لا تتوانى إسرائيل يوما تلو الآخر عن اتخاذ قرارات بشأن توسيع مسوطناتها في الأراضي الفلسطينية، في مسعى منها لإجهاض القضية العربية وإحباط أى تحركات لبناء دولة مستقلة ذات سيادة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة العرب والعالم أجمع، ولعل آخر القرارات التصديق على عزل 4 قرى في الضفة الغربية لبناء مستوطنات جديدة، بعد
لا تتوانى إسرائيل يوما تلو الآخر عن اتخاذ قرارات بشأن توسيع مسوطناتها في الأراضي الفلسطينية، في مسعى منها لإجهاض القضية العربية وإحباط أى تحركات لبناء دولة مستقلة ذات سيادة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة العرب والعالم أجمع، ولعل آخر القرارات التصديق على عزل 4 قرى في الضفة الغربية لبناء مستوطنات جديدة، بعد التصديق عليها يناير الماضي.
حسن بريجية مسؤول هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم أكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تحويل قرى (بتير ووادي فوكين ونحالين وحوسان) إلى الغرب من بيت لحم جنوبي الضفة الغربية لتجمعات سكانية ضمن ما تُسمى "سيادة إسرائيلية معزولة" عن محافظة بيت لحم ومقطوعة الاتصال مع محيطها.
"بريجية" أشار إلى وجود 3 مخططات على الأقل أعلنت عنها قوات الاحتلال، وشرعت بتنفيذها بكلفة 50 مليون دولار، من بينها (حفر نفق في حدود القدس ليصل إلى مستوطنة بيتار عليت ومستوطنة إيلي عازر المجاورة)، وليكون موقع بير عونة من أراضي مدينة بيت جالا في متوسط هذا الطريق، بحسب "الوطن الإماراتية".
أضف إلى ذلك، شق سكة حديد بموازاة ذلك لتكون المستوطنات غربي بيت لحم أحد أهدافها، ولتتصل هذه السكة بحيفا وتل أبيب، ومضاعفة أعداد المستوطنين في مستوطنة بيتار عليت من 60 ألف مستوطن إلى 120 ألف مستوطن في غضون السنوات الـ5 القادمة.

اقرأ أيضًا: دعما لحركة «BDS».. دعوات أوروبية لوقف التبادل العسكري مع إسرائيل
ووفقًا لمسؤول هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن القرى الأربع تعد جزءًا مما يطلق عليه قرى "العرقوب"، ويبلغ مجمل عدد سكانها نحو 20 ألف نسمة.
وقررت بلدية الاحتلال مصادرة عشرات الدونمات من أراضي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، تحت غطاء "البستنة" - زراعة وتركيب قنوات ري وطرقات للسير.
مركز معلومات وادي حلوة - سلوان ذكر في بيان، أن طواقم بلدية الاحتلال قامت بتعليق إعلانات المصادرة في موقعين في حي وادي الربابة وحي العباسية، مرفقة معها خرائط مُرقمة تظهر القطع المنوي مصادرتها، موضحًا أن الإعلانات عُنونت بالإعلان عن رغبة لبستنة أراض خالية.
وأضاف أن الإخطارات تهدد عشرات الدونمات من أراضي بلدة سلوان من أحياء وادي الربابة ووادي حلوة وبئر أيوب والنبي داوود، وجميع الأراضي تعود ملكيتها لأهالي وعائلات البلدة الذين يملكون كافة الوثائق وأوراق الملكية، كما تعود أجزاء منها لكنيسة الروم الأرثوذكس.
في المقابل، أوضح جواد صيام مدير مركز المعلومات أن الأراضي جميعها مزروعة بأشجار الزيتون والتين والتوت منذ عشرات السنين، ويمنع الأهالي منذ سنوات من زراعتها بأشجار جديدة، إضافة إلى أنهم يتعرضون للاعتقال والتهديد من قبل ما يسمى "سلطة الطبيعة" عند قيامهم بأعمال لتحسين البنية التحتية في أراضيهم، بحسب "عدن الغد".

اقرأ أيضًا: إسرائيل تغزو البحر الميت.. مخطط استعماري لعزل القدس عن الضفة
"صيام" أكد أن جرافات الاحتلال تقوم بعمليات تجريف للأراضي وهدم للمنشآت المقامة عليها خاصة في أراضي حي وادي الربابة، حيث تعتبرها سلطات الاحتلال حدائق عامة.
يمكن القول إن إسرائيل لا تبالي بقرارات الاستيطان، خاصة أنها تحدت المجتمع الدولي الرافض لمشروع احتلال الأراضي الفلسطينية.
من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود: إن "ما تقدم عليه حكومة الاحتلال لن يمرره شعبنا ولن يرضخ أمامه بل يقف خلف قيادته ويواجهه بمزيد من التحدي والرفض والكفاح لإسقاطه"، بحسب موقع "وفا".
وأوضح أن تلك الخطوات الاحتلالية تقود إلى مزيد من التوتر وإغلاق الأفق امام إمكانية إنعاش عملية السلام التي وضع أسسها وأقرها المجتمع الدولي، وعلى المجتمع الدولي أن يدافع عن نفسه وعن قراراته ومشاريعه عبر تدخله السريع وممارسة دوره وتحمل مسؤولياته، وذلك لضمان وقف التدهور الذي تدفع به حكومة الاحتلال في بلادنا وفِي كل المنطقة.
بالعودة إلى الوراء قليلًا، نرى أن إسرائيل أقدمت على منح موقع استيطاني بالضفة الغربية المحتلة، قانونًا لم يكن مُصرحا به، ردًا على هجوم بالرصاص نفذه فلسطينيون وأسفر عن مقتل أحد السكان، حيث منح التصريح بأثر رجعي لبناء موقع حفات جلعاد، الذي تسكنه 50 أسرة، ويهدف إلى السماح باستمرار الحياة الطبيعية هناك، بحسب الشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا: صحيفة إسرائيلية تكشف عن صفقة القرن.. دولة فلسطينية بدون جيش
فيما تعتبر أغلب الدول، المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 والتي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية عليها غير قانونية.
أما شبكة "سكاي نيوز"، فقد أوضحت أن هناك 640 ألف مستوطن يعيشون في مستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية، في الوقت الذي صادقت حكومة بنيامين نتنياهو على بناء أكثر من 1122 وحدة استيطانية جديدة.
وتنامى عدد المستوطنين في الفترة من عام 1977 وحتى عام 2016 بشكل كبير وملحوظ، حيث بلغ عددهم في العام 1977 نحو 4400 مستوطن، وارتفع في عام 1988 ليصبح 66 ألفا و500 مستوطن، ثم أصبح 116 ألفا و300 مستوطن خلال العام 1993، ليرتفع إلى 184 ألفًا في العام 2000، ليصبح بعد ذلك 371 ألفًا خلال عام 2014، إلى أن أصبح التعداد 420 ألفًا فى العام 2016، وأخيرا بلغ نحو 640 ألفا في 2018.
فعلى مدى 100 عام فى الفترة من 1917 إلى 2017، بدأت مساحة الأرض الخاضعة للسلطات الفلسطينية تتقلص تدريجيا، وبدأ الاحتلال في التوسع والتمدد على الأرض انطلاقًا من وعد بلفور عام 1917، وحتى قرار التقسيم عام 1947، واستمر التناقص وزادت المستوطنات.
وفي هذا الصدد، يجب التأكيد على أن المخطط الإسرائيلي بفرض السيادة، والعمل على إبقاء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية تمهيدًا لاقتطاعها ونزعها عن محيطها، ما هو إلا بداية لتدمير مستقبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 67.