كتب: بهاء محمود
في السبعينيات، كانت أوروبا ساحة لشتى فئات الإرهاب، والمغزى إلى نوعين من الجماعات المسلحة: الحركات القومية، والإرهابيين اليساريين، الذين سعوا لفرض الثورة الشيوعية بالقوة. ثم تطور الأمر ليشمل الحركات الجهاد الأصولية، لتصبح أوروبا مرتعًا لكل أنواع الإرهاب المسلح والفكري، غير
كتب: بهاء محمود
في السبعينيات، كانت أوروبا ساحة لشتى فئات الإرهاب، والمغزى إلى نوعين من الجماعات المسلحة: الحركات القومية، والإرهابيين اليساريين، الذين سعوا لفرض الثورة الشيوعية بالقوة. ثم تطور الأمر ليشمل الحركات الجهاد الأصولية، لتصبح أوروبا مرتعًا لكل أنواع الإرهاب المسلح والفكري، غير أن الخطر الأشد حاليا يتمثل في الأصولية الإسلامية، ونلقي الضوء في هذا التقرير على أبرز الخلايا الإرهابية في أوروبا.
1- أشهر الخلايا
- أنصار الإسلام: تنظيم إرهابي له عدة أنشطة في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وثيق الصلة بتنظيم داعش، وتعود نشأته إلى النرويج، ومن أهم عملياتها "شارل أبدو".
- تنظيم «فرسان العزة»: تأسس أغسطس 2010، على يد فرنسي من أصل مغربي، يدعى محمد الشاملان، وعدد من النشاء الإسلاميين الشباب، وثبت ضلوع التنظيم في عدة عمليات إرهابية.
- جماعة «الشريعة من أجل بلجيكا»: أسسها متشددون من مسلمي بلجيكا في 2010، وتعد من أبرز الخلايا النشطة في بلجيكا، التى تجند الجهاديين للانضمام إلى صفوف داعش.
- جماعة المهاجرين: أسسها عمر بكرى في بريطانيا، وتقرر حظرها عام 2010.
- خلية الفرسان الثلاثة: مجموعة من المتطرفين، أطلقوا على أنفسهم الفرسان، وتستهدف بريطانيا لشن هجماتها.
- الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة: مقرها مانستشر، وتنتمى فكريا لتنظيم القاعدة، وتضم الإرهابيين عبد الحكيم بلحاج، وخالد الشريف.
- الشريعة من أجل بريطانيا: يبلغ عدد أعضائها حوالي 3 آلاف عضو، المعظم منضم حديثا.
- الشريعة من أجل السويد: يضم نحو 100 مقاتل يزعمون انتماءهم لداعش.
2- طرق وآليات الإرهاب
توجد ثلاث طرق يتفاعل بها الإرهاب مع المجتمعات الأوروبية، ويولد من خلالها أشكال التطرف، وهى كالتالي:
- النموذج الأول عبر اختطاف مواطنين أوروبيين، يقيمون في دول يسيطر وينتشر بها مجموعات جهادية، مثل ما يحدث في الساحل والصحراء، والعراق والشام، وتطالب الجماعات الإرهابية على فدية مقابل الإفراج عن الرهائن.
- النموذج الثاني، يقوم على تجنيد الأوروبيين من أصول عربية، للانضمام في الخلايا الإرهابية، والانتقال لأماكن النزاع في الشرق الأوسط وغيرها.
- النموذج الثالث: تجنيد أوروبيين حديثي الدخول في الإسلام، للقيام بعمليات ضد بلادهم.
- 3 أساليب الحصول على تمويل
- تتعدد وسائل تمويل الجماعات الإرهابية بداخل أوروبا، سواء بطرق قانونية، أو غير مشروعة، ومنها ما يلى: - مشاريع استثمارية، سواء فعلية أو وهمية، في شكل مصارف مالية أو مؤسسات - مؤسسات خيرية تتلقي الدعم من الحكومات والشركات - تبرعات الأفراد، ونقلها بشكل شخصى أو إلكتروني - بيع وشراء الأسلحة في الأسواق السوداء -تهريب النفط والآثار - الفدى من عمليات خطف السياح - تمويل بعض الدول للجماعات المتطرفة - ارتباط الكيانات الإرهابية بشبكات الهجرة غير الشرعية.
4- أبرز المراكز الإسلامية الممولة
ثمة كيانات أشارت لها التقارير الأمنية الأوروبية، ولجان مكافحة الإرهاب، بتلقيها أموالًا، بلغت 125 مليون يورو، وتقع تحت إدارة جماعة الإخوان المسلمين، وهى:
- مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية.
- اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا.
- اتحاد الروابط الإسلامية بإيطاليا.
5- الدولة الداعمة
تتحدث تقارير غربية عن الدول التي تدعم الإرهاب، إما بطريق مباشر، أو عبر مؤسسات تغذى الفكر المتطرف، وخلصت التقارير إلى أن دولا عربية خليجية هي الداعم الرئيسي، وهى بحسب التقارير كالآتي:
- السعودية: تواجه السعودية تهما من منظمات وبرلمانيين غربيين، يلقون عليها مسئولية تمويل مساجد ومنظمات سلفية، منها ما هو في بريطانيا، وبحسب تصريح لجمعية هنري جاكسون في لندن إن "منظمات إسلامية متطرفة في بريطانيا لديها صلة واضحة ومتنامية بالرياض وخزاناتها الغنية بالنفط".
- وحسب تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تتهم فيها رئيسة الوزراء، تريزا ماى، بدفن تقرير حول تمويل السعودية للإرهاب في المملكة المتحدة، خشية من أن "تضر بالعلاقات مع حليفها السعودي، ونفس الحال في ألمانيا، والتي واجهت نفس التهم، ورفضت الحكومة الألمانية الاعتراف بالتقارير الألمانية، رغم اتهام وزير الخارجية زيجمار جابريل السعودية صراحة بذلك.
- قطر: هى أكثر الدول اتهامًا، وترد تقارير بدعمها للكيانات الإرهابية والمؤسسات المتطرفة، في معظم انحاء أوروبا، وحسب تقارير صادرة من المخابرات الألمانية، ويحدد التقرير ثلاث مؤسسات تلقت التمويل، وهى "رابطة العالم الإسلامي"، التي حصلت على دعم مادي مباشرة من الحكومة السعودية، و"المؤسسة الخيرية للشيخ عيد بن محمد آل ثاني (قطر)"، وكذلك "هيئة إحياء التراث الإسلامي"، التي تتلقى الدعم الكويتي.
- 6- التحرك الأوروبي:
- تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، في منتصف فبراير 2015، تم إقرار خطة أمنية، تضمنت عدة آليات منها:
- دعم التعاون المخابراتي بين الدول الأوروبية.
- تبادل المعلومات مع دول الشرق الأوسط حول المقاتلين الأجانب.
- تدعيم مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
- تعديل بعض قواعد اتفاقية شنجن.
- ومن جانب آخر عملي، دشنت أوروبا عدة مسارات للحرب على الإرهاب، منها الضربات الموجهة ضمن التحالف الدولي ضد داعش 2015، ودعم عمليات فرنسا في غرب إفريقيا
- ورغم ذلك خلال الثلاث سنوات الماضية، شهدت أوروبا العديد من العمليات الإرهابية، في مختلف العواصم، في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول، مما يعنى فشل أوروبا حتى الآن في مواجهة الإرهاب.