قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن حالة من الإحباط والغضب من البيت الأبيض تملكت وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، حيث صب جام غضبه على جون دي ستيفانو رئيس إدارة شؤون الرئاسة، بسبب آراء الأخير حول عدد من المرشحين لشغل الوظائف القيادية في وزارة الخارجية.
ونقلت المجلة عن مصدر حضر الاجتماع
قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن حالة من الإحباط والغضب من البيت الأبيض تملكت وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، حيث صب جام غضبه على جون دي ستيفانو رئيس إدارة شؤون الرئاسة، بسبب آراء الأخير حول عدد من المرشحين لشغل الوظائف القيادية في وزارة الخارجية.
ونقلت المجلة عن مصدر حضر الاجتماع بين دي ستيفانو وتيلرسون أن الأخير عبر عن غضبه من تسريب البيت الأبيض معلومات خاطئة عنه للإعلام، وأضاف أن تيلرسون قال أنه لايرغب في تدخل إدارة دي ستيفانو في اختيار موظفي وزارة الخارجية، مؤكدًا أن الأخير هو آخر من يعلم من الأصلح للعمل في وزارة الخارجية، خاصة بعد تأكيد ترامب له أنه لديه الحرية في تعيين من يشاء في وزارته.

وفاجأ تيلرسون حاضري الاجتماع الذي تم في مكتب رينس بريبوس مدير موظفي البيت الأبيض، وشهد ارتفاع صوته بشدة، في حضور بريبوس ودي ستيفانو وجاريد كوشنر كبير مساعدي الرئيس، ومارجريت بيترلين مدير موظفي وزارة الخارجية، وقالت مصادر على علم بالواقعة أن كوشنر أبلغ بيترلين أن تصرف وزير الخارجية غير مهني تمامًا، مؤكدًا أنهم يسعون للوصول لحل.
وأضافت أن ماحدث هو أوضح تصريح من تيلرسون عن احباطه من تقلص دوره في الإدارة الأمريكية، حيث أبدى استياءه من محاولات البيت الأبيض إجباره على موظفين في وزارته دون موافقته، ومن تغريدات الرئيس ترامب، كما عبر عن شكواه من ظروف العمل في المكتب التنفيذي بالبيت الأبيض، حيث أبدى امتناعه عن تلقي الأوامر من مساعدي الرئيس الأصغر والأقل خبرة منه.

وكانت إدارة أوباما قد شهدت خلافات مماثلة بين وزارة الخارجية والبيت الأبيض، حيث رفض الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما التحاق سيدني بلومنتال للعمل مع وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.
كما تواجه وزارات أخرى في إدارة ترامب العديد من المشاكل مع دي ستيفانو وإدارته، والذي يسعى لتحقيق التوازن بين طلبات البيت الأبيض والاعتبارات السياسية وبين وزارات الإدارة العنيدة ذات الخبرة التنفيذية.
وقال ماثيو واكسمان الأستاذ في جامعة كولومبيا، والموظف السابق في وزارة الخارجية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش، أن خلافات الوزارات مع البيت الأبيض أمر معتاد، إلا أن معركة وزير الخارجية كتيلرسون مع البيت الأبيض ستكون أشد ضراوة، حيث أعتاد الأخير على سيطرة مطلقة بطبيعة عمله السابق كمدير تنفيذي في شركة إكسون موبيل، وأضاف "أن هذه هي طبيعة العمل الحكومي، فالتعيينات تمضي ببطء، والبيت الأبيض لديه الكلمة الأخير".

ونقلت المجلة عن مسؤول سابق في وزارة الخارجية، أن خيبة أمل تيلرسون مع تدخلات البيت الأبيض في وزارته بدأت منذ فترة ولازالت مستمرة، حيث أكد أن تيلرسون تعامل بسلبية مع البيت الأبيض في هذا الموضوع، مضيفًا أن تيلرسون رفض تعيين موظف مرشح من إدارة ترامب خلال الفترة الانتقالية، بسبب أنه مرشح من قبل البيت الأبيض فقط.
كما أشار آخرون أن تيلرسون ألتقى بمرشحين لوظائف قيادية في وزارة الخارجية دون علم البيت الأبيض، مستندًا إلى وعد ترامب له بمنحه سلطة مطلقة في تعيين الموظفين في وزارته.
وفي السياق ذاته ألقى مايكل شورت المتحدث الرسمي بإسم البيت الأبيض، باللوم على العقبات التي يضعها النواب الديمقراطيين في تأخير التعيينات في الإدارة الحالية.

ومن جانبه أشار بريان هوك مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية، أنه من المعتقد أن دي ستيفانو رفض العديد من الموظفين المرشحين من تيلرسون لمناصب في وزارة الخارجية، بسبب أنهم ديمقراطيين أو جمهوريين انتقدوا ترامب خلال حملته الرئاسية.
كما واجه معارضة من البيت الأبيض في الإعتماد على موظفين مدنيين في بعض المناصب، حيث رفض البيت الأبيض تعيين سوزان ثورنتون القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، في منصب موظف خدمة خارجية، حيث طلب البيت الأبيض تعيين شخص بخبرة سياسية في هذا المنصب.

كما شهد اختيار سفراء الولايات المتحدة صراع بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وفقًا لعدد من المراقبين.
وأضافت أن تيلرسون تسبب في توجيه العديد من الإنتقادات له، بعد عزل نفسه، واستبعاد عدد من الدبلوماسيين من صانعي القرار، الأمر الذي وصل إلى فشل عدد من مساعدي الرئيس ترامب في الوصول إليه،ما تسبب في إحباط البيت الأبيض.