طفلة لم تتجاوز عامها الثامن، حلمت أن تكون طبيبة لتداوي آلام الموجوعين، كانت مثل فراشة لا تكف عن التحليق في محيط أسرتها، استعاضت بها أمها عن سعادة الدنيا كلها، فجأة خطفتها يد الإهمال لتحولها من جسد لايهمد عن الحركة واللهو إلى أشبه بجثة مرابضة على سرير مستشفى، بعدما ماتت إكلينيكيا عليه نتيجة الإهمال،
طفلة لم تتجاوز عامها الثامن، حلمت أن تكون طبيبة لتداوي آلام الموجوعين، كانت مثل فراشة لا تكف عن التحليق في محيط أسرتها، استعاضت بها أمها عن سعادة الدنيا كلها، فجأة خطفتها يد الإهمال لتحولها من جسد لايهمد عن الحركة واللهو إلى أشبه بجثة مرابضة على سرير مستشفى، بعدما ماتت إكلينيكيا عليه نتيجة الإهمال، وليخطفها الموت في النهاية.. "سما"، هذ اسمها رحلت في صمت وتركت أما وراءها بقلب يحترق وحسرة لا تنتهي، ترصد تفاصيلها السطور التالية.
أحداث مأساة "سما" بدأت في منتصف أغسطس الجاري، حينما تعرضت لحادث سير سيارة، حيث صدمتها أثناء عبورها الطريق الرئيسي أمام مستشفى الصدر برفقة والدتها، بالفيوم وبالرغم من أن المنطقة التي وقع بها الحادث سكنية، فإن السيارة كان تسير بسرعة جنونية، حسب تأكيد شهود عيان على الواقعة.
حاول عدد من سكان المنطقة إنقاذ الطفلة وحملوها إلى مستشفى التأمين الصحي، لأنه كان الأقرب إلى مكان الحادث، وبالفعل قام أطباء قسم الاستقبال بتوقيع الكشف الطبي على الطفلة، وتقديم الإسعافات الأولية لها.
الأطباء نصحوا والدة الطفلة بضرورة نقلها إلى مستشفى مجهز لاستقبال الحالات الحرجة، لخطورة حالة نجلتها، وأشاروا إلى أن الإصابات التي تعرضت لها الطفلة شديدة منها كسر فى الجمجمة وتورم فى جزع المخ ونزيف داخلي، وحالتها تحتاج إلى رعاية طبية خاصة، في الوقت الذي يعاني فيه معظم مستشفيات التأمين الصحى من نقص في الإمكانيات والتجهيز، أو أن يتم نقلها إلى أحد المستشفيات الخاصة.

محمود فراج، المحامي، قريب المجني عليها، يقول إن إدارة التأمين الصحي بمحافظة الفيوم قامت بإرسال عدة فاكسات وخطابات إلى عدد من المستشفيات الحكومية بالقاهرة والجيزة، وأخطرتهم بوجود حالة لطفلة تحتاج الي إجراء عمليات جراحية عاجلة، لكن يبدوا أن الروتين وعدم توافر الإمكانات بمعظم المستشفيات الحكومية كانا حائلا دون إنقاذ حياة طفلة لم تتجاوز عامها الثامن، لا سيما أن أسرة الطفلة لم يكن بمقدورها إيداع طفلتهم مستشفى خاص.

وتابع "رد المستشفيات الحكومية والذي جاء متأخراً تسبب في ضرر صحي بالغ على الطفلة، وتدهورت حالتها بشكل سريع، وعلى أثر ذلك دخلت الصغيرة في غيبوبة مؤقتة، تحولت بعد ساعات قليلة إلى غيبوبة تامة"، مشيراً إلى أن عدداً من أقارب الطفلة ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قاموا بنشر مأساة الطفلة وطلب تقديم المساعدة لها، وناشد بعضهم وزير الصحة بسرعة التدخل لإنقاذ حياة الطفلة، لكن دون جدوى، لافتا إلى أن نداءاتهم واستغاثاتهم لم تحرك ساكناً.
وأكد المحامي أن الطفلة "سما" دخلت في حالة الموت الإكلينيكي، أو الموت السريري وتوقف المخ تماما عن العمل، في هذه اللحظات كنا على أمل أن نجد طريقة لعلاجها لكن الموت خطفها سريعا.