يعيش النظام الإيراني حالة من التخبط في الوقت الذي تفصله عن العقوبات الأمريكية المرتقبة أيام قليلة، وسط حالة من المخاوف والترقب غير المعلنة، ففي الوقت الذي يؤكد النظام أن الأوضاع على ما يرام، فإن الوضع الاقتصادي الذي يقترب من الانهيار يكشف عن الحقيقة التي تحاول الحكومة إخفاءها.
وفي الوقت الذي
يعيش النظام الإيراني حالة من التخبط في الوقت الذي تفصله عن العقوبات الأمريكية المرتقبة أيام قليلة، وسط حالة من المخاوف والترقب غير المعلنة، ففي الوقت الذي يؤكد النظام أن الأوضاع على ما يرام، فإن الوضع الاقتصادي الذي يقترب من الانهيار يكشف عن الحقيقة التي تحاول الحكومة إخفاءها.
وفي الوقت الذي لا تعلن فيه الحكومة عن الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد فإنها تحاول البحث عن مخرج لتلك الأزمة التي ستتفاقم بعد أيام قليلة، فمن المنتظر أن تبدأ المرحلة الأولى من العقوبات الأمريكية في 24 يوليو الحالي، وهو ما يشكل مصدر قلق لدى الحكومة في ظل الاستياء الشعبي من تدهور الأوضاع المعيشية.
استدعاء الحكومة
المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، استدعى أعضاء الحكومة بشكل مفاجئ لمناقشة الاضطرابات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وبدأ الاجتماع في مكتب المرشد بالعاصمة طهران، بحضور الرئيس حسن روحاني ووزراء حكومته.

اقرأ أيضا : 9 صفعات لإيران بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي
يأتي هذا الاستدعاء من جانب المرشد الإيراني للحكومة، في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد المحلي أزمات خانقة سواء بسوق النقد الأجنبي بعد تضاعف أسعار الدولار الأمريكي إلى مستوى تاريخي أمام التومان متجاوزًا حاجز الـ9000 تومان إيراني، وكذلك أسواق أخرى من بينها الذهب، وفشلت خطوات حكومية في احتواء تلك الأزمة على عدة مستويات منها المصرفي.

واستبق خامنئي العقوبات الأمريكية بمطالبة حكومة روحاني بإعداد خريطة طريق تشمل سياسات اقتصادية تأخذ طابع (المقاومة)، وتساعد الناس والناشطين الاقتصاديين على اتخاذ مواقف حازمة وتعزز الثقة في الحكومة.
ونوه خامنئي بأن بلاده قادرة على تجاوز المشاكل الاقتصادية من خلال المثابرة الدؤوبة من قبل المسؤولين وتعاون أطياف الشعب، داعيًا أجهزة الدولة لدعم حكومة الرئيس حسن روحاني في مواجهة العقوبات الأمريكية المرتقبة قائلًا: إن "المؤامرة الأمريكية يمكن هزيمتها".

واستغل خامنئي كلمة وجهها إلى أعضاء حكومة روحاني لطلب التأييد للحكومة واتخاذ إجراء ضد ما وصفها بالجريمة المالية لتهدئة المخاوف الشعبية التي أثارها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في عام 2015.
تأكيد المرشد الأعلى دعمه الحكومة الإيرانية جاء في حين شهدت السنوات الخمس الأولى من رئاسة روحاني تلاسنا وخلافات واضحة بين خامنئي والرئيس الإيراني، وشكلت خطابات ومصطلحات المرشد كلمة دلالية في حملات تعرض لها روحاني، بحسب "الشرق الأوسط".
اقرأ أيضا: أزمة المياه في إيران.. 37 مليون مواطن مهددون بالهجرة بسبب الجفاف
الاستجداء بأوروبا
المرشد الإيراني طالب بعدم تعليق اقتصاد إيران بقضية الاتفاق النووي، مؤكدًا أن على الأوروبيين أن يقدموا الضمانات الكافية بخصوص هذا الاتفاق.
خامنئي وصف مواقف روحاني الأخيرة في أوروبا بالـ"مقتدرة"، مشددًا على ضرورة إظهار الاقتدار أمام الأجانب خاصة الأمريكيين بشكل صريح وحازم وفي الوقت المناسب.

ودعا المرشد الإيراني إلى تعزيز العلاقات مع الشرق والغرب أكثر فأكثر، إلا في بعض الحالات القليلة كالعلاقات مع الولايات المتحدة، بحسب تعبيره.
وأبدى خامنئي ارتياحه من مواقف روحاني خلال زيارته الأخيرة إلى سويسرا والنمسا، وفي أول تعليق على تهديدات ضمنية وردت على لسان روحاني حول إغلاق مضيق هرمز، في حال أصرت الولايات المتحدة على منع مبيعات النفط الإيرانية، وصف موقف روحاني بـ"القوي"، وقال: إنه "من الضروري إظهار القوة ضد الأجانب، خصوصًا الأمريكيين، ويجب أن يحدث ذلك في الوقت المناسب وبشكل صريح وحازم".
بقاء روحاني
كانت تدور تكهنات قبل الاجتماع في وسائل الإعلام الإيرانية بأن روحاني قد يطلب منه التنحّي بسبب دوره في الاتفاق النووي مع القوى الغربية الذي ظل مُجمّدًا منذ أن قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه.
إلا أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية أكد بقاء روحاني في منصبه عقب الاجتماع الطارئ، على الرغم من الشائعات التي تتردد على عكس ذلك، بحسب "أخبار الخليج".
وخلال الاجتماع، تعهد روحاني بأن تنفذ حكومته توصيات خامنئي، مجددًا الاتهامات إلى "أعداء" بلاده بالسعي وراء إثارة قلق الإيرانيين تجاه المستقبل و"تضخيم التوقعات".

وحسب وكالة "فارس" الإيرانية، أعرب روحاني خلال الاجتماع، عن شكره للدعم الذي قدمه قائد الثورة الإيرانية للحكومة مرحبا بتوجيهاته، مؤكدًا في الوقت نفسه عزم أعضاء مجلس الوزراء الجاد على تنفيذ هذه التوجيهات بشكل كامل.
اقرأ أيضا: علماء إيران.. صداع في رأس نظام الملالي
واختتم روحاني بالتأكيد على أن الوقوف إلى جانب الحكومة في الظروف الحالية يحظى بأهمية بالغة لتجاوز هذه المرحلة والتصدي للأعداء، بحسب "سبوتنيك".
كان الرئيس الإيراني قد وجه رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية نقلها التليفزيون الإيراني الرسمي، توعدها فيها بالهزيمة، مؤكدا أن الشعب الإيراني سيحبط السياسة الأمريكية ضده كما أحبط مؤامراتها السابقة.
عاصفة آتية
وفي تعليقه على أثر العقوبات الأمريكية التي تنتظرها إيران قال وزير الصحة الإيراني، حسن قاضي زاده هاشمي، المعروف في الأوساط السياسية بخلافاته مع توجهات الحكومة: إنها "عاصفة آتية باتجاهنا، وستعصف بحياتنا، ولا يجدي نفعًا إنكار ذلك" .

الوزير الإيراني أشار إلى "أنهم مخيرون بين طريقين، إما أن إنكار الأمر الواقع، ونقول إن كل شيء بسلام، حتى تذرنا العاصفة هشيمًا، وإما القبول أن العاصفة آتية لا ريب فيها"، مؤكدًا أهمية سَلْك الطريق الثانية.
ويؤيد محللون ما قاله وزير الصحة الإيراني، مؤكدين أن العاصفة آتية لا ريب فيها، وستعصف بكل صغيرة وكبيرة في الاقتصاد الإيراني المرهق الذي يشارف على الانهيار.
اقرأ أيضا: «اغتيال المعارضين».. كلمة السر في طرد هولندا لدبلوماسيين إيرانيين