ساكنة: «قالولي هنخطف عيالك وملكيش دية واللي متغطي بالقانون عريان وهبني الأبراج»
السكن مسجل في "الآثار" باسم فجرية النحاس.. والحي قال لي «اعملي محضر ونشوف»
«اللي متغطي بالقانون عريان».. جملة ألقى بها مالك منزل على أسماع سيدة يسعى لطردها من منزلها، الذي
ساكنة: «قالولي هنخطف عيالك وملكيش دية واللي متغطي بالقانون عريان وهبني الأبراج»
السكن مسجل في "الآثار" باسم فجرية النحاس.. والحي قال لي «اعملي محضر ونشوف»
«اللي متغطي بالقانون عريان».. جملة ألقى بها مالك منزل على أسماع سيدة يسعى لطردها من منزلها، الذي تسكن فيه منذ سنوات، وأنجبت فيه أطفالها الثلاثة، من أجل بناء أبراج سكنية، مستعملًا كل طرق الإرهاب والترويع، مستغلا عجز القانون وتراخي المسئولين تحت سطوة المال الوفير، على الرغم من ذلك تقبع السيدة في صمود بمنزلها متمسكة بجدرانه وترفض «التهجير» إن جاز التعبير.. الكارثة الصادمة في الواقعة أن المنزل الذي يحاول الملاك الجدد هدمه هو منزل أثري بمنطقة المريوطية، ومسجل في وزارة الآثار يعود لأسرة «النحاس باشا»، وبالتحديد ورثة المرحومة «فجرية النحاس».. وإلى التفاصيل.

بناصية مميزة بشارع المريوطية الرئيسي تربض تحفة معمارية منذ عشرات السنين في زهو وشموخ، محلاة بأجمل الزخارف اليونانية والتركية، كان سكنًا واستراحة خاصة لأسرة النحاس باشا، وقت أن كانت تنعم بالهدوء، قبل أن تتناقل ملكيته ويسكنه مواطنون بنظام الإيجار القديم، ويستمر الحال على ما هو عليه قبل أن يشتري المنزل مجموعة من الملاك معروف عنهم بناؤهم الأبراج السكنية في المناطق الراقية على أنقاض الفيلات التاريخية، وبدوأ رحلة تهجير السكان بالقوة مرة، والإغراء مرات، والتهديد أحيانًا، وهو ما حدث مع ساكنة عجوز إيمان صلاح الدين، 38 سنة، التي رفضت إخلاء منزلها.

«أنا بطلة العالم فى لعبة سبيد بول والابنة الوحيدة لوالدتي لذلك ورثت عنها مسكن بيت المريوطية، ومعي مستندات تثبت أحقيتي فى الشقة، حيث إنني أسكن بالطابق الأرضي، الذى يتمتع بمدخلين وحديقة كبيرة والشقة الواحدة تتكون من 6 غرف، ولكنها ليست تمليكا بل نحن كسكان نحظى بأنها إيجار قديم ونلتزم بسداد القيمة شهريًا أو سنويًا كما يرغب المالك».. هكذا استهلت السيدة إيمان صلاح الدين، 38 سنة، حديثها وهي تقف وسط خراب وأنقاض بوسط حديقة المنزل خلفتها هجمة أصحاب البيت الجدد بمعدات الهدم في محاولة لإسقاطه على رأسها ورؤوس أولادها الثلاثة.

وتابعت: «استمر حالنا خلال السنوات الماضية في أحسن الأحوال، إلى أن فوجئت أنا وباقي سكان العقار برجال يرتدون جلابيب يخبرونا بأنهم أصحاب العقار الجدد ويريدون إخلاءه من جميع سكانه ليتمكنوا من الهدم وإعادة بنائه من جديد، وتعويضنا بمبلغ مالي لا يتعدى الملاليم لإخراجنا وإلقائنا بالشارع، هناك من خاف من تهديداتهم وترك العقار واختفي وآخر قام بالسيطرة عليه وإيقاعه في مشكلات عدة لإجباره على ترك المنزل، أما أنا فكانت حكايتي معهم طويلة».
تشير ربة المنزل إلى ماسورة المياه الرئيسية بالمنزل والتي كسرها بلدوزر تابع للملاك الجدد وتضيف: «فوجئت بـ3 أشخاص يطرقون باب شقتي ويخبروني بأنهم الملاك الجدد، لكن بعدما جمعوا معلوماتهم وعرفوا عني كل شىء خاصة أنني مطلقة.. "استغلوا أني ست عايشة لوحدى فهددونى بالقتل وخطف ولادي من غير دية"، إذا رفضت ترك العقار الذين يريدون هدمه وبناء 6 أبراج شاهقة عليه نظرًا لمساحته الكبيرة (2000 متر مربع)، وطلبوا مني ترك البيت والانتقال إلي أى مكان آخر، لكنى رفضت فقام بتهديدي وسبي أمام الجميع بعدما تأكد أننى أعيش مع أبنائي الثلاثة دون رجل وهددنى أنه هيهدم البيت فوق دماغي ويدفني فيه وذهب».
وتتابع الساكنة «بعد أسبوع تلقيت اتصالا من شخص قال لي بالنص «دكتورة إيمان أنا أحد ملاك عائلة غنيم وصلني أنك مش معاكي عقد إيجار»، وعندما أخبرته أن عقد الإيجار الخاص بي مشهر بالشهر العقاري ضحك ساخرًا، وطلب مني العقد وقال لي «ابقي قابليني بقي»، وبعد مرور نصف ساعة جاء وطرق باب شقتي وعندما اطلع على العقد عرض علي مبلغ مادي، وعندما رفضت فكرة التنازل عن الشقة، أخبرني بأن الجميع سيترك العقار ويذهب سواء بمزاجنا أو رغما عنا، وأن «المتغطي بالقانون عريان والحي كبيرة 5 أو 6 آلاف جنيه ويحضر ليهدم العقار على الجميع».
«لم أقف صامتة على تهديده وإيذائه لي، اتجهت للحي ورفعت شكوى بها تفاصيل ما حدث معي، وما سيحدث من مخالفات بالعقار للمحافظة، وطلبت مقابلة رئيس الحي، وبالفعل قابلته وأخبرني أن الفساد انتهي داخل الحي منذ أن تولي رئاسته، وأكد لي أنه لن يسمح لأحد بالمخالفة، ولكن لم يمر يومان علي هذه المقابلة إلا وفوجئت بأحد أفراد الملاك، وهو ينظر لي بنظرات التحدي ليشير إلى أبنائي، ويقول لي «خلي بالك من عيالك وبكرة تشوفي ولاد غنيم بيعملوا إيه واسألي علينا ناس منطقة الكنيسة»، وهددني بخطف ولادى.. هكذا استفاضت السيدة في شرح تفاصيل صراعها مع الملاك الجدد.

واستطردت أم الأولاد «طبعًا حسيت بالقلق والخوف لأن إيديهم طايلة خفت يخطفوا حد من عيالي ذهبت لقسم الشرطة وحررت محضررقم 3542 ضدهم، اتهمتهم بتهديدى وترويعي وخطف أبنائي، وفوجئت بعدها بأيام قليلة أثناء نومنا "صحينا على صوت عالي وناس كتير ومحاولات لهدم المنزل إلى أن وجدت بلدوزر يحاول اقتحام الحائط لهدم الجدار أو تصدعه لا أعلم، ولكنى أسرعت لأعلى العقار، وقمت بتصوير الحدث من هاتفي كي أثبت حالة التعدي الواقعة وقطع الشجر ونزعه بالقوة وتعمدهم كسر ماسورة المياه، وشاركهم في هذا التعدي عمال البلدية مقابل أجر مادي وعندما رآني صاحب العقار أثناء قيامي بالتصوير حاول التعدي علي وقام بتهديدي مرة أخرى، لكنه أوقف الهدم الذى كان يفعله وعاود مرة أخري لكسر ماسورة المياه أمام عيني ولم أستطع أن أفعل شيئًا».
تتابع السيدة إيمان في تحد كبير: «لم أكن أول ضحية لتلك العصابة بل كان يسكن أمامي جار خلوق طيب قامت هذه العائلة الظالمة بتهديده، واقتحموا بيته وفرضوا سيطرتهم عليه إلى أن تنازل عن شقته تحت الضغط والتهديد، وأجبروه على ترك البيت بعد معركة كبيرة دارت».

واستطردت: لم تتوقف تهديدات صاحب العقار مما اضطرني لتحرير محضر جديد ضده، لكن قسم الشرطة أخبرني «ماحدش في القسم هيتحرك إلا لو حدث معنا جرم»، علما بأنني لجأت للشرطة أكثر من مرة من أجل الحماية ولكنهم ينتظرون وقوع جريمة، مضيفة «عشت حالة من الرعب أثناء اقتحام شخصين ملثمين قادمين من الباب الخلفي لحديقة المنزل شاهدتهما من عين الباب السحرية، يحاولان فتح الباب عن طريق آلة حادة، لكنى وقتها صرخت بصوت عال كي أسلم من جرمهما وأسرعت للاتصال بالنجدة" الحقوني في ناس بتحاول تقتحم بيتي وأنا خايفة وفي محاضر بيني وبين ناس مهدداني بخطف ولادي ومش عارفة أعمل إيه"، ولكن النجدة أخبرتني أن هناك قوة ستأتي لإنقاذى، مرت ساعة من الوقت وعاودت الاتصال بهم مرة أخرى حتى يأتي إلينا أحد وكان الرد إن النجدة قامت بإخطار القسم فقط، حررت محضرين، ولم يتحرك أحد، وأعلم أن أصحاب العقار إيدهم واصلة لأعلى المستويات.

وتابعت: "حررت شكاوى كثيرة داخل حي الهرم، وقاموا بإرسال أستاذ دكتور من كلية الهندسة لحسم الأمر، وأكد أن العقار سليم وثابت وطرازه أثري، ولا يحتاج للهدم والبناء مرة أخرى»، وتساءلت عند هذه النقطة «إزاى يجيب بلدوزر يدخل يكسر حوائط وشجر مسؤول عنه وزارة البيئة والحي؟».
واختتمت السيدة حديثها: «عايزة الأمان أنا وولادي ونرجع نعيش في بيتنا زى الأول ومعي عقد يثبت أحقيتي فى المنزل وبيحاولوا يسرقوه مني أو يدبحونى».