* المنتجون يخدمون الصورة أكثر من الكلمة.. وجمهور السوشيال ميديا عاوز «صراع العروش»
تشهد شبكة قنوات «دي إم سي» عرض مسلسل «أبو العروسة» الذي يرصد التغيرات التي حدثت للطبقة المتوسطة وشكل البيوت المصرية ويعالج مشاكل الأسر وعلاقتهم بأبنائهم. وأحدث المسلسل حالة
* المنتجون يخدمون الصورة أكثر من الكلمة.. وجمهور السوشيال ميديا عاوز «صراع العروش»
تشهد شبكة قنوات «دي إم سي» عرض مسلسل «أبو العروسة» الذي يرصد التغيرات التي حدثت للطبقة المتوسطة وشكل البيوت المصرية ويعالج مشاكل الأسر وعلاقتهم بأبنائهم. وأحدث المسلسل حالة من الجدل منذ عرض الحلقات الأولى بين المشاهدين، وحوَّل جمهور السوشيال ميديا إلى فريقين، أحدهما مدافع، والآخر مهاجم، فهناك من وجد فيه رائحة من الأعمال الدرامية القديمة، التي كانت تناسب جميع الأعمار، ولا تحتوي على مشاهد أو لفظ خارج، وتناقش قضية وتحمل مضمون ورسالة، والآخر قسَّم الشخصيات الدرامية إلى فصائل وفقًا لديانتهم، لينسى أنهم فى النهاية مصريون، ونظرًا لحالة الجدل كان لـ«التحرير» حوار مع مؤلف المسلسل الكاتب هاني كمال، للحديث حول العمل وكواليسه، وعن الدراما التي يحتاجها المجتمع..
- في البداية.. كيف استقبلت رد فعل المشاهدين على الحلقات الأولى من «أبو العروسة»؟
النجاح في الأول والآخر من عند ربنا، وهناك حالة من الانبهار والإعجاب من الجمهور بالمسلسل؛ إن رغبنا في تحليل الموضوع سنجد أن الدراما التي يقدمها مسلسل «أبو العروسة» لم تعد موجودة على الشاشة، لأن الأزمة الحقيقية التي نعيشها خلال هذه الفترة هى الورق، والدليل هو وجود أسماء مخرجين كبار، وعلى الرغم من ذلك يقدمون ورق وحش، لأن الدراما التليفزيونية قائمة على الورق، على عكس السينما القائمة على الإخراج.
- هل كانت هناك ضرورة لتقديم عمل يتناول الطبقة المتوسطة؟
بالتأكيد، لأنه ليس هناك أحد يتكلم عن الطبقة المتوسطة فى مصر، وإن تم التحدث عنها يتم ذلك بفجاجة شديدة على الرغم من كون هذه الطبقة الحاملة للقيم، فكان من الطبيعي مسلسل «أبو العروسة» ينجح، وهى معادلة بسيطة جدًا، لكن مابقاش حد بيعملها، هو عمل درامي يجمع الأسرة كلها من أجل متابعته دون أن يكون به شيء خارج أو مش مضبوط، إضافة إلى -أني رجل أنتمي إلى هذه الطبقة اللي يبان إنها تمام ولكن ممكن البيت كله يقف على ألف جنيه- هذه هي الطبقة التي تعيش في مصر، ونجاح «أبو العروسة» لأن هذه هي الطبقة التي كانت تشاهد «ليالي الحلمية»، «المال والبنون»، «الضوء الشارد» و«عائلة الأستاذ شلش».
.jpg)
- ما السبب في اختفاء الأعمال التي تناقش الأسرة المصرية؟
المنتجون، لأنهم يقومون بشراء فورمات أجنبيه مليئة بالأكشن والحركة والتشويق والإثارة، لأنه لا يوجد كتاب فى مصر يكتبون هذه النوعية، ونحن فى الحقيقة نحتاج إلى دراما تحتوى على كل هذا، ولكن شبهنا لأنه ما يتم تقديمه على الشاشات حتى الآن لا يصدق، خاصة فى السينما، -أنا مش بصدق الأكشن اللى بشوفه لأنه مش بتاعنا لأن البلد مفهاش ده، لو أنت عاوز تعمل أكشن تمام بس اعمل ما يصدقه الجمهور، كتاب زمان أمثال أسامة أنور عكاشة مكنش عندهما الحلقة المولعة واللى هتقلب مصر واللى بيموت فيها فلان، للأسف نحن انسقنا إلى هذا، لكن الحقيقة الدراما الاجتماعية الحقيقية لا تحتوى على هذا، حتى الخواجة عندما يقدم هذا بيكون فى حلقة واحدة ضمن المسلسل، لكن لا يوجد هناك عمل قائم على القتل والنصب والسرقة على مدار 30 حلقة، أنا لا أهاجم شخصًا بعينه، لكن ألوم عليهم، لماذا لا نقدم دراما اجتماعية تحترم المشاهد.
- هل ترى أن المنتجين يسيرون خلف الشباب.. لذلك يقدمون الأعمال التي ستنجح فى جذبهم؟
أنا ضد أن الجمهور هو من يفرض ذلك، لأن الأزمة الحقيقية هي أن المنتجين يسيرون خلف السوشيال ميديا، وهو في النهاية عالم افتراضي، وليس حقيقيا، ولكن يجب تقديم ما تراه ضروريا ويحتاجه المجتمع، لأن الانسياق خلف جمهور مواقع التواصل الاجتماعي يجعلك تخدم على الصورة أكثر من الكلمة من أجل تحقيق عملية «الإبهار»، اللى قاعدين على السوشيال ميديا عاوزين مسلسل زي (صراع العروش).
- ما الرسالة التي يلعب عليها مسلسل «أبو العروسة»؟
الهدف هو أن الناس تفكر لأن المسلسل يطرح حلولا كثيرة، لكن بوجهات نظر مختلفة، حيث يقوم بمعالجة التفكك الأسري ومشاكل الشباب والطلاق التي تعاني منها الكثير من البيوت المصرية، أكثر شيء يركز عليه المسلسل هو التفكير بمدى تواجد الله في حياتنا وكيف ترمى تكالك على الله، وهناك جملة قالها الفنان سيد رجب في المسلسل توضح هذا عندما سألته سوسن بدر من أين أتى بالفلوس -استلفتها من ربنا لإننا عايشين بقيت الشهر بالستر والبركة- وهذه هي الحقيقة التي ننساها جميعًا واكتفينا بالذهاب للصلاة في المساجد والكنائس، أنا لا أقصد أن أعلم المشاهدين ولكني أبين لهم من خلال المواقف لأن المسلسل به رقى أخلاقي.
- ذكرت نقطة «الطلاق».. هل أنت ضد هذه الفكرة ومع الاستمرار من أجل الأبناء؟
نعم، يجب أن تفوق الأهالى وتعلم أن الطلاق ليس حلا لمشاكلنا، لأن الأطفال دائمًا هما من يحصدون نتيجة كل هذا، فلماذا يتحملون ذنب الاختيارات الخاطئة، لازم الزواج من البداية يكون مؤسسا على الحب والاستمرارية من أجل هذه المنظومة بعيدًا عن الأنانية، لأن الأطفال الذين يعانون من هذا يورثونه لأطفالهم عندما يتزوجون، وتستمر هذه الدائرة، والحقيقة أن الحياة روتينية، لكن نستطيع أن نجد الحب فى كل يوم، أنا ضد فكرة إن الست بتعيش علشان خاطر عيالها هى بتعيش علشان خاطر نفسها.
- المسيحيون والمسلمون قضية حساسة.. لماذا تم تقديم نموذج المسيحية التي تحب المسلم؟
لأن الموضوع معالج بشكل مختلف عما سبق تقديمه، أريد من خلاله أن أحث المشاهدين على كيفية التعامل مع هذه الموضوعات، وعلى الرغم من كونه محسومًا من المشاهد الأولى عندما قالت «أنا مش هينفع أخسر ديني وعائلتي»، لو بصينا على الكتاب اللى تناولوا هذا النموذج كان بيسمحوا بالموضوع، ولا أخفى عليكي مدى الدمار النفسي الذي كان في البيوت المسيحية كوني مسيحيا فأعلم جيدًا ما الذي يحدث داخلها، بماذا نشعر بسبب تلك القضية؟ وأنا مع أن من يكتب فى تلك المساحة يجب أن يكون مسيحيا.

- هل تمت مراعاة التصنيف العمري أثناء الكتابة حتى يناسب جميع أفراد العائلة؟
أنا غير مقتنع بالتصنيف العمري على المسلسلات هذه بدعه، أولًا: لأن الدراما من المفترض أن تناسب كل الناس، ثانيًا على أى أساس يتم وضع التصنيف، هل المسلسلات التي لا تحتوى على مخدرات ولا مشاهد عري يعرض للجمهور العام، بينما مسلسل به دم وقتل وعنف يناسب جميع الأعمار؟ تلك المشاهد تدمر عقول الأطفال أكثر من العلاقات الخاطئة، التي تعرض لأن هناك نظرية تقول: "إن الطفل حتى سن العاشرة يشاهد ما يقرب من 50 ألف جريمة"، لذلك التصنيف العمري يضر بشكل كبير، يجب أن يكون نابعا من الكتاب أنفسهم بأن يقدموا أشياءً تتناسب مع كل البيوت، كفاية دم وقتل.

- هل هناك تشابه بين فيلم «أم العروسة» والمسلسل؟
لا يوجد تشابه بين الفيلم والمسلسل، فيلم «أم العروسة» عظيم جدًا، لكن إزاى هبني عمل دراما اجتماعي 60 حلقة على ساعة ونصف فقط، لأن هذا أصعب ما يمكن فى الدراما الاجتماعية، لأن هيكون فارغ لا يقدر على جذب الجمهور، التشابه الوحيد فى الطفل الذي يلازم والديه أثناء النوم وهذا موجود فى كل البيوت المصرية.

- كيف ترى ظاهرة المؤلف الذي يكتب لنجم؟
فكرة إنك تجيب بطلة وممثلين ومخرج ومن ثم مؤلف يكتب له كارثة كبيرة، لأن أغلب النجوم بيكونوا شايفين فيلمين أو 3، ويقول للكاتب أنا عاوز السيناريو مكس منهم، فتجد أن الخمس حلقات الأولى استطاعت أن تشد وتجذب الجمهور ولكن بعد ذلك لا يوجد لديك ما تقوله وأصبح المسلسل فارغا بلا أحداث.
-مين صاحب فكرة مسلسل «أبو العرسة»؟
صاحب اسم المسلسل وفكرة الاب الذي يزوج ابنته المنتج إبراهيم حمودة، وبعد ذلك تحمس الكاتب الصحفي يسري الفخراني، عضو مجلس ادارة شبكة قنوات DMC، والمشرف على المحتوى الدرامى بالشبكة، لفكرة عمل يتناول الطبقة المتوسطة، وبعد ذلك قمت بكتابة حلقات المسلسل الذي خرج بهذا الشكل.
- هناك نجوم يفرضون على الكتاب تعديل السيناريو.. هل تعرضت لهذا الموقف؟
في الحقيقة لا، لكن هناك العديد من الكتاب يشتغل حاليًا بورشة كتابة لا يفرق معه سوى البيع، بينما أنا أعمل باسمي وقلمي، وأجد أنه ليست هناك مشكلة من تحدث الكاتب مع النجم حول وجهة نظره إن اقتنع بما يقوله، وأنه يضيف حاجات تساعد فى تحسين الشخصية فى هذا الحالة يمكن التعديل، ولكن إذا كانت تعديلات علشان خاطر نجم وتزويد حجمه ومشاهد من أجل أن يظهر أكثر من نجم آخر، فهذه تعتبر كارثة؛ وهذا غير متواجد فى «أبو العروسة» لأن جميع الخطوط الدرامية متوازنة، ولا يوجد خط بدون تمثيل، لأني معنديش ناس بتخدم على حد، الكل يخدم على الحدوتة.
- ما رأيك فى المسلسلات التي عرضت الفترة الماضية؟
لو اتكلمت على مسلسل«سابع جار» فهو ليس دراما عائلية هو ريالتي (تليفزيون واقع) وأنا هنا ليس وظيفتي التوثيق للطبقة المتوسطة، أنا مهمتي ككاتب هو معالجة أوجاع الطبقة هذا هو الدور التنويري، وهو بيرصد الواقع علشان أطلع أقول يا جماعة إنتوا بتهاجموا ليه ما هو بيحصل كده، لأن الطبقة المتوسطة بها أكثر من شريحة والشريحة الأعم والأشمل التي يقدمها «أبو العروسة» هى: (عبد الحميد) و(عايدة)، -عاوز تتناول الطبقة المتوسطة لكن ميبقاش «بفجاجة» لأني أنا واحد اتقرص من الموضوع ده في مسلسل «قلوب» لأني مكنتش مسيطر على الورق أوى كان المخرج مسيطر أكتر وساقني فى حته مش مضبوطه، أنا لا أتبرأ من المسلسل بس ده بسبب الخبرة القليلة فى ذلك الوقت.
- ماذا عن مشاريعك القادمة؟
حاليًا انتهينا من تصوير 80% من مشاهد المسلسل، ومش ناوى أدخل حاجة حاليًا أنا مركز فقط فى «أبو العروسة» لحد ما يكون فى صحوة فى الدراما، والسينما أن شايف إنها سلعة استهلاكية مش ضد ذلك ولكن مع وجود كل الأنواع وأنا أختار ما يناسبني، وأتمنى يكون فى فيلم اجتماعي زي «الحفيد» و«أم العروسة».