«18 ديسمبر» هو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية كلغة رسمية معتمدة في جميع الهيئات الفرعية التابعة للمنظمة.
يمر اليوم العالمي للغة العربية دون احتفالات، سوى في عدد من الدول العربية القليلة، واكتفت غالبية الدول العربية بالمشاركة في احتفال جامعة
«18 ديسمبر» هو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية كلغة رسمية معتمدة في جميع الهيئات الفرعية التابعة للمنظمة.

يمر اليوم العالمي للغة العربية دون احتفالات، سوى في عدد من الدول العربية القليلة، واكتفت غالبية الدول العربية بالمشاركة في احتفال جامعة الدول العربية المعتمدة لدى النمسا والأمم المتحدة، وتشارك سفارة مصر والبعثات الدبلوماسية للدول العربية، في معرض فني للوحات لأنواع الخط العربي وأعمال خطاطين عرب وكتب عربية، إلى جانب حفل استقبال تقيمه بعثة الجامعة لضيوف الاحتفالية، يتم خلاله تكريم المترجمين العرب العاملين بمنظمات الأمم المتحدة المختلفة في فيينا.
وربما تكون دولة الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي اهتمت بهذا اليوم، حيث نظمت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة عدة فعاليات للأطفال، بعنوان «في حب اللغة العربية»، وعقدت محاضرة بعنوان «الأخطاء الشائعة في اللغة العربية»؛ بهدف حماية اللغة العربية وتعزيز الاهتمام بها، وفعالية «هذا أنا» التي أتيح فيها لمجموعة من الطلاب التعبير عن أنفسهم باللغة العربية من خلال جمل منوعة.
وتخللت الفعاليات الموجهة للأطفال حفل توزيع الكتب على المشاركين كهدية تذكارية من هذا اليوم، لغرس حب القراءة في قلوبهم وتشجيعهم على ممارسة اللغة الأم إلى جانب الابتعاد ولو قليلًا عن الأجهزة المحمولة، وعودتهم إلى القراءة كفعل يومي بما يساعدهم على تنمية مهاراتهم اللغوية والاستمتاع بأجمل القصص.

وحتى فقرة الترفيه التي نظتها الهيئة وتعلق بالرسم على الوجوه، كانت عبارة عن رسم بعض الأحرف من اللغة العربية على وجوه الأطفال بالألوان.
أما في مصر فنظم مجمع اللغة العربية، احتفالًا متواضعًا، عُقِد جلسته الأولى، الأربعاء الماضي، والثانية تُعقد، الأربعاء المقبل، بدار المجمع بالزمالك.
وهو ما يشبه الاحتفال الذي أقامته دولة المغرب حيث نظم معهد الدراسات والأبحاث للتعريب المغربي، الدورة الثانية من معرض الكتاب العربي، في الفترة من 14 إلى 19 ديسمبر 2015 تحت شعار «الكتاب المغربي، نافذة على العلم والتسامح»، برعاية جامعة محمد الخامس بالرباط، وبشراكة مع وزارة الثقافة.

وفي فلسطين نظمت بلدية غزة، على مدار يوميّ الأربعاء والخميس، معرضًا يضم لوحات فنية تشكيلية، تحت اسم «أبجديات عربية».
ويبدو أن الاحتفالات في باقي الدول العربية كان بمبادرات ذاتية لبعض الجمعيات المهتمة باللغة العربية.
خاضت الدول العربية مفاوضات طويلة لإقرار اللغة العربية في الأمم المتحدة، بدأت من خمسينات القرن الماضي، وأسفرت عن صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 878 الدورة التاسعة، 4 ديسمبر 1954، يجيز الترجمة التحريرية فقط إلى اللغة العربية، شرط أن تدفع الدولة التي تطلبها تكاليف الترجمة، وعلى أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية أو قانونية تهم المنطقة العربية.

وفي عام 1960 اتخذت اليونسكو قرارًا يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية، واعتُمد في عام 1966 قرارًا يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة.
وفي عام 1968 تم اعتماد العربية تدريجيًا لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية.
وتمكن الضغط العربي في جعل العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973، وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارًا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، وترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 في ديسمبر 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها.

واستخدامت اللغة العربية كلغة عمل في دورات المجلس التنفيذي، بناءًا على طلب من حكومات الجزائر، والعراق، وليبيا، والكويت، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وتونس، وجمهورية مصر العربية، ولبنان، جدول الأعمال في عام 1974.
وفي أكتوبر 2012 عند انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو تقرر تحديد يوم 18 ديسمبر يومًا عالميًا للغة العربية، واحتلفت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم.
وفي 23 أكتوبر 2013 قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.