عمر: «زعيم عصابة الغناترة ضربني بالنار لما رفضت أبيع حشيش وخطفوني من المستشفى»
بجسد نحيل وبصوت مخلوط بالخوف والألم، سرد أحد شباب منطقة البراجيل قصته في إجباره على العمل مع إحدى أخطر عصابات الاتجار بالمخدرات في الجيزة، وعندما اعترض على العمل معهم، وطالب بأمواله أطلقوا عليه النار وعندما
عمر: «زعيم عصابة الغناترة ضربني بالنار لما رفضت أبيع حشيش وخطفوني من المستشفى»
بجسد نحيل وبصوت مخلوط بالخوف والألم، سرد أحد شباب منطقة البراجيل قصته في إجباره على العمل مع إحدى أخطر عصابات الاتجار بالمخدرات في الجيزة، وعندما اعترض على العمل معهم، وطالب بأمواله أطلقوا عليه النار وعندما فشلت محاولة قتله اختطفوه من داخل مستشفى قصر العيني، عقب خروجه من غرفة العمليات لاستخراج الرصاص من جسده، على طريقة أفلام الأكشن الغربية.. وبدأت رحلة المعاناة لمدة شهرين.. وإلى التفاصيل.
الاتجار بالعافية
قال محمد رضا الجوف، 20 سنة، إن حكايته تعود لشهر رمضان الماضى، بعدما أجبرته عصابة «الغناترة الإجرامية»على العمل بتجارة المخدرات معهم، وعندما اعترض وطالب بأمواله -التى هي نظير حراسته لبعض قطع الأراضى الخاصة بهم بالمنطقة- قال له زعيم التنظيم ويدعى عامر "اضربوه بالنار الواد ده مش هينفع معانا مش عايزين وجع دماغ".
وأضاف الشاب أن أحد أعضاء التنظيم أطلق عليه الرصاص على الفور من بندقية آلية كانت بحوزته، فأصابته عدة طلقات بقدمه وأعجزته عن التحرك، وفقد الوعى بعدها وأفاق داخل مستشفى بولاق الدكرور، وهناك جاء إليه والده وأخبره الأطباء بضرورة سرعة نقله لمستشفى قصر العيني، لإجراء عملية استخراج الطلقات من قدمه والتى تسببت فى كسر القدم نصفين نظرا لقرب البندقية منه عند إطلاق النار.
وأوضح عمر أنه خضع لعملية بقدمه وفور خروجه من غرفة العمليات وقبل حجزه بالرعاية المركزة فوجئ بعناصر التشكيل العصابى يخطفونه وسط ذهول الجميع من الموقف، وتم اقتياده لمنطقة الطريق الأبيض وتم حبسه هناك لمدة شهرين كاملين، وهناك دخل عدة مرات فى غيبوبة تامة، وكان البديل لتسكين آلامه هو الترامادول.
واختتم الشاب حكايته بأنه استطاع الهرب من بين يدي العصابة بعد شهرين، ولكن بعدما أصبح واجبا بتر قدمه إثر إصابتها بالفيروسات والعفونة نتيجة الإهمال، وتوجه لقسم كرداسة وأخبرهم بكل شيء وسوف يتوجه للنيابة العامة لسماع أقواله، مطالبا وزارة الداخلية بسرعة القبض على العصابة التى تروع الجميع.
من هم الغناترة؟
عبد الفتاح جمال، أحد مواطني منطقة البراجيل، عبر عن غضبه من سيطرة ما يعرف بـ«غجر الغناترة»على الأهالي وترك الشرطة لهم ضحايا ورهائن في قبضتهم، قائلا إنهم مجموعة من العرب جاؤوا إلى المنطقة وسيطروا على 3 مناطق بالجيزة (أوسيم، كرداسة، البراجيل) تحت قوة السلاح، لفرض تجارة المخدرات العلانية دون مقاومة من المواطنين، ولم يكتفوا بذلك، مضيفا أنه مع قيام ثورة يناير تطورت الأمور أكثر حتى فرضوا إتاوات على أصحاب الأراضى مقابل السماح لهم بزراعة أراضيهم، ومن يرفض يقومون بالاستيلاء على أرضه وترهيبه وإطلاق النار على عائلته.
واستعرض التنظيم المسلح قدراته العسكرية في موكب مدجج بالأسلحة الآلية، طاف شوارع البراجيل وأوسيم وكرداسة، غايته ترهيب سكان تلك المناطق، وأصحاب الأراضي والمحال التجارية والمشروعات، لبث الرعب والخوف وإجبارهم على دفع إتاوات شهرية.. المشهد يغيب عنه الوجود الأمني ويعد فضيحة لأجهزة أمن الجيزة، جسدتها استغاثات الأهالي بالشرطة التي لم تجد صدى يذكر، وكان رد إحدى الرتب الثقيلة حينما زادت شكاوى السكان والتجار: «اللي تقدروا عليه امسكوه وهاتوه»، بحسب تأكيد قاطني المكان.