(1/2)
تناولنا في المقال السابق منحنى قدرات الإخوان المسلمين على الحشد والتعبئة منذ 30 يونيو 2013 حتى أكثوبر 2015 في محاولة لتحليل تماسك التنظيم في ظل ما تُعانيه من تفتت داخلي وحظر وملاحقات أمنية نجد تراجع شديد لقدرة جماعة الإخوان المسلمين علي الحشد خلال عام 2015 وهذا ما يمكن إيضاحة بالأرقام
(1/2)
تناولنا في المقال السابق منحنى قدرات الإخوان المسلمين على الحشد والتعبئة منذ 30 يونيو 2013 حتى أكثوبر 2015 في محاولة لتحليل تماسك التنظيم في ظل ما تُعانيه من تفتت داخلي وحظر وملاحقات أمنية نجد تراجع شديد لقدرة جماعة الإخوان المسلمين علي الحشد خلال عام ٢٠١٥ وهذا ما يمكن إيضاحة بالأرقام اعتمادا على مؤشر تظاهرات جماعه الإخوان المسلمين الصادر عن المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية ـ والذي يشارك الكاتب في تحريره ـ يتناول هذا الجزء التوزيع الجغرافي لتظاهرات الإخوان المسلمين على محافظات الجمهورية في الفترة من 1 يناير 2015 وحتى نهاية شهر أكتوبر، ومقارنتها بتوزيع التظاهرات في عامي 2013 و 2014.

يوضح الشكل رقم (4) أعداد تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين في الفترة من 1 يناير 2015 وحتى نهاية أكتوبر 2015 موزعة حسب المحافظات، ويبدو من الشكل أن أعلى عدد من التظاهرت خلال العام قد وقع في القاهرة، حيث شهدت في هذه الفترة (83) تظاهرة، تليها الجيزة والتي شهدت (80) تظاهرة، ثم الإسكندرية والتي شهدت (57) تظاهرة، بينما جاءت محافظة الأقصر في النهاية حيث لم تشهد المحافظة تظاهرات خلال هذه الفترة، بينما لم تشهد كل من السويس والإسماعيلية وشمال سيناء سوى مظاهرة واحدة خلال هذه الفترة.

يوضح الشكل رقم (5) النسب المئوية لتظاهرات الإخوان المسلمين موزعة جغرافيا في الفترة من 1 يناير 2015 وحتى نهاية شهر أكتوبر، وتمثل المدن الثلاث (القاهرة، والجيزة، والإسكندرية) مجتمعة نسبة (42%) من مجمل التظاهرات خلال هذه الفترة، بينما لم تتجاوز نسبة مدن (سوهاج، وقنا، وبورسعيد، وأسوان، والسويس، والاسماعيلية، وشمال سيناء، والأقصر) مجتعمة نسبة 1% من مجمل التظاهرات.

يمثل الشكل رقم (6) مقارنة بين تطور أعداد خروج احتجاجات وتظاهرات الإخوان المسلمين في الفترة من 1 يناير 2015 حتى 30 أبريل 2015 والفترة بين أول مايو حتى 30 أكتوبر 2015 تبعًا للمحافظات، ومن الملاحظ انخفاض التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية للإخوان المسلمين في جميع المحافظات في الفترة من أول مايو حتى 30 أكتوبر 2015 بصورة ملحوظة، مقارنة بالفترة من يناير حتى 30 أبريل 2015، باستثناء المنيا وهي المحافظة الوحيدة التي شهدت ارتفاعا في عدد التظاهرات في الفترة من مايو حتى 30 أكتوبر 2015، وتمثل المحافظات الخمسة(القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والشرقية، وبني سويف) أعلى المحافظات من حيث عدد التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية في الفترتين.

يوضح الشكل رقم (7) مقارنة بين أعداد أعلى المحافظات وأقل المحافظات من حيث خروج تظاهرات واحتجاجات الإخوان المسلمين في الفترة من 1 يناير وحتى 30 أكتوبر، وتعد محافظة بني سويف في شمال الصعيد المحافظة الأعلى من حيث عدد التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية على مستوى الجمهورية في هذه الفترة، تليها الجيزة ثم القاهرة والإسكندرية ثم الشرقية.

ويوضح الشكل رقم (8) تطور تظاهرات الإخوان المسلمين في القاهرة في الفترة من 1 يناير وحتى 30 أكتوبر 2015، وذلك بوصفها أعلى محافظات الجمهورية في عدد التظاهرات، ويوضح الشكل تناقص عدد التظاهرات، حيث وصلت إلى أعلى درجاتها في شهر يناير متزامنة مع ذكرة ثورة 25 يناير 2011، بينما لم تقع في شهر مايو أية تظاهرات، وصعود نسبي في شهر يوليو.

ويبدو منحى تطور التظاهرات في الشكل رقم (9) على مدار الفترة من 1 يناير وحتى 30 أكتوبر 2015 في الإسكندرية مشابها للقاهرة، حيث يصل العدد إلى أقصاه في شهر يناير ونخفض تدريجيا، ثم يرتفع نسبيا في شهر يوليو ويصل إلى أقل درجاته في شهر أكتوبر الذي لم تشهد فيه الاسكندرية أية تظاهرات.
يقارن الشكل رقم (10) التوزيع الجغرافي لتظاهرات الإخوان المسلمين في الفترة من 30 يونيو 2013 وحتى 31 ديسمبر 2014 والفترة من 1 يناير 2015 وحتى 30 أكتوبر 2015، ويبدو من الشكل تناقص عدد التظاهرات في جميع المحافظات تقريبا في عام 2015، بالإضافة إلى ما يوضحه الشكل من أن محافظات القاهرة والجيزة والاسكندرية هي أعلى المحافظات من حيث عدد التظاهرات في الفترتين.
ويوضح الشكل رقم (11) أعداد تظاهرات واحتجاجات الإخوان المسلمين في الفترة من 30 يونيو 2013 وحتى 30 أكتوبر 2015، والتي بلغ عددها (2775) مظاهرة، وكما يوضح الشكل تبدو المدن الكبرى الثلاث (القاهرة، والإسكندرية، والجيزة) بمثابة المدن التي شهدت أكبر عدد من التظاهرات طوال الفترة التالية لأحداث 30 يونيو 2013، حيث شهدت القاهرة طوال هذه الفترة حوالي (377) مظاهرة، تليها الإسكندرية والتي شهدت (371) مظاهرة، ثم الجيزة التي شهدت (333)، وتمثل المحافظات الثلاثة مجتمعة حوالي (39%) من مجمل أعداد المظاهرات التي شهدتها مصر طوال هذه الفترة.
الخلاصة:
وفقا لم تم التعرض له من نتائج للمؤشر في الفترة من 1 يناير 2015 وحتى 30 أكتوبر 2015 يمكن استخلاص بعض الاستنتاجات الرئيسية، والتي تشمل:
هناك علاقة قوية بين ما تقوم به الجماعة من مظاهرات ووقفات إحتجاجية تصعيدية وما يتزامن معها من أحداث سياسية، فقد شهد شهر يناير أكبر عدد من التظاهرات لتزامنه مع ذكرى ثورة 25 يناير، وما شهده شهر يوليو من صعود نسبي جاء متزامنا مع الذكرى لثانية لعزل الرئيس السابق محمد مرسي .
حدوث تغير نسبي في التوزيع الجغرافي للمظاهرات والوقفات الإحتجاجية، حيث تعد المدن الثلاث المتمثلة في القاهرة والإسكندرية والجيزة أعلا المدن من حيث عدد التظاهرات، وهي زيادة مرتبطة بالكثافة السكانية في هذه المناطق، وطبيعتها الحضرية والتركيبة السكانية بها، ولكن شهدت مناطق أخرى صعودا نسبيا، فإذا تناولنا الفترة من 1 مايو 2015 إلى 30 أكتوبر 2015 سنجد أن الجيزة كانت أعلى المحافظات احتجاجًا بنسبة 17%، تلتها الشرقية (مسقط رأس الرئيس السابق محمد مرسي) بنسبة 12% وبني سويف (مقر منزل المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع) بنسبة 12%، ثم الاسكندرية بنسبة 11% والقاهرة 9بنسبة %.
علي الرغم من انخفاض أعداد المشاركين في تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين، فإنه يدل كذلك على استمرار قدرة تنظيم الإخوان على الحشد لدى مؤيدي الجماعة رغم حبس قيادييها.