تسعى مصر للتوصل إلى اتفاق مع مؤسسة جي بي مورجان الأمريكية من أجل الانضمام لمؤشرها لسندات الأسواق الناشئة، لجذب مزيد من الاهتمام الخارجي في سندات الدين الحكومي، بحسب وكالة بلومبرج، موضحة أن الحكومة بدأت في اتخاذ خطوات الانضمام للمؤشر الذي يحظى بمتابعة واسعة من قبل جهات استثمارية دولية تستخدمه كمقياس
تسعى مصر للتوصل إلى اتفاق مع مؤسسة جي بي مورجان الأمريكية من أجل الانضمام لمؤشرها لسندات الأسواق الناشئة، لجذب مزيد من الاهتمام الخارجي في سندات الدين الحكومي، بحسب وكالة بلومبرج، موضحة أن الحكومة بدأت في اتخاذ خطوات الانضمام للمؤشر الذي يحظى بمتابعة واسعة من قبل جهات استثمارية دولية تستخدمه كمقياس لأداء ديون الأسواق الناشئة.
فما مؤشر «جي بي مورجان»؟، وما الاستفادة التي تسعى مصر لتحقيقها من الانضمام إليه؟، ولماذا توجهت الآن الحكومة لهذا المؤشر؟
اقرأ أيضًا المالية تطرح أذون وسندات خزانة بقيمة 192 مليار جنيه خلال أكتوبر
ارتفاع فوائد الدين
يأتي هذا بعد أن ألغت وزارة المالية، عطاءات سندات خزانة للمرة الرابعة على التوالى خلال شهر سبتمبر الجاري، آخرها الأسبوع الماضي، حيث كان مقررا أن يتم طرح سندات خزانة بقيمة إجمالية تقدر بنحو 3 مليارات جنيه في شكل طرحين، الأول بنحو 1.750 مليار جنيه لأجل 5 سنوات، والثاني بنحو 1.250 مليار جنيه لأجل 10 سنوات.
وكانت وزارة المالية قد ألغت الأسبوع الذي سبقه، عطاء سندات الخزانة للآجال 3 و7 سنوات بإجمالي قيمة 3.5 مليار جنيه، كما تم إلغاء الأسبوع الذي سبقه أيضًا، عطاءات لسندات الخزانة لآجال 5 و10 سنوات بإجمالي قيمة 3.5 مليار جنيه، وإلغاء أيضًا عطاءات لسندات الخزانة لآجال 3 و7 سنوات بإجمالي قيمة 3.5 مليار جنيه.
وتراجع الطلب على الديون المصرية في خضم أزمة طاحنة تضرب الأسواق الناشئة مما أدى إلى ارتفاع العوائد عليها في وقت تبذل فيه الحكومة مساعي حثيثة لخفض الدين.
والسبب الرئيسي في إلغاء العطاءات هو رغبة الحكومة في عدم تحمل الخزانة العامة للدولة أعباء خدمة دين غير مبررة، ومنع زيادة قيمة الفوائد فى الموازنة العامة للدولة، نتيجة ارتفاع أسعارها عن المستويات المقبولة.
وكان قرار البنك المركزى بتخفيض أسعار الفائدة خلال فبراير ومارس الماضيين، قد تسبب في تراجع استثمارات الأجانب في أذون الخزانة، حيث تتأثر قيمة العائد على أذون وسندات الخزانة التي تصدرها الحكومة بخفض نسب الفائدة.
اقرأ أيضًا للمرة الرابعة.. هل تواصل الحكومة إلغاء عطاءات سندات الخزانة؟
طرح سندات بـ5 مليارات دولار
أعلن محمد معيط وزير المالية عن التخطيط لطرح سندات بالعملات الأجنبية بقيمة 5 مليارات دولار، الثلاثاء الماضي، على أن تبدأ الجولات الترويجية لطرح سندات دولية خلال أسبوعين في الأسواق الآسيوية ثم أوروبا، موضحًا خلال لقائه بغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، أنه سيتم طرح السندات في الوقت المناسب.
وكانت مصر قد جمعت في أبريل الماضي 2.46 مليار دولار من بيع سندات مقومة باليورو لأجل ثماني سنوات و12 عامًا عند 4.75 و5.625 في المئة على الترتيب.
ويأتي إعلان السعي للانضمام لهذا المؤشر عقب أيام قليلة من إعلان جي بي مورجان أن السعودية، الإمارات، البحرين، والكويت لمؤشرها، ستصبح مؤهلة لدخول مؤشرات جي.بي مورجان لسندات حكومات الأسواق الناشئة بدءا من 31 يناير 2019.
وتوقعت السعودية وصول تدفقات تصل إلى 11 مليار دولار إلى أدوات الدين لديها، نتيجة إدراج سنداتها الدولية في مؤشرات جي.بي مورجان للأسواق الناشئة، بحسب وكالة رويترز.
اقرأ أيضًا بعد الإعلان عن طرح سندات أسيوية.. ما هى ديون مصر الخارجية؟
جون بيربونت مورجان
جون بيربونت مورجان (1837 - 1913)، مصرفي ورجل أعمال أمريكي، جامع تحف فنية، وكان أحد أكثر المهيمنين على المصارف في وقته، وقد أسس مورجان مؤسسة مالية كبرى مع شركائه وقد نجحت تلك المؤسسة في إيصال تيودور روزفلت إلى منصب الرئاسة، توفي في إيطاليا عام 1913 عن عمر 75 عاما، تاركا ثروته وأعماله لابنه جون بيربونت «جاك» مورجان الابن.
مؤشر جي بي مورجان
هي شركة متخصصة في مجال الاستثمارات في الأسواق الناشئة من خلال البحث والتطوير للمؤشرات الرائدة والتي تحوذ على اهتمام المستثمرين في جميع أنحاء العالم، ويعتبر مؤشر جي بي مورجان -EMBI-، أحد أكثر المؤشرات تتبعًا من قبل مستثمري الأسواق الناشئة حيث يتم استخدامه كمقياس للأداء.
تم تأسيس مؤشر EMBI، في أوائل التسعينيات بعد إصدار أول سندات برادي وأصبح المؤشر الأكثر انتشارًا وطلبًا من نوعه خاصةً في الآونة الأخيرة، حيث استطاع جي بي مورجان أن يقود المستثمرين نحو ارتفاع الاستثمارات في الأسواق المحلية عن طريق إطلاق سلسلة أسواق السندات الحكومية (GBI-EM)، وسلسلة مؤشرات الأسواق الناشئة (CEMBI)، وكلاهما أصبح المعيار الجديد للسوق المحلية.
ويعد EMBI واحدا من أكثر المؤشرات التي تحظى بمتابعة كبيرة جدا من قبل عدد ضخم من المستثمرين المشاركين في الأسواق الناشئة الذي يستعينون به كمقياس للأداء، والانضمام إلى هذا المؤشر العالمي سوف يعمل على تشجيع وزيادة عمليات الشراء بمئات المليارات من الدولارات في سندات الدول التي سوف تنضم إليه مما سوف يعمل على التخفيض بشكل كبير من تكاليف الاقتراض.
لذا يرى المستثمرون وخبراء الأسواق المالية، أن الانضمام إلى المؤشر يشجع على تزايد عمليات شراء بمئات المليارات من الدولارات في سندات الدولة المنضمة إلى المؤشر بما يخفض تكاليف الاقتراض.
فوائد الانضمام للمؤشر الأمريكي
تظهر فوائد الانضمام لمؤشر EMBI، في حجم الفرص المتاحة أمام سوق الأسهم وحجم الاستثمارات، وهي:
- التقييم العادل لأسعار الأسهم المنضمة إلى تلك المؤشرات.
- تطوير البيئة الاستثمارية والإطار القانوني للسوق المالية والحفاظ عليها.
- تعزيز دور المستثمر المؤسسي في السوق المالية.
- تعزيز سيولة السوق نتيجة ارتفاع مستوى جاذبيته.
- التكامل مع الأسواق العالمية المتقدمة ومواكبة تطوراتها.
- تحسن ميزان المدفوعات.
- جذب الانتباه العالمي والتسويق لاقتصاد المملكة ومنتجاتها الاستثمارية.