?أعلن البيت الأبيض، أمس الجمعة، أن مستشاره سيباستيان جوركا لم يعد يعمل لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك فيما يعتبر أحدث حلقات مسلسل استقالات كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، الذي بدأ منذ الشهور الأولى لتولي ترامب منصب الرئيس.
ويأتي رحيل جوركا عن البيت الأبيض بعد أيام قليلة من رحيل المستشار الاستراتيجي
أعلن البيت الأبيض، أمس الجمعة، أن مستشاره سيباستيان جوركا لم يعد يعمل لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك فيما يعتبر أحدث حلقات مسلسل استقالات كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، الذي بدأ منذ الشهور الأولى لتولي ترامب منصب الرئيس.
ويأتي رحيل جوركا عن البيت الأبيض بعد أيام قليلة من رحيل المستشار الاستراتيجي للرئيس، ستيف بانون، الذي غادر منصبه إثر مراجعة يقوم بها رئيس موظفي البيت الأبيض، جون كيلي.
وينتمي جوركا لجناح اليمين القومي، نفس التيار الذي ينتمي له بانون، والذي واجه الكثير من الانتقادات من الليبراليين وجماعات حقوق الإنسان.
جوركا هو مواطن أمريكى ولد فى لندن لوالدين من المجر، وكان له علاقات سابقة مع جماعات اليمين المتطرف فى المجر، ولكنه نفى أن يكون جزءا من هذه المجموعات.
وكان له تصريحات شرسة ومثيرة للجدل ضد الإسلام، كما أنه كان مناصرا لمحاولات ترامب لحظر دخول مواطنين من ستة بلدان ذات أغلبية مسلمة لأمريكا. وعندما انفجرت قنبلة في مسجد في خارج "مينيابوليس"، دافع جوركا عن صمت ترامب بشأن الهجوم، مشيرا إلى أنه كان يمكن أن يكون "جريمة كراهية وهمية".
وهاجم الليبراليون والتقدميون لفترة طويلة وجود جوركا في البيت الأبيض، ففى أعقاب أحداث العنف التى وقعت خلال مظاهرات "شارلوتسفيل"، دعت جماعات الحقوق المدنية الرئيس إلى إقالة جوركا وبانون.
وشهدت المظاهرات أحداث عنف بعد أن اشتبك أنصار اليمين المتطرف المناصر للبيض مع مظاهرة أخرى لمجموعات أمريكية مناهضة للفاشية ومؤيدة لحقوق ذوي البشرة السمراء.
وقال جوركا إنه في مكافحة الإرهاب لا ينبغي أن يكون تفوق البيض مصدرا للقلق، وذلك قبل وقت قصير من حادث دهس سيدة من قبل رجل يقال إنه معجب بأدولف هتلر.
وبعد إعلان رحيل جوركا عن منصبه، رحب مركز "القيادة المعني بالحقوق المدنية وحقوق الإنسان" بالقرار، ووصفه بأنه "تأخر كثيرا"، مؤكدا في بيان له أنه "لا ينبغي أن يخدم أي شخص يدعم تفوق البيض والأفكار النازية الجديدة في هذه الإدارة أو أي إدارة أخرى".
وأشار إلى أن القرارين الآخرين اللذين اتخذهما الرئيس وهما: التوقيع على قانون حظر انضمام المتحولين جنسيا إلى الجيش والعفو عن جو أربايو، قائد الشرطة الذي يعارض الهجرة غير الشرعية، يجعل من الواضح أن المشكلة ليست في بانون أو جوركا بل الرئيس نفسه.
وفي الآونة الأخيرة، أجبر جوركا على التراجع عن تصريحات قال فيها إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون كان لا يجب عليه أن يؤكد للأمريكيين أن الحرب النووية مع كوريا الشمالية ليست "تهديدا وشيكا".
ويعتبر جوركا، الذي كثيرا ما كان يظهر في محطات الأخبار الأمريكية ذات الاشتراك للترويج لسياسات ترامب، شخصية تبعث على الانقسام داخل الإدارة الأمريكية، إذ يراه دبلوماسيون وخبراء استخباراتيون سابقون على أنه شخص قليل الخبرة في الحياة الواقعية.
وجوركا هو آخر المستشارين القوميين الذين يجري تغييرهم في مجلس الأمن القومي وأقسام أخرى من البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة، مما يظهر أن الأصوات المناهضة لهذا التيار من أمثال مكماستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون في البيت الأبيض هي التي تنتصر في المعركة بين مستشاري ترامب للسياسة الخارجية.