قمة بروتوكولية كئيبة.. بـ 9 زعماء فقط
بدأت أعمال القمة في غياب أكثر من نصف القادة العرب، وتقرر أن تعقد ليوم واحد بدلًا من يومين، بسبب غياب قادة عرب بارزين، بعدما حضر إلى نواكشوط 9 قادة فقط، أبرزهم الرئيس السوداني، عمر البشير، وأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فضلًا عن
قمة بروتوكولية كئيبة.. بـ 9 زعماء فقط
بدأت أعمال القمة في غياب أكثر من نصف القادة العرب، وتقرر أن تعقد ليوم واحد بدلًا من يومين، بسبب غياب قادة عرب بارزين، بعدما حضر إلى نواكشوط 9 قادة فقط، أبرزهم الرئيس السوداني، عمر البشير، وأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فضلًا عن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي.
تعد هذه القمة - صورة لا تتغير من الصور المتكررة من القمم السابقة لجامعة الدول العربية، فالعالم يتغير، والدول العربية تتغير وتسير في الاتجاه السريع نحو الهاوية، على خلفية الهروب الطاحنة التي تشهدها عدد من الدوول العربية من المحيط إلى الخليجة، وهو ما يتطلب قمة تتخذ قرارات "جرئية وحاسمة"، إلّا أن القمة الأيخرة كما جرت العادة كانت بروتوكولية كئيبة لم تقدم أي جديد على الإطلاق، لتُعطي جرز للمواطن العربي، معبّرة بالقول أو بالفعل "نحن هنا".
دراج: «وجودها زي عدمه».. وأبو الغيط «بيحلّي بضاعته»
في هذا السياق، قال الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، إن القمة العربية تستحق عن جدارة أن يطلق عليها "قمة بلا قيمة"، مؤكدًا أن الزعماء وممثليهم يطلقون التهاني قبل أن يصلوا إلى مقر انعقاد القمة بنواكشوط، مبديًا في الوقت ذاته سخريته من رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، الذي غادر من مصر ، محملًا بكلمة "تهنئة على نجاح القمة"، متسائلًا: "عن أي نجاح يقدم التهنئة رئيس الوزراء؟".
أضاف دراج، لـ"التحرير": "لقمة العربية ما هي إلّا إجراء بروتوكولي.. ووجودها زي عدمه.. والأمين العام لجامة الدول العربية، السفير أحمد أبو الغيط بيحاول يحلّي بضاعته، خاصة أن القمة تنعقد بعد مرور أيام فقط من توليه لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية".
وعن الهدف المفترض أن ينتظره ملايين العرب من القمة، إذا ما قورنت بغيرها من القمم التي تنعقد فيما بين الدول لاتخاذ قرارات حاسمة ومهمة لشعوبها، أشار دراج، إلى أن الدول العربية لن تجتمع في قمة للنقاش حول حلول جادة للأزمات الكارثية التي يشهدها الوطن العربي حاليًا، مبررًا هذا - بأن كل دولة تعمل وحدها في مواجهة أوضاعها الداخلية، مردفًا: "القمة العربية لو حدث فيها تفاهم، سيكون عن كيفية إحكام قبضة الاستبداد والوضع الأمني؟".
بكر: لم تأت بجديد.. والدول العربية «ضعيفة ومشتتة»
بدروها، قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، خبيرة العلاقات الخارجية، إن القمة العربية التي عُقدت بنواكشوك لم تأت بجديد، ولم يحمل البيان الختامي لها أي جديد عن أي من القمم العربية التي عُقدت على مدار السنوات الماضية، لافتة إلى أنه رغم الخطر الداهم الذي يحيط بالدول العربية كافة، إلّا أن البيان الختامي لم يتطرق من قريب أو بعيد للجيش العربي المشترك، والذي يعد الدرع والمطلب الأول لدول تريد أن تحافط على وطنها وكيانها.
أضافت بكر، لـ"التحرير": "القمة العربية، لن ترتقي إلى أيًا من القمم الأخرى العالمية، كقمة دول الاتحاد الأوريي وقمة حلف النيتو، كونها قمة ضعيفة، حيث أن القمة العربية تكتسب هذا الوصف سالف الذكر، كون الدول العربية الأعضاء بجامعة الدول العربية تسير في اتجاه من ضعيف إلى أضعف، بسبب ما تعانية من ويلات الحروب والدمار في سوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال، كما أن مؤشرات تتجه نحو جر لبنان إلى هذه الحافة".
تابعت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية: "الدول الكبرى عندما تعقد قمة يكون الهدف منها الوصول إلى صيغة جادة وهادفة لحل مشكلة إقليمية تتعلق بهذه الدول، بينما الدول العربية تجتمع دون أن تحدد ماذا تريد، ولعل عدم حضور سوي تسعة فقط من زعماء ورؤساء الدول العربية للقمة، تعد خبر دليل على حالة التشتت والتفرقة التي تعاني منها دول القطر العربي، وذلك رغم حالة الدمار التى يعنى منها الوطن العربي، وبخلاف ما تخفيه الأيام المقبلة من أسوأ".