على طول الأرض الوعرة قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، زحفَ الشاب الفلسطيني إسماعيل خاس، وسط تساقط الناس من حوله بالرصاص، فعلى بعد أمتار قليلة، أُطلق النار على ساقه، وأصيب فتى آخر برصاصة قاتلة في الرأس.
وشعر الشاب البالغ من العمر 23 عامًا، بالاختناق عندما توقفت سيارات جيب إسرائيلية
على طول الأرض الوعرة قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، زحفَ الشاب الفلسطيني إسماعيل خاس، وسط تساقط الناس من حوله بالرصاص، فعلى بعد أمتار قليلة، أُطلق النار على ساقه، وأصيب فتى آخر برصاصة قاتلة في الرأس.
وشعر الشاب البالغ من العمر 23 عامًا، بالاختناق عندما توقفت سيارات جيب إسرائيلية بالقرب منه، ورشته بالغاز المسيل للدموع، إلا أن ذلك لم يمنعه من تحقيق هدفه، ووصل للسياج الفاصل للمسه.
حيث قال خاس لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن ذلك "كان أحد أولوياته، وقد حققها"، يوم الاثنين، الذي كان أكثر الأيام دموية في غزة منذ حرب 2014 مع إسرائيل.
حيث أفادت تقارير من وزارة الصحة الفلسطينية بأن أكثر من 58 متظاهرًا استشهدوا، من بينهم العديد من الأطفال، وأصيب نحو 2771 آخرين.
لكن الوضع كان مختلفا تمامًا في القدس المحتلة، على بُعد عشرات الكيلومترات، حيث أقامت الولايات المتحدة احتفالًا بمناسبة افتتاح سفارتها الجديدة في القدس، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.
صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، قالت إن العديد من الحضور في الحفل تابعوا أنباء التظاهرات عبر هواتفهم المحمولة، خلال انتظارهم حضور الشخصيات البارزة لمقر الاحتفال في حديقة المقر الجديد للسفارة الأمريكية في حي أرنونا بالمدينة المقدسة.
وأشارت إلى أنه كان هناك قلق ملموس بعد ارتفاع عدد الشهداء، وأصبح من الواضح أن لجوء جيش الاحتلال للعنف سيثير العديد من الانتقادات الدولية ضد إسرائيل.
إلا أن الحاضرين أكدوا أنهم لن يدعوا إراقة الدماء في غزة تفسد احتفالهم، حيث وقفوا في طوابير طويلة ومروا بترتيبات أمنية مشددة للغاية، للوصول إلى السفارة الجديدة، للاحتفال بما وصفته الصحيفة العبرية باللحظة الفريدة في تاريخ الشعب اليهودي.
ومع استمرار أحداث العنف، وتزايد أعداد الشهداء والمصابين في غزة، بدأ الحفل في القدس بحضور إيفانكا ابنة ترامب وزوجها جاريد كوشنر، جنبا إلى جنب مع وزير الخزانة ستيف منوشن.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمته بالحفل، متجاهلًا ما يحدث على الجانب الآخر من الحدود "يا له من يوم مجيد لإسرائيل، تذكروا هذه اللحظة، إنها لحظة تاريخية".
وكان كوشنر الوحيد الذي أشار إلى غزة في خطابه في الحفل، حيث قال إن "الاحتجاجات التي وقعت الشهر الماضي، والتي تحدث اليوم، أثبتت أن أولئك الذين يثيرون العنف هم جزء من المشكلة وليسوا جزءًا من الحل".
المظاهرات في قطاع غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية، تأتي في الذكرى السبعين لإحياء ما وصفه كوشنر بـ"المشكلة"، وهو إنشاء دولة إسرائيل، وذكرى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم فيما يعرف بالنكبة عام 1948.
كما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن قرار إدارة ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، أثار غضب العديد من المتظاهرين في غزة.
وأضافت أن ظروف الحياة في غزة، والتي كانت أشبه بمعسكر اعتقال فعلي، منذ أن فرضت إسرائيل حصارًا عليها منذ 11 عامًا، كان لها دور كبير في اندلاع المظاهرات.
التظاهرات كانت تمثل تحديًا أيضًا من جانب الفلسطينيين في القطاع، حيث شاركت العديد من النساء اللاتي يرتدين العباءات السوداء في المظاهرات، وهن يحملن أعلاما فلسطينية، بينما قامت أخريات بتسجيل الأحداث باستخدام كاميرات الهواتف المحمولة.
وفي القدس، تسارعت عدسات المصورين لنقل كلمة إيفانكا ترامب بعد إزاحة الستار عن شعار السفارة، حيث قالت وهي تقف أمام مبنى السفارة بردائها الأبيض "نيابة عن الرئيس الأمريكي، أرحب بكم بشكل رسمي، وللمرة الأولى، في السفارة الأمريكية في القدس، عاصمة إسرائيل".
حيث أشارت صحيفة "إيه بي سي" الأسترالية إلى أن الحفل لم يكن بمناسبة افتتاح السفارة الأمريكية في القدس فقط، ولكنه كان احتفالًا بالتحول الهائل في سياسة واشنطن تجاه إسرائيل، تحت رئاسة ترامب، عما كانت عليه خلال فترة باراك أوباما.
ففي رسالة بالفيديو، عرضت خلال الحفل، قال ترامب "على مدار سنوات طويلة، فشلنا في الاعتراف بالحقيقة الواضحة بأن عاصمة إسرائيل هي القدس، وفي 6 ديسمبر 2017، من جهتي، اعترفت الولايات المتحدة أخيرا ورسميا بالقدس على أنها العاصمة الحقيقية لإسرائيل، اليوم نمضي قدما في هذا الاعتراف ونفتح سفارتنا في أرض القدس التاريخية المقدسة".