بعد مضي قرابة 4 سنوات من الصراع في اليمن، ما زال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتخذ قرارات من شأنها تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط، خاصة في اليمن الذي شهد قبل عام مقتل 23 مدنيا جراء غارات أمريكية.
ويبدو أن الرئيس ترامب لم يتعلم الدرس جيدًا في اليمن، ليقرر بعد ذلك تجديد حالة الطوارئ الوطنية، نظرًا
بعد مضي قرابة 4 سنوات من الصراع في اليمن، ما زال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتخذ قرارات من شأنها تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط، خاصة في اليمن الذي شهد قبل عام مقتل 23 مدنيا جراء غارات أمريكية.
ويبدو أن الرئيس ترامب لم يتعلم الدرس جيدًا في اليمن، ليقرر بعد ذلك تجديد حالة الطوارئ الوطنية، نظرًا لاستمرار أفعال وسياسات أفراد سابقين في الحكومة اليمنية وآخرين في تهديد الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
الخطوة التي أقدم عليها ترامب، جاءت نتاجا للقرار الذي اتخذه سلفه باراك أوباما في 2012، والذي تضمن التعامل مع التهديد الاستثنائي وغير المعتاد على الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الذي تشكله أفعال وسياسات أفراد سابقين في الحكومة اليمنية وآخرين ما يهدد بدوره الأمن والسلام والاستقرار في اليمن، بحسب الشرق الأوسط.
ليس هذا فحسب، فعرقلة العملية السياسية في اليمن والوقوف حيال تنفيذ اتفاقية 23 نوفمبر 2011 بين الحكومة اليمنية ومعارضيها، يهدد أمن وسلامة واستقرار البلاد.

اقرأ أيضًا: «انهيار الحوثي وانتفاضة الشرعية».. اليمن يستعد لمعركة التحرير
لم يكتف ترامب بإعلان حالة الطوارئ، لكنه وجه رسالة تحذيرية إلى ميليشيات الحوثي الإيرانية من عدم المساس بأبناء الطائفة البهائية، والسماح لهم بممارسة عباداتهم دون خوف، وفقًا لوكالة "مأرب".
المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت قالت: إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من مضايقات البهائيين واحتجازهم من قبل الحوثيين في صنعاء".
فاستهدف الحوثيون للطائفة البهائية بخطاب تحريضي، بجانب موجة من الاعتقالات والاستدعاءات من المحكمة والعقاب دون عملية قانونية عادلة أو شفافة، تشير إلى وجود نمط مستمر من سوء معاملة البهائيين في اليمن، بحسب "نويرت".
وحسب واشنطن، فإن هذه الإجراءات تمثل محاولة للضغط على البهائيين اليمنيين للتخلي عن عقيدتهم، وتجسد تشويها واضطهادا لهم.
كان زعيم الميليشيات المتمردة عبد الملك الحوثي، وصف في وقت سابق البهائيين "بالشيطانيين"، وزعم أنهم في حرب ضد الإسلام.

اقرأ أيضًا: لماذا تضيق ميليشيا الحوثي الخناق على ميناء الحديدة اليمني؟
تصريحات الحوثي كانت بوابة للولايات المتحدة لانتقاد وإدانة التصرفات العشوائية للميليشيا الإيرانية بشأن البهائيين بداية من المضايقات والاعتقالات التعسفية بسبب معتقداتهم الدينية، بحسب الوكالة اليمنية.
ليس هذا فحسب، بل عكفت ميليشيا إيران على سجن حامد بن حيدرة، وهو أحد أبناء الطائفة البهائية 4 سنوات، ثم تلا ذلك إصدار حكم بإعدامه علنيا في صنعاء 2 يناير 2018.
السؤال الأبرز هنا.. من هم البهائيون؟
ينتشر البهائيون اليوم في أكثر من مئتين وخمسة وثلاثين بلدا في العالم من بينها اليمن السعيد، وهم يمثّـلون أصولا دينية مختلفة وينتمون إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعددة.
أما الدين البهائي فمعترف به رسميا في العديد من الدول، ومُمثّـل تمثيلا غير حكومي في هيئة الأمم المتحدة والأوساط الدولية العلمية والاقتصادية.

اقرأ أيضًا: المقاومة الشعبية.. قوة يمنية تغير التوازنات العسكرية
والبهائيون على اختلاف أصولهم يُصدقون بما بين أيديهم من الكتب السماوية، يؤمنون بالرسالات السابقة دونما تفريق، ويعتقدون أن رسالة حضرة بهاء الله، أسوة بغيرها من الرسالات السماوية، لا تمثّـل سوى مرحلة من المراحل المتعاقبة للتطور الروحي الذي يخضع له المجتمع الإنساني.
ودعا لتلك الديانة شاب إيراني يدعى علي محمد الشيرازي لقب نفسه بالباب منذ عام 1844 وبشر بأن رسولا سيأتي قريبا من الله كما أكد استمرار الرسالات الإلهية وأنه واحد في سلسلة الرسل التي تضم محمدا وموسى والمسيح.
وفي عام 1852، قال أحد أتباع الباب إنه شاهد في السجن رؤيا أنه الرسول الذي بشر به الباب ولقب نفسه بهاء الله والذي ولد باسم ميرزا حسين علي عام 1817 في إيران، وفي عام 1863 أسس لهذه الديانة.
لكنه لم يلبث طويلًا حتى تعرض بهاء الله للنفي عدة مرات وكتب في تلك الفترة "الكتاب الأقدس" أهم الكتب لدى أتباع هذه الديانة وتوفي عام 1892.
ويحج البهائيون إلى المركز العالمي للبهائيين، والذى يقع فى مدينتي عكا وحيفا فى شمال إسرائيل، وتضم الأولى ضريح بهاء الله، بينما تضم الثانية ضريح محمد رضا الشيرازي الملقب بالباب.
وأخيرًا يبلغ عدد معتنقي الديانة البهائية حاليا نحو 6 ملايين يتوزعون في كل أنحاء العالم.