سكينة فؤاد: مرفوضة.. وسعد الدين إبراهيم: قادمة لا محالة.. وبرهامي: مشروطة
وبينما يشغل هذا الملف اهتمامًا واسعًا لدى الشريحة الأكبر في الشارع المصري، لم يحسم صناع القرار الأمر بعبارات واضحة ترد على أصحاب هذه الدعوات، وهو ما يجعل كل الخيارات "مُتاحة".
كيف نتصالح مع قتلى؟
الكاتبة سكينة فؤاد، مستشار الرئيس السابق عدلي منصور تقول، إنه لا يمكن التصالح مع جماعة استباحت
وبينما يشغل هذا الملف اهتمامًا واسعًا لدى الشريحة الأكبر في الشارع المصري، لم يحسم صناع القرار الأمر بعبارات واضحة ترد على أصحاب هذه الدعوات، وهو ما يجعل كل الخيارات "مُتاحة".
كيف نتصالح مع قتلى؟
الكاتبة سكينة فؤاد، مستشار الرئيس السابق عدلي منصور تقول، إنه لا يمكن التصالح مع جماعة استباحت دم المصريين، ولا تؤمن بفكرة الوطن، وتستبيح الأمن القومي، لافتة إلى أن الشعب أبرم معها أكبر مصالحة في تاريخها، في الوقت الذي كانت فيه جماعة محظورة بأمر القضاء، فوجدوا دعمًا ومساندة من المصريين، ورفعتهم الملايين إلى شرف حكم مصر، فكانت النتيجة ما حدث منهم؛ نحن نعلم أن مثل هؤلاء لن يكونوا صادقين في تعهداتهم.
وأوضحت الكاتبة الصحفية، أنها ليست معركة بين الدولة والإخوان، إنما بين الجماعة والشعب، ومبادرات للتصالح مع من لا يحمل السلاح تثير غضب المصريين بشدة، لأن الجماعة استباحت دماء الشعب وأرضه.
وأوضحت: "على أصحاب المبادرات التوجه بهذه الدعوات إلى الجماعة والتنظيم لمعرفة نظرتهم في طبيعة المصالحة، فمن يؤمن بالتصالح أليس من الأولى أن يعترف بالخطأ ويتوقف عن الجرائم والإرهاب؟؛ فلا يمكن الإنصات إلى جماعة وجهت دعوات في ذكرى 30 يونيو الماضية على مواقع التنظيم لإطلاق عاصفة الدم على المصريين، هم من يروعون المصريين ويقتلون الأبرياء ويدمرون الممتلكات العامة والخاصة".
وشددت مستشار الرئيس السابق عدلي منصور، على أنه لا يمكن أن تتم مصالحة مع كيان يضع التوقف عن الإرهاب مقابل المصالحة؛ للحصول على غنائم، متساءلة: "لماذا لم تحترم جماعة الإخوان إرادة عشرات الملايين الذين خرجوا في 30 يونيو 2013؟"، مشيرة إلى أن جماعة الإخوان تريد أن تجعلنا أمام خيارين، إما الفوضى والقتل والدماء أو أن يستسلم المصريين لما يطلق عليه التصالح.
«الصلح خير»
يُشير الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، إلى أنه بدأ يدعو للمصالحة مع الإخوان؛ لبدء صفحة جديدة دون مشكلات أو توترات، بقوله: "الصلح خير".
وأضاف "إبرهايم" - في تصريحات لـ"التحرير - "من حق الناس تهاجمني وتختلف معي، لأن أحد ثمرات ثورة يناير كسر جداري الخوف والسذاجة"، مشيرًا إلى أنه لا يرفض الاختلاف طالما الحوار يدور بشكل مهذب ومتحضر.
وحول أسباب مبادرته، يؤكد مدير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، أن قوام الإخوان 700 ألف فرد، والمسؤول عن التعليمات مكتب الإرشاد فقط، فكيف نعاقب 700 ألف في جريمة ارتكبها ما يقرب من 100 شخص من القيادات على أقصى تقدير، موضحًا: "الإخوان يعيشون معنا ولدينا أقرباء من الإخوان، مش معقول إبادة 700 ألف إخواني أو نعزلهم عن الحياة".
ويُشدد الدكتور سعد الدين إبراهيم، على أن المصالحة مع الإخوان ستحدث عاجلاً أم آجلاً، وهي قادمة لا محالة، لافتًا: "أرى من الأهمية التعجيل بها بدلاً من تأجيلها"، مشيرا إلى أن الرئيس الراجل جمال عبد الناصر تصالح مع الإخوان، وكما ان أنور السادات وحسني مبارك تصالحا أيضًا مع الجماعة.
ويتابع: "الإخوان فصيل موجود مثل حزب الوفد، لا يمكن إبادته، وهي فصائل موجودة على الساحة منذ قرن من الزمان، منذ نشأة مصر الحديثة، تحديدًا منذ 1922 مع الاستقلال، والإخوان فصيل وطني تختلف معه أو تتفق لكنه موجود، لا يمكن تجاهله أو إبادته من الحياة.
التراجع عن التكفير يعجل بالتفاوض
من جانبه، يوضح الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أنه إذا تراجعت جماعة الإخوان عن التكفير والعنف، وتبرأت من جميع الجرائم بصدق دون الاتجاه لطرقهم الخفية، فلا مانع من المصالحة مع من لم يشارك في عمليات إجرامية.
ويضيف: "الإخوان يرفعون شعار السِلمية دون التوقف عن التخريب، فضلًا عن أنهم لا يدينون أعمال العنف التي تشهدها البلاد".