستقبل الإهانات والضرب من زوجها غير قادرة على الحديث إما خوفًا من انهيار بيتها أو شكلها الاجتماعي أمام أقاربها، وغيرها من الأسباب التي تدفعها للعجز أمام تكرار ذلك المسلسل من العنف ضدها كل يوم".
بينما علق يونس: "يأتي التحرش ضمن القضايا التي يدرسها فريق المصممين حاليا، طامحين في أن يكون على نفس القوة، لكن بشكل مختلف، لإحداث حالة جدل واسعة بين الناس مثلما فعل إعلان العنف ضد المرأة".
كما أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أحدث مؤشراته عن عدد النساء اللاتي تعرضن للعنف في 2014، وبلغت النسبة 35% من النساء بما يعادل امرأة من كل أربع يتعرضن للعنف على يد شريكها بالحياة، وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مصداقية نتيجة التقرير.
وكان من أهم المؤشرات وفقًا لبيانات المسح السكاني الصحي- مصر 2014، أن واحدة من كل أربع نساء يتعرضن للعنف الجسدي من الزوج؛ حيث تشير بيانات المسح إلى أن أكثر من 30٪ من النساء اللاتي سبق لهن الزواج تعرضن لشكل معين من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي على يد أزواجهن، حسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
واتخذ مشاهير العالم زاويتهم الخاصة في التنديد بواقع العنف ضد المرأة بالتعاون مع الفنان ألكسندرو بالومبو، واللاتي حولن هيئتهن لمشوهات من الضرب نتيجة للعنف الجسدي من شريك الحياة، وكانت من بينهن الفنانة أنجلينا جولي وإيما واتسون، وغيرهما من النجمات العالميات.

ونشر موقع "ديلي ميل" البريطاني، مجموعة من الصور التي نشرها الفنان الإيطالي بعد إجراء تعديلات على صورهن، ليظهرن بكدمات وعيون سوداء وجروح في إطار حملته ضد العنف المنزلي.

وقال بالومبو: "إن الهدف من هذه الحملة إقناع ضحايا العنف المنزلي بكسر حاجز الصمت، وزيادة وعي النساء بأن لا أحد محصن من العنف حتى النجمات المشاهير"، وهو الهدف الذي يتفق مع المبادرة المصرية التي أطلق ضمنها إعلان "ماتسكتوش".






