يبدو أن الجيش السوري عازم على تجفيف منابع الإرهاب في كل الأراضي السورية، وهو ما ظهر من خلال تمهيد بشار الأسد لعملية عسكرية في جنوب البلاد، لكن الولايات المتحدة تعتبر أن الاقتراب من مناطق خفض التصعيد هو بمثابة إعلان حرب.
وفيما اعتبرت سوريا تصريحات الإدارة الأمريكية تهديدًا مبطنًا، إلا أن واشنطن
يبدو أن الجيش السوري عازم على تجفيف منابع الإرهاب في كل الأراضي السورية، وهو ما ظهر من خلال تمهيد بشار الأسد لعملية عسكرية في جنوب البلاد، لكن الولايات المتحدة تعتبر أن الاقتراب من مناطق خفض التصعيد هو بمثابة إعلان حرب.
وفيما اعتبرت سوريا تصريحات الإدارة الأمريكية تهديدًا مبطنًا، إلا أن واشنطن أصرت على موقفها، معتبرة أن التقارير التي تُفيد بحدوث عمليات للحكومة السورية في جنوب غرب سوريا ضمن حدود منطقة خفض التصعيد يثير القلق.
الولايات المتحدة ترى أيضًا أنها لا تزال ملتزمة بالحفاظ على استقرار منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا وكذلك وقف إطلاق النار الذي تستند إليه، بحسب صحيفة "القدس".
وفي هذا الصدد، فإن أي تحرك عسكري للحكومة السورية ضد منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا يشكل خطرًا بتوسيع الصراع، وهو ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى اللجوء للخيار العسكري لردع الجيش السوري، بحسب زعم القيادة الأمريكية.

اقرأ أيضًا: معركة «مثلث الموت ».. الجيش السوري يتأهب وإيران تنسحب
يشار إلى أن إنشاء مناطق خفض التصعيد في منطقة جنوب غرب سوريا، تم بمبادرات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبالتنسيق مع الأردن.
لم تكتف أمريكا بذلك، بل سارعت إلى التنويه عن ضرورة قيام الدول الثلاث التي تدعم منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا بكل ما في وسعها لفرض وتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها في العام الماضي.
وحملت إدارة ترامب روسيا المسؤولية بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي بضرورة استخدام نفوذها الدبلوماسي والعسكري على الحكومة السورية لوقف الهجمات وإجبار الحكومة على وقف المزيد من الهجمات العسكرية.
من جهته كان الرئيس السوري بشار الأسد أكد أن جنوب البلاد أمام خيارين إما المصالحة وإما التحرير بالقوة، موضحا أن التدخل الأمريكي والإسرائيلي في الأزمة السورية تسبب بعدم التوصل لأي تسوية أو حل سياسي في تلك المنطقة حتى الآن، حسب محطة العالم.

اقرأ أيضًا: إيران تقف في وجه روسيا.. وتضع شرطًا للانسحاب من سوريا
واتهم الأسد إسرائيل بدعم الإرهابيين في المنطقة الجنوبية "دعمًا مباشرًا"، حيث إنها بدأت بقصف القوات السورية بشكل مستمر منذ أن أخذت الأزمة في البلاد طابعا عسكريا.
ومنذ تحرير منطقة الغوطة، بدأ الجيش السوري تعزيز قواته في سياق قرار سوري باستعادة الجنوب السوري كاملا إلى خط الحدود الجنوبية، بما في ذلك قاعدة التنف الأمريكية.
على جانب آخر، صرحت وزارة الدفاع الروسية، بأن الجيش السوري وسلاح الجو الروسي تصدوا لهجوم مسلح قادم من منطقة التنف باتجاه تدمر، أي من المنطقة التي تدعمها القاعدة الأمريكية، ما يرفع من احتمال مواجهة مسلحة بين القوات المسلحة السورية والقوات الأمريكية بشكل مباشر.
وتعتبر الولايات المتحدة الآن أن منطقة شرق الفرات التي تسيطر عليها قوات "قسد" الكردية المدعومة من واشنطن خط أحمر ممنوع على القوات السورية تجاوزه، حيث قام الطيران الحربي الأمريكي بقصف قوات حليفة للجيش السوري حاولت التقدم شرقًا أكثر من مرة في الماضي.
لكن يوما بعد يوم، تتضح ملامح معركة الجنوب السوري، خاصة في ظل استمرار القوات السورية باستقدام تعزيزات عسكرية إلى مناطق متعددة من مثلث الموت في المنطقة الجنوبية.

اقرأ أيضًا: الأسد يخوض معركة الجنوب.. واتفاق سري بين إسرائيل وإيران على الانسحاب
التعزيزات شملت وصول أكثر من 3 آلاف عنصر من الفرق الرابعة والسابعة والأولى، وأخرى تتبع الفصائل الموالية لقوات النظام، مثل "لواء القدس" و"جبهة تحرير فلسطين".
في حين، يرى المحلل والباحث السياسي، حميدي العبد الله أن تحذير الخارجية الأمريكية للنظام السوري من القيام بأي عملية عسكرية في الجنوب ضد المجموعات المسلحة، يشكل تطورا لافتا في الأحداث ومنعطفا خطيرا في الأزمة، ويكرس التدخل المباشر للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب تحت ذريعة الحفاظ على منطقة خفض التصعيد.
"حميدي" أوضح أن للمنطقة الجنوبية خصوصية واضحة تتجلى بتلاصقها مع المملكة الأردنية ومع الكيان الإسرائيلي، وهما ركيزتان أساسيتان لوجود الولايات المتحدة في المنطقة ولتنفيذ مشاريعها، وبالتالي فإن الأردن وإسرائيل معنيتان بالقتال والتدخل في الجنوب عند انطلاق عملية تحريره من المسلحين.
ليس هذا فحسب، بل قد يقود تدخلهما إلى مواجهة كبيرة لن تكون في صالح إسرائيل، لأن أي اعتداء على الجيش السوري خلال عملية تحرير الجنوب سيقابل برد حازم ما قد يوسع دائرة الاشتباك.