كتب- أحمد سيد:
كانت سماء المدينة المنورة، ملبدة بالغيوم، وتهطل بغزارة، فضربت إحدى الصواعق المئذنة الرئيسيّة، حيث كان رئيس المؤذنين الشيخ شمس الدين بن الخطيب، يؤذن للصلاة، فقضت عليه، وسقط الهلال مشتعلًا.
«زي النهاردة» في الثاني عشر من شهر رمضان المبارك، لعام 886هجرية، الموافق الخامس
كتب- أحمد سيد:
كانت سماء المدينة المنورة، ملبدة بالغيوم، وتهطل بغزارة، فضربت إحدى الصواعق المئذنة الرئيسيّة، حيث كان رئيس المؤذنين الشيخ شمس الدين بن الخطيب، يؤذن للصلاة، فقضت عليه، وسقط الهلال مشتعلًا.
«زي النهاردة» في الثاني عشر من شهر رمضان المبارك، لعام 886هجرية، الموافق الخامس من شهر نوفمبر للعام الميلادي 1481، احترق المسجد النبوي الشريف للمرة الثانية، بعد أن قام رئيس المؤذنين الشيخ شمس الدين، مبكرًا ليؤذن لصلاة الفجر، على المئذنة الرئيسة في المسجد، وصعد المؤذنون بقية المآذن.

بدأ الحريق بعد أن سقطت الصاعقة فضربت المئذنة الجنوبية الشرقية، وهي التي تسمى بالمئذنة الرئيسة، فهدمت نحو ثلثها، وتسبب عن ذلك احتراق المسجد، واحتراق مافيه (المنبر - المقصورة - العقود والأعمدة - واحراق الجدران والكتب والمصاحف)، ولم يسلم منه غير القبة الداخلية على القبر الشريف، والتي عملت في عمارة قايتباي السابقة، وكذلك القبة التي في صحن المسجد.

وبعد ثلاثة أيام من الحريق، تم الاتصال بالسلطان الأشرف قايتباي، وإخباره بما حصل للمسجد الشريف، فأصدر أوامره بعمل الاستعدادت اللازمة لإعادة إعمار المسجد، كما أرسل السلطان مئات البنّائين والنجارين والحجارين والنحاتين والحدادين، والأموال الكثيرة والآلات، وذلك لتتم عمارة المسجد على أحسن ما يكون، فزادوا فى الجانب الشرقي قدر 1.2 متر، وعملوا سقفًا واحدًا للمسجد بارتفاع 11 مترًا، وتم بناؤه على يده للمرة الثانية عام 888هـ.

وتم استبدال القبة الخضراء بأخرى زرقاء، وأعادوا ترخيم الحجرة النبوية، وما حولها، وترخيم الجدار القبلي، وعملوا المنبر ودكة المؤذنين من رخام، وإنشاء قبة على المحراب العثماني، كما أقاموا قبتين أمام باب السلام من الداخل، وقد كُسيت هذه القباب بالرخام لونين، أبيض وأسود.

كان الحريق الأول، حدث سنة 654 هجرية، في ليلة أول جمعة من شهر رمضان المبارك عام 654 هجرية، كان السبب عندما دحل أحد خدام المسجد الشريف إلى مخزن في الجهة الشمالية الغربية من المسجد، ليخرج بعض القناديل التي تعلق في منارات المسجد طوال ليالي رمضان، وبيده سراج يستضيء به، فوضعه على قفص من أقفاص القناديل، وعليه قطعة قماش من كتان، فاشتعلت النيران، ودُمرت الزخارف والأبواب والخزائن والشبابيك والصناديق.